يرفض حزب الله الدخول في تفاصيل ملف تشكيل الحكومة على اعتبار ان هذا الملف وكما بات معلوما هو في عهدة رئيس مجلس النواب نبيه بري.
جلّ ما يقوله الحزب هنا هو ان الحكومة سوف تبصر النور قريبا…كل الاطراف متفقة على تسهيلها ومن جهتنا: «نحن لا نريد العرقلة او المماطلة، مطلبنا واضح وهو التمثل بثلاثة وزراء والحصول على حقيبة خدماتية».
لا يتردد الحزب وفقا لمصادر مقربة منه في التاكيد على ان كل العقد الحكومية التي يحكى عنها بالامكان حلها، والحزب من جهته سيحاول قدر الامكان تذليل العقبات المسيحية والدرزية في اشارة الى رفض اللقاء الديمقراطي التنازل عن حقيبة للنائب طلال ارسلان.
اما عن دوره في هذا الصدد، لفتت المصادر الى ان الحزب سمع تطمينات من رئيس التيار الحر جبران باسيل خلال لقائه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، حيث ابدى باسيل استعداده لحل هذه العقدة من خلال اعطاء حقيبة للنائب ارسلان من حصته الوزارية اذا اصر جنبلاط على موقفه، لا سيما وان الاخير وفقا للمصادر كان قد ابلغ الثنائي الشيعي رفضه القاطع التنازل عن مقعد درزي للحزب الديمقراطي او لرئيسه.
واضافت المصادر، اما بالنسبة للخلاف حول حصة القوات في الحكومة، فان باسيل متفق مع السيد نصرالله على ضرورة تمثيل كل القوى السياسية في الحكومة العتيدة وعدم اقصاء اي طرف، وقد اكد باسيل للسيد ان القوات سوف تمثل في الحكومة ولكن حسب حجمها الحقيقي اما اذا اصرت على العرقلة «فلتبقى خارجها في صفوف المعارضة».
في ميزان حزب الله، فان مشاركة كل القوى تعني اشراك الاقليات اي العلويين والسريان وهذا المطلب يعتبر اولوية عند الحزب ولكنه لن يكون عائقا كما اكدت المصادر، التي ألمحت في المقابل الى ان الرئيس سعد الحريري ورغم اصراره على عدم اعطاء العلويين تحديدا مقعدا وزاريا الا انه مع الاطراف الاخرى يدرس الموضوع ويحاول ايجاد حل له، على ان اي حل سوف يكون بالتوافق بين كل القوى.
واعتبرت المصادر ان حزب الله يعتبر الحكومة مجرد جسر للعبور الى الاصلاح الحقيقي في لبنان والذي يتمثل بمحاربة الفساد ومحاولة النهوض بالاقتصاد والبدء باستخراج النفط ومعالجة ملف النازحين.
ولا نخفي سرا اذا قلنا والكلام للمصادر ذاتها ان حزب الله مع حليفه الرئيس نبيه بري مصران هذه المرة على وضع الاصبع على الجرح والبدء بمعالجة فعالة لهذه الملفات وبالتالي فانهما لن يترددا في اسقاط حكومة الحريري الثانية في عهد الرئيس ميشال عون اذا اخفقت في تحقيق ما هو مطلوب منها.