«يتفرغ« نواب «حزب الله« واعضاء مكتبه السياسي لامتداح «أنفسهم« «رجال الله« والرد على تصريحات قوى آذار.
هل يحب الحزب الجيش اللبناني في شبعا ام في بريتال ام عرسال؟ في الضاحية ام في جونيه؟ الامر سيان. التصريحات تنهال على السياسيين من قوى آذار، فيوزع سياسيو الحزب النصائح على اللبنانيين، ويجرون تقويما للاحداث ويقدمون رؤيا مستقبلية لما ستؤول اليه المنطقة استنادا الى روزنامتهم الاقليمية.. كأنه «مرفوع عنهم الحجاب«.
وان كانت غالبية اللبنانيين تطالب بجيش قادر على حماية الحدود ومنع الارهابيين من الدخول الى مناطقهم عبر السياسيين، فإن «حزب الله« لا يتقاسم الامن مع الجيش فحسب وانما يسابقه الى انتزاع دوره منه ويحاصره عسكريا لمجرد انه يسعى الى تلميع صورة في عيون بيئته الحاضنة التي خسرت شبابا فداء لديكتاتور سوريا. في هذا الاطار يرى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة« النائب علي فياض أن «بعض التصريحات تنتقد الجيش إنما هي في حقيقة الامر تؤدي دورا مؤازرا للمجموعات التكفيرية، وتؤذي وتعيق الدور الوطني للجيش«، من يعيق الدور الوطني للجيش؟ أمن يطالبه بأن يحمي الحدود منذ العام ؟ أو اغتيال سامر حنا في سجد؟ أو يسمح للجيش بالدخول الى المناطق لإجراء المداهمات ام يقفل الضاحية على الامن الذاتي ويحشد بيئته الحاضنة في بريتال مسقطا الدور الوطني والحمائي للجيش اللبناني لحدود وطنه؟
هل يحق لفياض بعد ذلك ان يشرح للبنانيين غير المتآمرين مع الخارج على الداخل عن ان «الجيش هو رأس حربة في مواجهة هذه المجموعات، وعلينا جميعا ان نلتف حوله ونقف الى جانبه ونؤازره للقيام بدوره«. لا أحد يقف في مواجهة القوى الشرعية في لبنان غير «حزب الله« فـ «سرايا المقاومة« طوقت دورية لقوى الامن الداخلي في شبعا اعتراضا على دورها في فرض الامن على مساحة الوطن.. فهل شبعا خارج حدود الوطن ولا تملك السلطات الرسمية هيبة عليها؟
مع ذلك تسقط مقولة فياض عن ان «القرى البقاعية الممتدة على السلسة الشرقية هي في مأمن من ان تتمكن المجموعات التكفيرية من اجتياحها«، بما ان انفتاح الحدود اللبنانية على سوريا كانت حاجة الحزب لإدخال سلاحه وعتاده و«مجاهديه« الى الداخل السوري، وكانت نتيجة طمع الحزب هذا ودوره المفروض عليه اقليميا خرقا مزدوجا فدخلت الجماعات التكفيرية الى لبنان، وتغلغلت في الداخل، فيما يسجل الحزب خسارته الكبرى على الحدود، هل سيكون قادرا على حماية الداخل؟
على هذا التساؤل يجيب توجه عضو الكتلة النائب علي المقداد فيتوجه الى «اصحاب التصريحات النارية« قائلا «صرحوا كما شئتم، لن نتأثر بهذا الكلام وسنبقى ندافع عن لبنان وعن كل شبر من ارض لبنان«. فهل تقتصر مهمة الحزب على الدفاع؟ وهل ما جرى على الحدود الجنوبية للبنان يندرج في اطار الدفاع عن السيادة ام هو إلهاء مصطنع للبنانيين عن اهداف لم يحقق منها «حزب الله« سوى اعتداءات وخروقات في الشمال والجنوب عوضا عن إبعاد لبنان عن حروب «لو كنت اعلم«؟
واضاف المقداد «سندافع عن لبنان وبيروت والضاحية وبعلبك وطرابلس وجونيه كما عن لبنان ابان الاحتلال«.. هل هذا التصريح هو إيذان لدخول «سرايا المقاومة« الى المناطق الآمنة؟ وان لم ينجح الحزب بإنقاذ بريتال فكيف يجرؤ على استدراج الارهابيين الى مناطق ليس له فيها موطئ قدم؟ هذا فضلا عن ان جونية وطرابلس وغيرها من المناطق في لبنان تلتزم بدفاع الجيش والقوى الشرعية عنها، لأن ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة« ساقطة في حساباتها.
من جهته، يكشف عضو المجلس السياسي لـ «حزب الله« حسن حب الله عن مصدر الخوف الذي يراه الحزب في «المجموعات التكفيرية«، فهي بالنسبة اليه «تشكل خطرا على الدين« وكأن «حزب الله« حزب علماني، يضم مواطنين من كل الطوائف والمذاهب.. لا يتهجم عناصر منه على مناطق عين الرمانة لتحطيم مزار السيدة العذراء في شارع المراية، ولا ينشر احد عناصره صورة له على مواقع التواصل وهو يقبل تمثالا للسيدة العذراء! ويطالب حب الله بـ «تشكيل جبهة متراصة لمواجهتها« متناسيا بأن «حزب الله« دخل سوريا باسم الدين والدفاع عن المقامات الدينية، فيما ترك التكفيريين يدخلون بلدة معلولا من دون ان يحرك ساكنا.. فهل هكذا يستشعر خطر التكفير على الدين ام ان الوفاء للأسد يعمي البصيرة؟
اما الشرف الذي يتباهى به «حزب الله« فيتناوله رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله« الشيخ نبيل قاووق قائلا: «انه مع معادلة الجيش والشعب والمقاومة اصبح التكفيريون في مأزق «، واضاف «من لا يقف الى جانب الجيش في مواجهة الارهاب التكفيري فإنه شرفا«.. هكذا يتهرب المسؤولون في الحزب من القول بأن لبنان بكامله واقع في مأزق بفضل استكبار وممانعة الحزب وقتاله في سوريا، واي شرف يتغنى الحزب به ان كان يخطف دور الدولة حينما يناسبه منقذا حجاجه من الاختطاف على يد الحاجّة حياة، ويترك الجيش اللبناني يذبح على يد «داعش« و«النصرة«؟
ويختم قاووق كلامه متحدثا عن «ابطال المقاومة الذين يقفون في ميادين القتال فإنما يصنعون شرفا ومجدا للبنان والامة«. وذكر ان «حزب الله« لن يتخلى عن «الواجب الوطني والاخلاقي والانساني، فرجال الله هم اهل الحق لا تنقصهم الشجاعة والبطولة والميادين تشهد اننا صناع انتصارات هذه الحرب«. وهل رجال الله يقتلون او يتآمرون على القتل؟ هل رجال الله يتاجرون بـ«الكبتاغون« والادوية الفاسدة؟ ان رجال الله يصنعون العجائب فيطردون الشياطين وينيرون بصيرة العميان ويهدون التائهين وينقذون المظلومين.. فهل هؤلاء رجال الله ام رجال «حزب الله«؟