Site icon IMLebanon

«حزب الله» يقول….

ما هو تعليق المسؤول البارز في «حزب الله» حين اقول له «زيارتي لكم تأتي في وقت لا يعرف لبنان الى اين تمضي به الرياح،ولا تعرف المنطقة الى اين تمضي بها الرياح…».

قال «بهذه الكلمات القليلة اختزلت المشهد برمته. هذا لا يعني ان لبنان في الظروف الراهنة مهدد بالاهتزاز او بالانفجار.  لن اتحدث عن معركة القصير ودورها في الحيلولة دون انتقال الحرائق، الحرائق المجنونة، الى عقر دارنا، ولكن ثمة معجزة، معجزة مبرمجة ربما، ان يكون لبنان مستقراً بعد 5 سنوات من التفاعلات الجيوستراتجية والجيوسياسية الخطيرة في المحيط».

بمنتهى الصراحة قال «نحن معنيون، بالدرجة الاولى، بالاستقرار الامني، وقدر المستطاع بالاستقرار السياسي، لكي نحمي ظهرنا، واذا كنا في مواجهة تتجاوز كل الحدود مع البربرية التي تدق ابواباً كثيرة في المنطقة، كما تدق ابوابنا بطبيعة الحال، هناك اسرئيل التي لا يمكن لاحد ان يغفل شرورها واحتمالاتها».

في نظر المسؤول البارز في «حزب الله» ان الحزب تمكن، وبكل ما تعنيه الكلمة من «ارساء قواعد عملانية، وبعيدة المدى، لتوازن الرعب. هذا لا ينفي وجود تلك اللوثة العسكرية، ان شئت اللوثة الايديولوجية في العقل الاسرائيلي والتي قد تدفعه الى المغامرة في اي وقت».

رأى ان ثمة قوى دولية اشارت الى بنيامن نتنياهو بأن هذا الوقت ليس بالوقت الملائم لتفجير الخط الازرق. «وعلى كلٍ نحن نرصد كل شيء، ودائماً في حالة الاستنفار».

اقرار بأن ثمة مظلة دولية لابقاء لبنان خارج لعبة الدومينو، حتى ان النازحين السوريين الذين يتجاوز عددهم المليون والنصف يشكلون عاملاً اضافيا في الاهتمام الدولي بالاسقرار ولو حدث الانفجار كان على هؤلاء ان يستقلوا القوارب ويحطوا الرحال على الضفاف الاخرى للمتوسط.

تأكيد من المسؤول على عدم وجود «رغبة داخلية» في التفجير «كثيرون يلامسون سياسياً واعلامياً الخطوط الحمر، امنياً، الخط الاحمر هو الخط الاحمر».

الساحة اللبنانية شيء والساحة السورية شيء آخر. هذه هي المعادلة الراهنة. «هذا بلدنا ونحن نحافظ عليه، ولذلك ترانا لا نهتم بالتفاصيل التي يغرق فيها الآخرون دون ان يعني هذا عدم اهتمامنا بتفعيل المناعة الداخلية وبشتى الوسائل».

«المنطقة في حالة سيولة». في رأيه كما «ان تصدعات جيولوجية تحدث. اين هي الحدود الآن واين هي الخرائط؟ بطبيعة الحال, حدثت تغيرات منذ 6 سنوات تقريباً. كان رهان البعض على سقوط النظام في سوريا، وبكل حساسيته الاستراتيجية على المستوى الاقليمي، في غضون اسابيع وربما في غضون ايام».

الان تغير المشهد. عشرات آلاف المقاتلين الذين تم استجلابهم من اصقاع الدنيا، وعشرات المليارات التي انفقت و«بالرغم من كل ذلك، ها ان دولاً كثيرة تغير نظرتها حيال دمشق. عربياً، لاحظ اين هي مصر الان، وغداً دول عربية اخرى واخرى. الاولوية الان لمواجهة الارهاب، حتى ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب ينحو في هذا الاتجاه».

كل ذلك، لا يحمل المسؤول البارز في «حزب الله» على تصور ان المنطقة في لحظة الخروج من الحرب والدخول في السلام. المشهد الاقليمي ملتبس جدا، ولا احد يستطيع التكهن بالاحتمالات، غير ان الوضع الحالي يشي بأن الذين راهنوا جيوسياسياً، او لاغراض قبلية، على استيعاب الانظمة والدول، وبالمال او بالاثارة الطائفية،وصلوا الى الحائط».

نقول للمسؤول «تفاخرون بأنكم تحولتم الى قوة اقليمية، ولا ريب انكم تمتلكون امكانات عسكرية هائلة، وهذا اذ يضعكم في مهب الرياح الكبرى، يضع لبنان ايضاً في مأزق بنيوي،اذ كيف لبلدبمثل هذا الحجم ان يتعايش مع قوة اقليمية في داخله؟».

جوابه «لم نفاخر في اي يوم بأننا قوة اقليمية. الاخرون هم الذين استخدموا هذا التوصيف. في كل الاحوال، لسنا مجموعة ضائعة بين مجموعات ضائعة. كل خطوة مهما كانت صغيرة, تحتسب بمنتهى الدقة والمسؤولية».

يضيف «اذا كنا قوة اقليمية، فهذا مصدر قوة للبنان. لا نريد، قطعاً، توظيف ذلك في اللغة السياسية. صحيح لسنا قوة صغيرة في البلد, لكننا لسناالقوة الوحيدة. هناك الرئيس ميشال عون والرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري. لنا تحالفاتنا في الداخل، الرئيس عون حليفنا، وقرارنا ان نعمل معاً, مع كل القوى السياسية، لتحصين بلدنا».

المسؤول البارز في «حزب الله» يرى، جازماً، بالنسبة الى قانون الانتخاب, ان تيار المستقبل من يضع العصي في وجه المستقبل. يشدد على ان النسبية تطلق ديناميكية جديدة تحل محل البلوكات التي تعطل العملية السياسية والعملية الشعبية، بكل جوانبها، وتنقل البلاد من ازمة الى ازمة…

عبارته الاخيرة «لا تخافوا، لاشيء يهزنا ولا شيء يهز لبنان»!!