على الرغم من ان النائب سليمان فرنجية ينتمي وبقوة الى فريق 8 آذار المؤيد لسياسة سوريا وحزب الله، إلا ان المفاجأة الكبرى اتت بترشيحه للرئاسة ودعمه من قبل السعودية، وعلى لسان الخصم أي رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ما شكل خوفاً من هذا التوافق الفجائي، فأتى الرفض من اقرب المقرّبين أي حزب الله والتيار الوطني الحر، ما شكل مفاجأة كبيرة له اولاً ولجمهوره، بعد ان كان فرنجية الاسم الاقرب ضمناً من الحزب.
لكن وعلى الرغم من ان ترشيح فرنجية اتى بمباركة دولية واسعة، شملت الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين والسعوديين، الذي لخّص موقفهم السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري، بعد دعوته القيادات اللبنانية الى عدم تفويت الفرصة لانتخاب رئيس جديد، حرصاً على ملء الفراغ الرئاسي المستمر منذ أكثر من عام ونصف العام، والذي بات يشكل خطراً على الاستقرار اللبناني في جميع الاتجاهات.
من هذا المنطلق وصفت مصادر سياسية مراقبة ترشيح فرنجية بالعقدة الكبيرة، لانها تحوي رفضين، اولهما الموقف السلبي لرئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع من هذا الترشيح، وبشكل لا تراجع فيه، إضافة الى رفض مماثل للنائب ميشال عون لكن بصورة اقوى ،لان حليفه حزب الله يوافقه الرأي بهذا الموقف، الذي انتج «نقزة « سياسية لحزب الله ، بسبب مصدر الدعم أي السعودية والحريري الحليف له، ما جعله يشتم رائحة مؤامرة او ما يشابه، إضافة الى إرباكه امام الحليف الذي وعلى ما يبدو لن يتخلى عنه، ناقلة عن مصدر سياسي في «التيار الوطني الحر» بأن مبادرة الحريري تجاه فرنجية ليست تسوية بل «صفقة»، ولذا لن نقبل بها، كما لن يقبل بها حزب الله إلا وفق شروطه.
وهذا الموقف تجسّد في اطار جديّ كبير، بعد زيارة وفد حزب الله الى بكركي لتهنئة البطريرك بشارة الراعي بالاعياد، والذي تكلم بإسمه رئيس المجلس السياسي في الحزب ابراهيم أمين السيّد، بحيث أكد التزام الحزب بتأييد العماد عون من امام الصرح البطريركي، معلناً: «لا نستطيع التخلي عن هذا الترشيح عند اي مفترق سياسي وهذا الالتزام اخلاقي، ونحن لم يلزمنا احد في ان نؤيد عون، وكان التزامنا اختيارياً».
كما ان قول السيّد بأن الطروحات والمبادرات الموجودة، يجب ان تتم من خلال قبول العماد عون لها، حتى تصل الى نتائجها المقبولة، وبالتالي فعليه هو ان يبادر ليزيل هذه العقبة من امام هذه المبادرة»، هذا الموقف اعتبرته المصادر المذكورة بأنه قضى نهائياً على ترشيح فرنجية، لان ايران غير جاهزة بعد لتسوية الاستحقاق الرئاسي في لبنان، كما لن تقبل بأي مرشح آت من الباب السعودي، معتبرة بأن حظوظ العماد عون باتت اقوى اليوم، لان بعض اطراف 14 آذار ستقبل به حين ُتخيّر بينه وبين فرنجية، خصوصاً بعد ان بات الجنرال بعيداً عن خط 8 آذار، الذي لم ينل منه سوى الخيبات والطعنات بالظهر من اكثرية حلفائه، بإستثناء حزب الله الذي برهن له بأنه معه الى ابعد الحدود السياسية.
واشارت هذه المصادر الى ان فرنجيه لا يمكن ان يكون على وفاق دائم مع عون، لان تحالفهما ليس استراتيجياً، بل هو مرحلي فرضته ظروف معينة منذ سنوات، كالوقوف معاً ضد القوات اللبنانية ورئيسها، خصوصاً ان عداءهما له مشترك، لكن اليوم إختلف الوضع لان القوات اللبنانية باتت اقرب الى التيار الوطني الحر من المردة، من دون ان تستبعد إمكانية دعم جعجع لعون في حال وصلت الامور الى ما لا يحمد عقباه،
وكشفت المصادر الى ان شيئاً ما يتحضر في الاطار الرئاسي في مطلع العام ومنها ترشيح شخصية وسطية مقبولة من اكثرية الاطراف السياسية.