لا تسير البلاد نحو فراغ نيابي نتيجة نهاية ولاية المجلس الحالي دون إجراء انتخابات لاختيار أعضاء جدد للسلطة التشريعية في لبنان بعدما كان هذا الخيار قد تقدم على غيره نتيجة استحالة التفاهم على قانون جديد يشكل نقطة اطمئنان للقوى السياسية كافة ويرضى عنه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي يرفض التوقيع على مرسوم دعوة الناخبين بعد رفعه اليه من وزير الداخلية نهاد المشنوق.
فقد جاء موقف رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ هاشم صفي الدين بقوله ان الحزب يرفض الستين ولا يؤيد بالتمديد، ولن يقبل بالفراغ ليشكل هذا الموقف إطاراً لمسار قانون الإنتخابات الذي يتم النقاش حوله. بعد ان بات واضحاً أن حزب الله عبر أمينه العام السيد حسن نصر الله، رسم معالم للقانون الجديد وفق قاعدة النسبية التي باتت محط نقاش حول نسبتها وشكلها في هذه النسبية داخل القوانين المتداول بها، لكن الرسالة الواضحة التي عكسها صفي الدين هو أن حزب الله لا يريد فراغاً في السلطة التشريعية، لسببين:
أولهما: عدم إدخال البلاد في إرباكات لانها تشهد تحديات وتهديدات لا سيما انه حقق مكاسب لخياره الإستراتيجي سياسيا وعسكريا على أرض الإقليم العربي.
ثانيا: ان رفضه سقوط مجلس النواب، لعدم إجراء إنتخابات نيابية ينطلق في الوقت ذاته من حفاظه على دور بري في التواصل مع كافة القوى من موقع الشريك، كأحد أقطاب الثنائي الشيعي، الذي يشكل حلبة التواصل مع عدة مرجعيات داخلية ودولية.
وفي موقف صفي الدين، تضيف أوساط مطلعة، إستباق واضح لعدم إبقاء القانون النافذ حالياً لتجري على أساسه الإنتخابات إذا لم يتم التوصل الى صيغة بديلة، نتيجة التجاذب الذي يخيم على إنتاج القانون الجديد، لكي يتم هذا الإستحقاق الديموقراطي على أساسها. عدا أن حزب الله، يميل بقوة لعدم تعكير الساحة الداخلية على خلفية أي ملف، بعدما تبين أن قضايا ساخنة عدّة تم حلها بهدوء بين القوى السياسية، بما يعني أن هذه النية متوفرة، لذلك يدفع نحو بقاء هذا الواقع من الإستقرار السياسي، وكذلك عدم تحول التعيينات على أكثر من صعيد محطة مزايدات او تسجيل نقاط على حساب الهدوء والتوازنات التي أرسيت في المعادلتين الرئاسية والحكومية. ولذلك فان الحزب سيضغط في اتجاه إنجاز القانون ضمن المهلة الدستورية ليبنى على الامر مقتضاه ولا يحصل الفراغ او التمديد.
وتشدد الأوساط على أن حزب الله يقف بقوة الى جانب العهد بإعتباره أنه شريك فيه، ولا يقبل أن تحصل إنزلاقات سياسية تنعكس على مسيرة حليفه عون الذي يجاهر بحق الدفاع عن القضايا العربية، ومواجهة إسرائيل في المحافل الإقليمية دون تردد، ناقلاً بذلك الموقف الإستراتيجي الى مداه العربي، مشكلاً بذلك غطاءً يظلل لبنان ويحميه من أي حملات تهديد هادفة لشق الصفوف الداخلية أو من خلال المراهنة على خيارات سياسية متباينة.
وفي ما خص النقاش الدائم حول الموازنة، تشير الأوساط الى أن حزب الله يريد أن تطوى هذه الصفحة دون إلحاق «ظلامة» بالطبقة الفقيرة، لأن ذلك له مضاعفات إنسانية وإجتماعية يجب إستدراكها من خلال وقف الهدر وإعتماد المشاريع المدروسة التي من شأنها ان تنمي المناطق وتؤمن فرص عمل للمواطنين الذين يعانون من اوضاع اقتصادية ضاغطة لم يعد بالإمكان تحملها او القبول بها.
ويحضر حزب الله مناخا إيجابيا بين حلفائه لترتيب العلاقة بينهما ،خصوصا بين رئيس الجمهورية وبين النائب سليمان فرنجية لكون تحسين العلاقة بينهما هو عامل قوة لمحور الممانعة على ان يحصل الامر في التوقيت المناسب الذي يتم التحضير له، وتبدو مؤشرات تقدمه بعدم صدور اي مواقف حادة عن فرنجية او فريقه السياسي ردا على عشاء التيار الحر في زغرتا الذي حضره الوزير جبران باسيل وتخلله مواقف حادة شكلت استفزازا للمردة.