Site icon IMLebanon

حزب الله يتخذ قرار المواجهة داخليا: المسّ بجيوب الفقراء خط احمر

 

هو قرار واضح اتخذته قيادة حزب الله بالتصدي بكل الوسائل المتاحة لاي قرار يقضي بالمس بجيوب الفقراء سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لمعالجة الازمة الاقتصادية والتصدي للانهيار المالي. ويبدو الحزب حاسما تماما في هذا الموضوع حتى أنه أسرع الاسبوع الماضي لابلاغ المعنيين بأنه لن يتردد بخوض مواجهة داخلية للتصدي للموضوع ولو اقتضت الدخول في سجال او حتى كباش مع بعض الحلفاء، راسما بذلك خطا أحمر عريض دفع تباعا القوى السياسية للتنصل من قرارات كانت شبه متفاهمة على السير بها في موازنة العام 2019.

 

وبحسب مصادر مطلعة، فان مسارعة «التيار الوطني الحر» لتوضيح ما قصده رئيسه الوزير جبران باسيل بقوله انه «هناك من يجب ان ينبه الناس اليوم الى ان التخفيض المؤقت اذا لم يحصل فلن يبقى معاش لأحد»، هو نتيجة اتصالات مكثفة وتنسيق مباشر مع حزب الله الذي لا يمكن أن يحتمل مزيدا من الضغوط الاقتصادية والمالية على بيئته التي هي بمعظمها فقيرة او من متوسطي الحال، وتتعرض أصلا للحصار من قبل الولايات المتحدة الاميركية، وبالتالي هو لا يمكن ان يسمح ان يضيق هذا الحصار أكثر فأكثر من خلال اجراءات لبنانية داخلية ستؤدي برأيه الى انفجار اجتماعي لن يكون أحد قادر على ضبطه. وتضيف المصادر:«حتى ان الحزب أبلغ المعنيين انه لن يتوانى عن دعم او حتى المشاركة في اي اعتصامات او حراك شعبي للتصدي لأية اجراءات من شأنها ان تمس بجيوب الفقراء».

 

ويُدرك الحزب أن الوضع الداخلي الحالي في لبنان وبالتحديد الاقتصادي هو بأسوأ أحواله، وبأن كل ما يُطرح من اجراءات للحل هدفها التصدي للانهيار الكامل، لكنه بالوقت عينه غير مقتنع بأن اتخاذ تدابير قصوى بموضوع التقشف من شأنها ان تؤدي للحل المنشود في ظل المخاوف المتعاظمة من أن تكون نتائج هذه السياسة عكسية فنصل الى حالة من الانكماش تسرّع الانهيار. وتقول المصادر:«هناك لجان متخصصة في الحزب تدرس الملفات الاقتصادية والمالية وهي على قناعة بأن أسس الحل الصحيح تكمن بوضع حد لمزاريب الهدر وترشيد الانفاق، وتفعيل عملية مكافحة الفساد على أن تتوسع لتطال الرؤوس الكبيرة ولا تنحصر بتلك الصغيرة التي تنفذ في معظم الاوقات الأوامر».

 

وقد بدا واضحا ان موقف الحزب ينسجم تماما مع موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي أعلنه من بكركي وبالتحديد لجهة تأكيده بأنه لن يتم فرض ضرائب على الفقراء، وفيما ذهب البعض بعيدا بالحديث عن انقسام داخل التيار ووجهتي نظر متعارضتين يعبر عن احداهما عون وعن الأخرى باسيل، أكدت مصادر «الوطني الحر» ان رؤية التيار للخروج من الازمة واحدة وواضحة ولا تحتمل التأويل وقد أبلغ بها المعنيين ورددها ويرددها يوميا عبر وسائل الاعلام، لافتة الى ان من يعمل على تسويق فكرة وجود خلاف داخل التيار حول التعاطي مع الأزمة انما هو اما لا يعي الوقائع واما هو على الارجح يسعى لحرف النظر عن مكمن المشكلة الحقيقة ورمي الكرة في ملعبنا، وبالطبع نحن لن نسمح بذلك، من هناك كان موقف الرئيس عون حاسما لجهة دعوته «من ليس لديه خبرة لينهي الازمة بسرعة، ليتفضل الى بعبدا ونحن ننهيها».

 

ولعل أكثر من تخشاه قيادة حزب الله في المرحلة الراهنة ليس فقط زيادة الضغوط المالية والاقتصادية عليها وعلى طهران انما على الدولة اللبنانية ككل، وان كان المسؤولون الأميركيون لا ينفكون يرددون ليل نهار حرصهم على ان لا تنسحب العقوبات المفروضة على الحزب ومموليه على الدولة ككل. وفي هذا السياق تقول المصادر: «لا شك ان هناك ضغوطا غير مباشرة تمارس على لبنان كدولة سواء من قبل وشنطن او حلفائها بالمنطقة بغياب المساعدات القادرة على انتشال الاقتصاد اللبناني مما هو فيه، ولعل الأبرز في هذا الصدد هو اصرار المجتمع الدولي على عدم اطلاق عجلة اعادة النازحين السوريين الى بلادهم وهو الملف الذي يرهق الاقتصاد اللبناني»، لافتة الى مخطط أميركي يتبلور مع مرور الأيام يقضي على ما يبدو بزيادة الضغوط على لبنان وايصاله الى حافة الانهيار لتخييره ما بين الانزلاق او الانقاذ شرط توطين اللاجئين الفلسطينيين الوارد في «صفقة القرن».