IMLebanon

“حزب الله” يردّ على إسرائيل ضمن سقوف؟ إيران تتجنّب مواجهة تطيح مفاوضات النووي

هل يجب ان يخشى اللبنانيون حربا جديدة مع اسرائيل قريبا؟

دان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بقوة، في موقف بدا وحيدا بين الدول الاقليمية والدولية باعتبار ان اي عاصمة لم تصدر بيان ادانة، العملية العسكرية التي قامت بها اسرائيل ضد قافلة من عناصر الحرس الثوري و”حزب الله” في القنيطرة قرب الجولان السوري المحتل واصفا العملية “بارهاب الدولة “. ومضى للاعلان انه سيلتقي نظيره الاميركي جون كيري وغيره من وزراء خارجية الدول الخمس الكبرى زائد المانيا على هامشي اجتماعي دافوس بين 21 و24 الجاري وقمة ميونيخ حول الامن بين 6 و8 شباط المقبلين. يبدو الموقف الايراني واضحا على نحو كاف بالنسبة الى مصادر سياسية بان ايران لا تستطيع خوض حروب كبيرة مع اسرائيل يمكن ان تعرقل او تعيق المفاوضات الجارية مع الغرب اقله وفق المعطيات الراهنة. فهذا السقف بحسب موقف ظريف وانخراطه في المفاوضات الديبلوماسية الغربية يرسم حدودا يصعب في ضوئها الاعتقاد برغبتها في تصعيد الوضع مع اسرائيل الى درجة جر المنطقة الى حرب كبيرة في المرحلة الحالية، على غير ما يمكن ان يكون عليه الصراع المخابراتي على سبيل المثال، خصوصا اذا كانت اسرائيل استهدفت المفاوضات الجارية حول النووي بالضربة العسكرية.

هذا الموقف يستبعد وفق المصادر السياسية رد فعل لـ”حزب الله” يمكن ان يستدرج لبنان الى حرب مع اسرائيل وفقا للاحتمالات المبنية على الحسابات الايرانية. وقد يكون من مصلحة ايران، وهي قادرة على استيعاب الضربة الاسرائيلية، عدم تسليط الاضواء عليها كثيرا لجهة ضلوعها بعناصر من حرسها الثوري على الارض ميدانيا في سوريا وليس فقط في مناطق سيطرة النظام بل على الحدود قرب الجولان المحتل مع اسرائيل في الوقت الذي نفت مرارا انخراطها عسكريا في سوريا، ولو انها توجه رسالة الى الولايات المتحدة والدول الاقليمية عن امساكها ليس فقط بورقة نفوذها في الجنوب اللبناني بل ايضا بسعيها الى امتداد ذلك الى منطقة الجولان ايضا. الا ان الوضع يبدو مختلفا بالنسبة الى “حزب الله” الذي يبدو مضطراً الى الرد على العملية العسكرية الاسرائيلية التي استهدفت عناصر من قياداته ولا يستطيع قطعا غض النظر عنها او تأجيل الرد لوقت بعيد. اذ ان العملية اتت بعد ثلاثة ايام على مواقف اطلقها الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله اكد فيها اولا الجهوزية الكاملة لردع اسرائيل والحق في الرد على اي اعتداء بما في ذلك الاعتداءات التي طاولت سوريا انطلاقا من اعتباره ان هذه الاعتداءات هي على ما سماه محور المقاومة. وفاخر بقدرة لا تقارن بما سبق رادعة للعدو الذي ظهر انه لم يرتدع وبادر فورا الى اظهار ذلك عبر قصفه قافلة للحزب والحرس الثوري الايراني في القنيطرة. ومن غير المحتمل الا يعتبر ان العملية العسكرية الاسرائيلية تمس صدقية ما تقدم به وعرضه من معادلات قوة وردع في الوقت نفسه فتضعه في موقع حرج وحتمي من اجل الرد وليس في وقت بعيد جدا . ولكن غلب الاعتقاد على نطاق سياسي واسع ووفق الاعتبارات المنطقية للمعطيات السياسية الراهنة ان هناك سقوفا للرد. فهناك من جهة السقف الايراني في ظل استمرار المفاوضات حول النووي والتي لا يبدو ان من مصلحة ايران نسفها راهنا. وهناك من جهة اخرى محاذير لا يعتقد ان الحزب قد يكون في وارد اطاحتها كأن يكون رده على العملية الاسرائيلية حافزا لرد فعل اسرائيلي مقابل قد يستدرج لبنان الى اتون حرب لا قبل للبنان بتحملها ككل ولا قبل خصوصا لجمهور الحزب ان يكون عرضة لتكرار ما حصل في حرب تموز 2006 خصوصا ان الوضع مختلف تماما عما كان عليه الوضع في لبنان وفي المنطقة في ذلك الوقت.

وهناك اختلاف في تقدير اهمية الوضع الداخلي بالنسبة الى حسابات الحزب في تقدير حجم الرد على اسرائيل وماهية هذا الرد. فهناك سياسيون يعتبرون ان الحزب وفي خضم حوار يجريه مع تيار المستقبل من اجل تخفيف الاحتقان مضطر في هذه المرحلة الى تقدير موقف الافرقاء اللبنانيين الآخرين في توقيت وفي تقدير حجم اي رد قد يورط لبنان لئلا ينسف الحوار من جهة ولئلا يفتح بابا اضافيا عليه بانه اتى بالحرب السورية الى لبنان عبر انخراطه في الحرب الى جانب النظام السوري فيما هو يأخذ لبنان الى حرب مع اسرائيل تحت وطأة عملية استهدفت عناصره في القنيطرة في سوريا وربما بسبب ذهابه الى هناك ولم يستهدف في لبنان حيث يقول انه مقاومة من اجل الدفاع عنه في الاساس. والكلام في هذا الاطار عن رد انطلاقا من سوريا يبدو غير محتمل لاعتبارات متعددة، ولو ان الفكرة لا تبدو مستهجنة في رأي هؤلاء السياسيين نظرا الى استخدام سوريا الجنوب اللبناني اعواما طويلة لحرب بديلة من الجولان. في حين ان سياسيين آخرين يرون ان هذه الاعتبارات الداخلية لا تدخل فعلا في حسابات الحزب لجهة اقامته الاعتبار لموقف الافرقاء السياسيين انطلاقا من ان اي رد فعل اسرائيلي عنيف ضد لبنان على رد من جانب الحزب قد يؤدي الى تأليب جميع اللبنانيين حوله فضلا عن اعتقاد هؤلاء انه اذا كانت ايران داعمة لعملية نوعية كبيرة فمن غير المحتمل ان تكون الاعتبارات السياسية الداخلية عائقا امامها.