استردت مقاومة حزب الله قوتها بشكل مدهش. ومنذ ان وجه العدو الاسرائيلي ضربة لسلاح الاشارة، عبر تفجير اجهزة بايجر مفخخة، اعتبر العدو انه شلّ قدرة القيادة على السيطرة على الميدان. انتقلت المقاومة الى وسائل لم تعلن عنها، واستعادت القيادة والسيطرة على الاوامر الى الوحدات المنتشرة على طول الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة. ثم ان المقاومة تعرضت لضربات عديدة موجعة من قبل العدو الاسرائيلي، لانها كلها ضربات غدر ووحشية وهمجية، وبخاصة اغتيال الشهيد العظيم سماحة السيد حسن نصرالله الذي نفتقده كل يوم وكل ساعة، اضافة الى رفاقه من قيادات الوحدات ومن مؤسسي حزب الله سنة 1983، اضافة الى الاعلان امس عن استشهاد سماحة السيد هاشم صفي الدين رئيس السلطة التنفيذية في حزب الله، والذي كان منتظرا ان يكون وريث سماحة السيد الشهيد حسن نصرالله في الامانة العامة لحزب الله، الا ان يد الغدر ايضا الاسرائيلية الصهيونية استطاعت اغتياله، وهذه ضربة موجعة ايضا للمقاومين والمجاهدين.
لكن من ينظر الان الى الميدان والى ما قاله سماحة السيد حسن نصرالله الموجود دائما بيننا، ان بيننا الايام والليالي والميدان. وكذلك نقول ان بيننا الزمان، ومسافة الزمان طويلة، وهي التي تؤسس لانتصار القضايا الكبرى، وفي طليعة هذه القضايا قضية فلسطين وتحريرها. وقد تمكنت مقاومة حزب الله بسرعة مدهشة من استرجاع طاقاتها. وعندما نرى ان اكثر من 3 ملايين اسرائيلي يلجؤون الى الملاجىء حين تنطلق الصواريخ الباليستية التي يطلقها حزب الله باتجاه تل ابيب الكبرى، وتمر فوق حيفا والقواعد الجوية، ومنها راميت دافيد، وتصل الى محيط صفد، وتتخطى تل ابيب الكبرى، ويدخل الى الملاجىء بالنتيجة 4 ملايين صهيوني لحماية انفسهم، فانما ذلك يدل على ان المقاومة قوية جدا، وعلى ان المقاومة استعادت المبادرة وقد اصبحت بين ايديها. وان كل التفوق الصهيوني علينا هو في الطيران الحربي، حيث حشدت الولايات المتحدة كل طاقاتها لتسلم العدو الصهيوني احدث الاسلحة، من طائرات حربية ومن قنابل خارقة للتحصينات ومن صواريخ مدمرة ووحشية وهمجية لا تستعمل الا على الجبهات، فيما العدو الصهيوني يستعملها بين الابنية، وفي الشوارع الضيقة، وفي طرقات البلدات الجبلية، وعلى المنازل المتواضعة على مستوى القرى اللبنانية على كامل الاراضي اللبنانية. نرى ان المقاومة تقاوم الولايات المتحدة و «اسرائيل»، ومعهما بعض دول الحلف الاطلسي، مثل بريطانيا والمانيا، والى حد ما في الماضي قبل توقفها الان فرنسا.
اننا نقاوم الولايات المتحدة وطائراتها الحديثة من طراز اف 35 الشبحية التي تطير بسرعة مرتين سرعة الصوت، وطائرات اف 15 المحدثة والقادرة على حمل حمولة ثقيلة جدا من القنابل والصواريخ والانتقال جوا الى مسافات بعيدة، كذلك طائرات اف 16 التي تم تحديثها ايضا في الولايات المتحدة. وقام البنتاغون الاميركي بتسليم كل هذه الطائرات المحدثة الى الجيش الاسرائيلي، واستبدل الطائرات القديمة التي كانت قد استلمتها «اسرائيل» في السبعينات والثمانينات والتسعينات وسنة 2000 وحتى سنة 2010، واصبح العدو الصهيوني يمتلك الطائرات الحديثة والمحدثة، وفق منهاج جديد على الذكاء الاصطناعي، ينطلق من عام 2015 اي قبل 9 سنوات فقط.
يقاتل المجاهدون بمعنويات قوية جدا، ويحاول الجيش الاسرائيلي وضع كل جهوده لاختراق الميدان، ولا يستطيع التقدم الا عشرات الامتار، وتلحق به خسائر بشرية هامة، كذلك تلحق بدباباته ومدرعاته خسائر هامة. وكل يوم يعلن نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية المتطرفة الدينية، ان اهدافه في الشمال، اي في شمال فلسطين المحتلة، سوف يحققها، فيما وزير الحرب الاسرائيلي يعلن انه يحتاج الى مدة طويلة لتحقيق هذه الاهداف على الحدود الجنوبية مع لبنان. اما رئيس اركان الجيش الاسرائيلي، فلم يعد يصرح بشيء عن جبهة الجنوب، رغم ان الجيش الاسرائيلي حشد اكثر من 90 الف جندي وضابط، منها 4 فرق مشاة ومدرعات ومدفعية، و3 الوية نخبة، حتى وصل العدد الى 90 الفا في المجموع.
لن تستطيع «اسرائيل» ان تفرض قرارها على لبنان ما دامت المقاومة تقاتل بهذه المعنويات المرتفعة، بهذه الجدارة العالية، بهذا التفوق التقني الميداني خارج اطار القتال الجوي، لان مقاومة حزب الله، وللاسف، لا تملك طائرات حربية، حتى ان جزءا كبيرا من اوروبا ومعظم الدول العربية لا تملك طائرات اف 35 وطائرات اف 15 المحدثة. و «اسرائيل» تعتبر اقوى من بعض الدول الاوروبية على مستوى سلاح الجو، وحتى اقوى من فرنسا في هذا المجال، اذ ان فرنسا ما زالت على طائرات الجيل الرابع، وهي طائرة رافال الفرنسية، بينما «اسرائيل» تملك الجيل الخامس من الطائرات الحربية، وهي اف 35 الشبحية.
مهما يكن، فالايام والليالي والميدان بيننا. ومهما يكن، نحن صامدون في وجه المخطط الصهيوني لابتلاع فلسطين والسيطرة والهيمنة على الدول المجاورة لها. ومن المؤسف الا تستطيع حماس والسلطة الفلسطينية تأمين وحدة وطنية فيما بينهما، رغم المصيبة التي حلت في قطاع غزة بشكل ابادة جماعية، والمصائب التي تحل كل يوم في بلدات ومدن الضفة الغربية حيث السلطة الفلسطينية مع حماس ايضاً.
تل ابيب العاصمة المالية والاقتصادية والادارية لاسرائيل لم تعد محمية وها هي الصواريخ الباليستية التي تطلقها المقاومة تصيبها كل يوم ويلجأ الى الملاجىء اكثر من 3 ملايين اسرائيلي وكل الغارات الاسرائيلية حتى الان لم تستطع اسكات الصواريخ الباليستية التي تطلقها مقاومة حزب الله وهذا ان يدل على شيء فانما يدل على ان هنالك توازن في الردع والقوى باستثناء السلاح الجو لاننا فعليا نقاوم الولايات المتحدة في هذا المجال وليسنا نقاتل العدو الاسرائيلي.