IMLebanon

«حزب الله» إرهابي

ما صدر بالأمس من قرار اعتبر «حزب الله» اللبناني حزباً إرهابياً لم يكن مستغرباً وكانت المجموعة الاوروبية قد أصدرت مثل هذا التصنيف بعدما ميّزت في «حزب الله» بين هيئتين: القيادة السياسية وتتعامل معها باعتبار «حزب الله» سياسياً، والقيادة العسكرية وتعتبرها إرهابية.

وما قاله وزير الداخلية الاستاذ نهاد المشنوق أمس في مؤتمر وزراء الداخلية العرب لم يكن مستغرباً بالنسبة لنا، فبالرغم من أننا نعلم علم اليقين أنّ هذا الموقف نابع من قناعة، لأننا نقدّر عالياً تضحيات «حزب الله» والشعب اللبناني بأكمله والدولة اللبنانية والجيش اللبناني في تحرير جنوب لبنان وإجبار العدو الاسرائيلي على الانسحاب من دون أي شروط بعد احتلال دام من العام 1982 الى العام 2000 (18 سنة) وذلك لأول مرة في تاريخ العدو الاسرائيلي.

وقد انسحبت إسرائيل ولكنها تركت لنا «مسمار جحا» لأنها تريد أن يبقى «حزب الله» خصوصاً وأنها تعلم جيداً أنّ «حزب الله» تابع لولاية الفقيه وأنها قد ساهمت من خلال هنري كيسنجر وزير خارجية أميركا (في العام 1973) يوم استطاع التضامن العربي أن يشن أول حرب ضد العدو الاسرائيلي، فوصلت سوريا الى بحيرة طبريا واستطاعت مصر عبور خط «بارليڤ» وكتب الكثير عن هذا الإنجاز العسكري، من هنا كان القرار بالمجيء بآية الله الخميني (العام 1979) لتنفيذ مخطط الفتنة السنّية الشيعية وهذا ما حصل…

وكما ذكرنا بقيت مزارع شبعا وتلال كفرشوبا «مسمار جحا»: إسرائيل تطلب من لبنان أن يأتي بكتاب من سوريا يفيد أنّ المزارع والتلال تعود الى لبنان وطبعاً سوريا لا تستجيب لأنها تريد إبقاء جنوب لبنان منصة تخاطب عسكري بينها وبين وإسرائيل للحفاظ على الاتفاق الاسرائيلي – السوري في العام 1973 حول الجولان…

نعود الى أنّ مرجعية «حزب الله» كما هو معروف هي إيران… بكل بساطة إيران تدفع مليار دولار رواتب لـ»حزب الله» وملياراً آخر للسلاح، وهذا الاستثمار منذ العام 1982.

الآن، وبعد «عاصفة الحزم» وكما قال السيّد حسن نصرالله إنّ خطابه حول اليمن هو أهم خطاب في تاريخه وانا أصدّقه لأنّ انكسار مشروع ولاية الفقيه بدأ منذ اللحظة الاولى لانطلاق عملية «عاصفة الحزم»… والأخطر بالنسبة للمشروع الإيراني أيضاً ما يحصل في سوريا إذ أنّ سقوط النظام المجرم، نظام بشار الأسد، في سوريا سيحصل… وكما قال آية الله خامنئي إذا سقطت دمشق سقطت طهران، والخير قادم إن شاء الله…

من هنا فإنّ العالم العربي قد استفاق منذ اللحظة الأولى التي بدأت فيها «عاصفة الحزم»، والمشكلة عند الايرانيين انهم اعتادوا أنّ مملكة الخير ستكون مملكة التسامح، وفوجئوا بأنها لم تسكت عن احتلال الحوثيين لليمن بمساعدة إيران و»حزب الله» بالمال والسلاح والرجال، نعم احتلال اليمن.

يا جماعة الخير مملكة الخير صبورة ولكن اياكم الاتكال على صبر المملكة، فإذا نفد فإنّ القرارات تكون تاريخية وموجعة بل ومدمّرة.

مملكة الخير هي أم الدول العربية، فيها المقدسات الاسلامية، فيها الحرم الشريف، مكة المكرمة، قبر الرسول في المدينة، ومَن لا يعلم ماذا تمثل المملكة من تاريخ لا يمكن أن يعرف أهميتها، صحيح أنّ النظام الملكي يتمتع بصبر كبير ولا يحب الحروب ولكن إذا فرضت عليه فهو أهل لها، تذكروا أنّ الملك عبدالعزيز وحّد المملكة بالسيف والعالم يعترف بأنّ تلك العملية كانت شبه مستحيلة ولكنه استطاع أن يوحّد المملكة وأصبحت اليوم الدولة الأكبر والأهم في العالم العربي.

أخيراً، نعلم أنّ المملكة السعودية لا تريد سوى الخير للبنان واللبنانيين كما للعالمين العربي والاسلامي، ولكنها صبرت كثيراً وتحملت كثيراً، فإذا أراد «حزب الله» أن يعود حزباً لبنانياً مقاوماً متخلياً عن المشاريع الايرانية فإنّه أكيد… أكيد… أكيد ستُلغى هذه التهمة الموجهة إليه.

أما إذا كان مصراً على أن يحارب في سوريا وفي العراق وفي الكويت وفي البحرين وفي كينيا وفي نيجيريا فأكيد… أكيد… أكيد أنّ العالم، عربياً أو أجنبياً كان، لن يقف متفرّجاً عليه.