IMLebanon

«حزب الله» مرتاح لموقف الحريري.. وترقب لمبادرة بري

لقي الكلام الإيجابي للرئيس سعد الحريري حول الحوار مع «حزب الله»، صدى ايجابياً لدى الحزب، وإن كان الاخير لا يزال يدرس بتأن شديد كلمات الحريري والجدوى التي سيخرج منها أي حوار مع زعيم «المستقبل» في هذه الظروف.

ويبدو ان الحريري قاس كلماته الأخيرة بتوازن دقيق. فهو هاجم «حزب الله» في مواضيع الصراع في سوريا وسرايا المقاومة والمحكمة الدولية، مكررا هجومه ذلك مرات عدة في خطاب موجه أساسا الى جمهوره «السني». وعلى هذا الصعيد، سعى الحريري الى التنديد بالتطرف على الساحة السنية وابراز الوجه المشرق «للاعتدال السني الذي يمثله المستقبل»، «اذ اننا لسنا في البلد حاضنة لداعش»، مذكرا بمن «حضن الجيش في نهر البارد وفي عبرا وفي عرسال وفي طرابلس»، معتبرا انه «ليس بحاجة الى صك براءة من احد في موقفنا بالاعتدال.. ولا احد يعطينا محاضرات عن الاعتدال».

إلا ان أوساطا متابعة تدعو، من ناحية ثانية، الى قراءة ما اعلنه الحريري عندما اشار الى انه يعتبر حماية البلد اهم منه، واشارته الى استعداده الدفع من اجل المصلحة الوطنية، واعتباره انه ليس مع المواقف الشعبية ولكن مع المواقف التي تخدم المصلحة الوطنية. كما تدعو الى قراءة اشارة الحريري الى انه مع حوار جدي مع «حزب الله» في سبيل مصلحة البلد «اذ ان هناك ملفات خلافية ستبقى موجودة، ولكن هناك انتخابات رئاسية وانتخابات مجلس نواب، وسنبقى نطالب حزب الله بالخروج من سوريا».

كما كان لافتاً للنظر كلمات الحريري ان «الحزب يمثل شريحة كبيرة من اللبنانيين، وهذه الشريحة ضد قتل رفيق الحريري او ان يكون هناك اي عمل إرهابي للحزب في لبنان ضد الحريري او اي شيء آخر، ونحن نرى مصلحة لبنان وكيف نستطيع النهوض بالبلد، والحوار يكون مع الخصم».

انطلاقا من هذا الامر، شكلت اشارات انفتاح الحريري على الحوار، وقبوله عدم شموله قضايا تعد بمثابة خطوط حمراء لدى الحزب، غير قابلة للنقاش، مثل سلاح المقاومة ودخول الحزب الى سوريا، عناصر بالغة الاهمية تدل على ان الحريري ماض في دعوته، وان الظرف مناسب لكي يتلقف الحزب هذه الدعوة بيد ممدودة.

من هنا، كانت الدعوة الى الحوار «من دون شروط مسبقة»، الكلمات الجوهرية التي نطق بها الحريري والتي سيبني عليها الحزب موقفه من زعيم «المستقبل»، اضافة الى كلمات الحريري الاخرى حول عدم توقعه الاتفاق مع الحزب «على كل شيء ولكن هناك امور اساسية يجب ان يتم الاتفاق عليها». ويشير المتابعون الى ان الحزب يتفهم هجوم الحريري ويرى ان في «إقامة الحوار بحد ذاتها، بغض النظر عن النتائج، تخفيفا للتوترات وللاحتقان».

يوافق «حزب الله» الحريري على أنه من المبكر حصول اللقاء مع السيد حسن نصر الله، «فالحزب يرى أن الظروف لم تنضج بعد لحصول هذا اللقاء».

أما جدول الاعمال فيحمل عناوين تشمل رئاسة الجمهورية والحكومة والانتخابات وقانون الانتخابات.. والآن باتت الكرة في ملعب الرئيس نبيه بري الذي أصبح عليه تحديد الخطوة المقبلة عبر جمع معاون السيد حسن نصر الله الحاج حسين خليل، ومدير مكتب الحريري، نادر الحريري، للمباشرة في حوار مأمول قبل نهاية العام الحالي.

خلاصة الأمر ان الإنجاز لا يقتصر على جلوس الجانبين مع بعضهما البعض، بل ان الحوار لا ريب سيوصل الى التهدئة التي من المأمول ان تؤدي الى تسوية سياسية حول مواضيع متعددة، وهو ما ظهر واضحاً في كلام الحريري الذي عبّر عن حرص على الحكومة واستمراريتها، وهو في ذلك يعبّر عن سياق للتوجه السعودي.