لم تمر طريقة الاخراج «الملتبسة» لمشاركة لبنان عبر رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل ووزيري الداخلية والاعلام نهاد المشنوق وملحم رياشي على حزب الله وحلفائه في 8 آذار. ويؤكد مطلعون على اجواء حزب الله الداخلية ان الحزب لا يعنيه ما صدر عن هذه القمة وليس متفاجئاً من مضامين البيان التصعيدي ضده وضد ايران ويراه فرقعة اعلامية وسياسية انتهت في وقت اعلانها وفي المكان الذي صدرت منه وماتت في «ارضها» ولن تصرف في اي شكل من الاشكال في المعادلة اللبنانية لا في قانون الانتخاب ولا على طاولة مجلس الوزراء. ويقول الحزب ان من السذاجة بمكان توقع ان يصدر شيء مغاير عما صدر وكل ما يجري في المنطقة منذ العام 2001 يهدف الى محاصرة ايران وحلف المقاومة والممانعة واشغال الجميع في فوضى واستنزاف لاراحة العدو الصهيوني و«تصفية» خصومه بالوكالة والتصعيد الذي تشهده وستشهده الساحة السورية استكمال له.
وترى الاوساط المطلعة على اجواء الحزب الداخلية ان طريقة اخراج مشاركة لبنان في القمة من عدم دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى استبعاد كلمة الحريري باسم لبنان وصدور بيان القمة كما قال باسيل من دون علمه والحريري، سيكون محط تساؤل في محطتين: الاولى في مجلس الوزراء المنعقد اليوم (امس) في بعبدا والثانية اليوم في إطلالة الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله. ورغم ان حزب الله يريد ان تمر تداعيات قمة الرياض بأقل «ضجة» ممكنة، يسأل المطلعون اذا كان باسيل في الطائرة فهل هذا يعني انه ليس على علم بصدور البيان ومضمونه؟ واذا باسيل في الطائرة والحريري يلتقي ولي ولي العهد السعودي فلماذا لم يصدر تحفظ عن رئيس الحكومة او اعتراض عن باسيل ولو بكلام اعلامي؟
لذلك الحكومة مطالبة في جلستها ببيان توضيحي وبموقف اعتراضي من استهداف مكون اساسي فيها ومكون وطني له حيثيته وثقله الداخلي والا فمعناه ان الحكومة ورئيسها ووزير خارجيتها موافقون على المضمون. ويسأل المطلعون هل للحكومة مصلحة ولبنان في تبني مضمون قمة الرياض؟
في المقابل لا تربط الاوساط بين قمة الرياض والتصريحات التي صدرت امس الاول وامس عن كل من النائب محمد رعد ورئيس الجمهورية. فرعد حذر من خطورة تنفيذ ما كان قاله عون في 9 نيسان الماضي في بعبدا خلال لقائه وفد حزب الله الذي ضم نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم والنائب رعد وكل من معاون الامين العام للحزب حسين الخليل ومسؤول التنسيق والارتباط وفيق صفا. حيث قال عون وقتها ورداً على سؤال من قاسم مفاده: «كيف ستواجه فخامتك الفراغ»؟ فرد عون ان الدستور واضح فليس من فراغ وفق المادتين 24 و25 فالمجلس يعتبر منحلاً بعد انتهاء ولايته وتسير مهامه هيئة مكتب المجلس المؤلفة من الرئيس و10 نواب. وبعد ثلاثة اشهر تدعو الى انتخابات وفق القانون النافذ. فوقتها تفاجأ قاسم برد عون ورد عليه بسؤال اذا كان المقصود الابقاء على الستين فلماذا هذا التعب كله؟ فصمت عون والجميع نظروا الى باسيل الذي كان حاضرا الاجتماع الشهير وقتها.
وامس الاول كان رعد حاسما في الرد على هذا السيناريو الذي بات يروج بقوة في المجالس الداخلية وبعيداً من الاعلام، عندما قال ان الفراغ غير مسموح لان الوصول الى 20 حزيران من دون اتفاق على قانون جديد يعني ان الفراغ وقع في مجلس النواب فتسقط الحكومة معها رئاسة الجمهورية. ففي قاموس الحزب ان الفراغ لثلاثة اشهر في مجلس النواب هو فراغ كامل في كل الدولة. فهيئة مكتب المجلس تسيّر مجلس النواب ولا تتخذ قرارات ويتعطل المجلس هذا يعني انه فراغ وليس تصريف اعمال. وامس رد عون على كلام رعد بتأكيد ما قاله لوفد الحزب في 9 نيسان الماضي ما يعني ان ما يقال عن «صفقة» عونية وحريرية وقواتية بالابقاء على الستين هو صحيح وفق الاوساط التي تؤكد ان الكلام عن هذه الصفقة والاتفاق العوني- الحريري ثابت لدينا وكل ما يقال في الاعلام ليس الا «قنابل دخانية» وتضليلية ولا تنطلي علينا. وتختم الاوساط بالتأكيد على ان الايام الفاصلة عن 29 ايار جلسة المجلس النيابي ستكون حاسمة لجهة معرفة التوجه فهل سيمدد المجلس لنفسه عبر اقتراح النائب فتوش ام ان الحكومة سترسل اقتراح التمديد الى المجلس ام ان مرسوم تعديل المهل وفق القانون النافذ ودعوة الهيئات الناخبة سيوقعه عون بالتزامن مع مرسوم الدورة الاستثنائية للمجلس؟