Site icon IMLebanon

حزب الله: الحكومة لن تكون من صنع أميركا

 

كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واضحاً، عندما ربط بين التطورات او القضايا الاقليمية والشأن الداخلي اللبناني، وهو ما كان ينفيه سابقاً، كما رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي كان يؤكد بان لا رابط بين تشكيل الحكومة، والخارج، في رد منه على شروط سعودية مطلوبة منه.

 

وحده رئيس مجلس النواب نبيه بري كان يتلمس تلازماً بين المسائل اللبنانية الداخلية، ومنها تشكيل الحكومة، والخارج، وكان يتم الربط من قبل مراجع سياسية بين تشكيل الحكومة في العراق وتوأمها في لبنان، كما مع الحل السياسي في اليمن، والتقدم العسكري للجيش السوري في مناطق سيطرة الجماعات الارهابية، حيث وضعت معركة ادلب المنتظرة مع فك اسر تشكيل الحكومة، اضافة الى موضوع العقوبات الاميركية على ايران، ومحاصرة حزب الله مالياً واقتصادياً الخ..

 

وبات من المعلوم، ان تشكيل الحكومة مجمداً حتى ما بعد انعقاد القمة العربية في تونس وما اذا كانت سوريا ستشارك فيها، وان تصريف الاعمال هو الذي سيحكم الحكومة في المرحلة المقبلة، حيث استعجلها الرئيس بري، الى الاجتماع واقرار الموازنة، ولقد اوحى مساعد وزير الخارجية الاميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل، للمسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم اثناء زيارته لبيروت، بان لا ينتظروا حكومة، وعليهم تسيير شؤونهم لا سيما الاقتصادية والمالية، حيث كان التركيز على شكل الحكومة التي ستؤلف، ووجود حزب الله ودوره فيها الذي هو وجود سلبي، كما اكد الديبلوماس الاميركي، الذي ابلغ القيادات الرسمية والسياسية، عن قلق بلاده من وجود الاف الصواريخ مع حزب الله، ولا يمكن للولايات المتحدة الاميركية ان تسكت عن هذا الموضوع، وفق مصادر سياسية التي اطلعت على لقاءات هيل، لا سيما مع شخصيات في 14 آذار، وقد وعدهم بان ينتظروا تطورات اقليمية خلال الشهرين المقبلين، وما سيخرج به اجتماع وارسو في 12 و14 شباط المقبل، للدول التي ستواجه ايران ونفوذها في المنطقة وتعميمها الفوضى وعدم الاستقرار، ولبنان احدى الساحات التي لايران حضور قوي فيها عبر حزب الله، الذي تصنفه اميركا ارهابياً، ولن تقبل مشاركته.

 

وما قاله الموفد الاميركي، في بيروت، كان اشارة اميركية، للمسؤولين اللبنانيين، ان لا يؤلفوا حكومة بحسب المصادر، ولو اعتبرها شأن لبناني، لكنه طالب كيف سيكون الاختيار، اي من سيشارك فيها، وتحديداً حزب الله الذي ترفض بلاده مشاركته وفق ما تقول المصادر، التي تشير الى ان العقدة باتت اكبر من تمثيل «النواب السنة المستقلين» في الحكومة، والتي لم يتطرق اليها هيل، بل وجوب حزب الله ولمن القرار فيها.

 

فالجمود الذي كان مسيطراً على تشكيل الحكومة، زادته املاءات هيل على القيادات اللبنانية، والتي رد عليها حزب الله واعتبرها نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم، انها ستبقى من الارشيف، ولا فاعلية لها، وان اميركا اضعف من ان تفرض شروطها على لبنان، ولن تكون حكومة من صنعها، وفق مصادر نيابية في «كتلة الوفاء للمقاومة» التي كشفت عن دور اميركي في تعطيل الحكومة، كما في تخفيض التمثيل في القمة العربية الاقتصادية التنموية، وهذه الاجراءات تدخل في اطار معاقبة لبنان على دوره في المقاومة ضد العدو الاسرائيلي، لان هيل ورئيسه وزير الخارجية مايك بومبيو، حملا معهما الى المنطقة طلب حماية اسرائيل الحليف، ومحاصرة ايران وحلفائها، وهذا قد يكون اشارات اميركية سلبية باتجاه لبنان، وزعزعة الاستقرار فيه.