منذ لحظة دعوة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اللبنانيين للصلاة والصبر، بعد سلسلة لقاءاته بالمسؤولين الدوليين، يبدو واضحا ان لبنان الرسمي قد سلم بما كتب، فانصرف الى متابعة الملفات اليومية وازماتها، والتي جديدها القديم ازمة الكهرباء التي انفجرت فجأة، ودخلت على خطها الجزائر في توقيت مريب، اثار التساؤلات حول هدفه وغايته، ومدى علاقته باقفال ملف سوناطراك العالق امام القضاء اللبناني، والذي أصابت شظاياه الكثيرين من البيت السياسي اللبناني.
مشهد لم يغير من الواقع الاقليمي والدولي شيئا، حيث الاهتمامات في مكان آخر، وابرز جديدها البحث والتنقيب عن مدن حزب الله الصاروخية، اذ كشف تحقيق فرنسي ردا على نشر حزب الله لشريط “جبالنا خزائننا”، أن “إسرائيل” ألقت قنابل الفوسفور الأبيض على جنوب لبنان بعد الثامن من تشرين الأول، لحرق النباتات وكشف فتحات الأنفاق، وقد نجحت في استهداف اكثر من 12 مخرجاً من هذا النوع، كما ان جيش العدو الإسرائيلي يستخدم أجهزة كشف الحركة والألياف الضوئية، المرتبطة بشبكة الجيل الرابع والروبوتات والطائرات من دون طيار، بالإضافة إلى مصادر المعلومات لرسم خريطة لشبكة الأنفاق.
وتحت هذا العنوان وضعت الغارة التي نفذتها لاول مرة مقاتلات ال اف 35، المزودة بالقنابل المدمرة للتحصينات في منطقة كفركلا منذ ايام، والتي ادت الى احداث “هزة ارضية” احس بها سكان الجنوب.
مصادر ديبلوماسية اشارت الى ان البنتاغون وفي اطار تقييمه للاوضاع والخطط ، التي وضعها وحدد بموجبها أهداف العملية التي يمكن ان ينفذها، والتي على اساسها تم اختيار مستوى التحشيد العسكري، بالنقاط الاتية:
– اولا: تحسين حماية القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة.
– ثانيا: زيادة الدعم للدفاع عن “إسرائيل”.
– ثالثا والاهم: الاستعداد للرد على شتّى الحالات الطارئة، بما فيها الانتقال للهجوم، وهنا بيت القصيد حيث انيط بمقاتلات “إف-22 رابتور” الشبح، التي توزعت على القواعد الجوية في منطقة العمليات في ثلاث قواعد خليجية وفي الاردن، فضلا عن امكان نشر سرب منها في “اسرائيل”، تنفيذ غارات الى جانب مقاتلات ال “اف 35” لتدمير التحصينات والملاجئ تحت الارض، مستخدمة القذائف الذكية.
وكشفت المصادر ان طائرات التجسس والحرب الالكترونية الاميركية، تكاد لا تفارق الاجواء اللبنانية منفذة عشرات الطلعات الجوية ، مجرية مسحا “زلزاليا” للاراضي اللبنانية امتدادا الى الداخل السوري، لتحديد اماكن تلك الانفاق والمدن، التي تصنف من ضمن الاهداف الاستراتيجية.
ووفقا للتحليل العسكري الذي نشرته وسائل الاعلام “الاسرائيلية”، فان الصواريخ التي ظهرت في شريط “جبالنا خزائننا” لمنشأة “عماد 4” ،هي من نوع “خيبر-1” (M-302) النسخة الايرانية من عيار 302 ملم، يتراوح مداها بين 90 إلى 200 كيلومتر، وتحمل رأسا حربيا من 90 إلى 150 كيلوغراما من المتفجرات، وهو نسخة عن صواريخ WS-1 أو WS-2 الصينية، التي يتم إطلاقها من قاذفات متعددة الفوهات، وكان سبق لـ “اسرائيل” ان اغارت اكثر من مرة على مواقع لتصنيع تلك الصواريخ في سوريا.
علما ان المرة الاولى التي استخدمت فيها هذه الصواريخ ضد “إسرائيل” تعود الى حرب تموز ٢٠٠٦، مستهدفة الخضيرة والعفولة وبيت شان، اما اقصى مدى يمكن ان تبلغه فهو “تل ابيب” والقدس. كما امتلكت كل من حماس والجهاد مثل هذه الصواريخ وأطلقتها على “إسرائيل” في عملية “الجرف القوي”، “عمود النار”، و”الدرع والسهم”، كما أنتجت حماس صاروخًا مقلدًا منها يسمى “R-160” او “الرنتيسي”.
وتتابع وسائل الاعلام ” الاسرائيلية”، بان الساعات الماضية شهدت ادخالا لاسلحة جديدة لساحة المعركة، اذ يبدو ان حزب الله بدا في اختبار مجموعة اسلحة جديدة، من بينها قاذفات صواريخ صينية متوسطة المدى.h