Site icon IMLebanon

«حزب الله» يجهد لملء الوقت وليس .. الشغور

يصبّ مطلب «حزب الله» واشتراطه تبني تيار «المستقبل» مسبقا ترشيح حليفه النائب ميشال عون فعليّا في اطار الجهود التي يبذلها لملء الوقت الضائع بانتظار اتضاح التطورات في سوريا خصوصاً، لا لإنهاء الشغور الرئاسي. فيما وحده الرئيس سعد الحريري يسعى بكل السبل المتوفرة بين يديه لإنهاء الشغور مطلقاً سلسلة مشاورات لا تستثني احدا.

ففي لقائه السنوي مطلع الاسبوع الجاري مع قرّاء العزاء لمناسبة اقتراب ذكرى عاشوراء، قال الأمين العام للحزب حسن نصرالله، وفق ما نقل عنه، ان «العقدة ليست مع حلفائنا» في اشارة خصوصا الى استمرار الرئيس نبيه بري والنائب سليمان فرنجية في معارضة تبوؤ عون سدة الرئاسة الاولى، محملا تيار «المستقبل» وحده المسؤولية بقوله «عندما يتخذ المستقبل قرارا بالنزول الى البرلمان وانتخاب ميشال عون رئيسا نستطيع ان نتفاهم مع حلفائنا».

ويلفت سياسي وسطي مخضرم الى ان تيار «المستقبل» واظب مع حلفائه على النزول الى البرلمان على مدى 45 جلسة لكن نصر الله يربط ذلك بانتخاب شخص معين بذريعة «الميثاقية» التي يتمسك بها عون، مشددا على ان «الميثاقية يؤمنها مجرد الحضور لا الاقتراع القسري». ففي قول نصر الله «مساع لملء الوقت الضائع لا لملء الفراغ» وفق المصدر الذي يذكر ان «حزب الله» وحّد العام 2011 كل أطراف قوى 8 آذار وحلفائها لتكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة «فلماذا يكون اليوم عاجزا عن توحيدهم لو كان جدياً؟». وهو يرى ان الدافع الرئيس للحالة الانتظارية التي يفرضها «حزب الله» اتضاح مآل تطورات سوريا خصوصا ان نصر الله اكد مؤخرا ان لا آفاق للحلول السياسية وتبقى الكلمة الفصل للميدان» خصوصاً بعد سقوط الهدنة التي فرضها توافق روسي – اميركي بسبب «استمرار ازمة الثقة بين الطرفين».

اما الحراك العملي الوحيد للاسراع في انهاء الفراغ الرئاسي فيقوده مجددا الرئيس الحريري عبر اطلاقه مؤخرا مروحة واسعة من المشاورات لا تستثني طرفا حتى عون نفسه، تاركا الابواب مفتوحة. لكن نصر الله يحمله حتى مسؤولية اقناع حلفائه المعارضين لعون وإلا فهو وحده من يقع على عاتقه وزر التعطيل، كأن الجهود التي يبذلها لمحاولة اقناع تياره وحلفائه وحدها لا تكفيه.

ومع عودة الحريري وتحركاته المستجدة روجت وسائل اعلام الممانعة لامكان انتخاب عون حتى في جلسة الامس التي اعتبرها التيار العوني «محطة مفصلية» ملوّحا بأن ما قبلها لن يكون كما بعدها في اشارة الى التصعيد في الشارع. هذا التصعيد الذي لن يجاريه فيه «حزب الله» اذ لفت نصر الله مؤخرا الى ان «اللبنانيين لا يتحملون ان يهتز الامن او الاستقرار الحالي» مؤكدا ان «الخيار الوحيد» هو الحرص على امن البلد واستقراره.

اما جديد جلسة الانتخاب امس فهو حضور نائب من تيار «المردة» للمرة الاولى، في ما يوحي بأن النائب سليمان فرنجية قرر التحرك للدفع باتجاه انتخابه لا ترك المسؤولية على عاتق الحريري منفردا. فرغم خلو آخر بيان لكتلة «المستقبل» من اعلان التمسك بترشيحه كالعادة، وهو ما رأت فيه وسائل اعلام الممانعة دعما غير مباشر لانتخاب عون، اكد النائب اسطفان الدويهي تحت شعار «ان تأتي متأخرا خير من ان لا تأتي ابدا» الاستمرار بترشيح فرنجية، متعهدا باسم رئيسه «مواجهة كل محاولة لتغيير الصيغة اللبنانية الفريدة» ومشددا على ان «المشاورات المطروحة ما زالت في بداياتها وامامها صعوبات كثيرة».

ومن الصعوبات تكرار الرئيس نبيه بري ان التوافق على جملة تفاهمات هو المعبر لحل شامل يبدأ بالرئاسة. وتشمل التفاهمات الاتفاق على اسم رئيس الحكومة وبيانها الوزاري وحقائبها اضافة الى قانون الانتخابات وملف النفط. كما ان إرجاء الجلسة المقبلة لمدة طويلة تجاوزت الشهر يخالف الرهان على موعد قريب روجت له وسائل اعلام الممانعة باعتباره «يحدد مسار ومصير الاستحقاق» ودليل على أن الجلسة السادسة والاربعين هي التي ستوصل عون الى قصر بعبدا.