لا تزال الجهات السياسية المختلفة منشغلة بسؤالين اساسيين، اولهما، هل يفتح الحوار بين حزب الله و«تيار المستقبل»، بعد اعلان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الليلة العاشرة من ذكرى عاشوراء استعداد الحزب للحوار مع «المستقبل» دون شروط مسبقة وثانيهما، كان السيد نصرالله اعلن يوم ذاك عن تسميته لاول مرة العماد ميشال عون كمرشح وحيد للحزب الى رئاسة الجمهورية؟
في الرد على السؤال الاول، تقول مصادر سياسية بارزة في 8 اذار ان اطلاق الحوار بين حزب الله والمستقبل احتمال وارد، بل من الممكن ان تتم فتح قنوات جدية لهكذا حوار في وقت قريب، ولاحظت المصادر ان احتمال الوصول الى اتفاق حول الملف النووي الايراني في 24 الحالي بين طهران والدول الكبرى قد يساهم في اطلاق الحوار، خصوصاً ان الادارة الاميركية تشجع الرياض على فتح قنوات التواصل مع ايران، رغم ان السعودية منزعجة من المعلومات التي تتحدث عن ان المفاوضات الاميركية – الايرانية قطعت شوطاً مهماً في الفترة الاخيرة.
الا ان المصادر ترى ان فتح ابواب الحوار بين حزب الله والمستقبل يتوقف على مدى قبول المستقبل الدخول في حوار غير مشروط وبالدرجة الاولى تراجعه عن مقولة انسحاب حزب الله من سوريا. وتؤكد المصادر ان هناك قضيتين اساسيتين محسومتين بالنسبة لحزب الله.
– الاولى ان الحزب ليس جاهزاً حتى للبحث في موضوع انسحابه من سوريا، كما ان «المستقبل» لا يملك القدرة لفرض هذا الشرط، فهذه المسأ لة دولية، بل انها اكبر من السعودية نفسها، فكيف لحزب الله القبول ببحث هذه المسألة الكبيرة في حين ان «المستقبل» لا يملك القرار حتى لرفع الثقة عن النائب خالد الضاهر.
– الثانية، موقف الحزب من تفويض العماد ميشال عون تقرير الخيار الذي يقتنع به بما خص الانتخابات الرئاسية، وبالتالي فالحزب وان كان مستعداً للبحث في هذا الملف لكنه يترك القرار الحاسم في ذلك للعماد عون.
لذلك تقول المصادر نفسها ان اعلان السيد نصرالله الاستعداد للحوار غير المشروط ينطلق اولاً وقبل اي شيء آخر من الحرص كل منع الفتنة ومن الحرص على التهدئة وتخفيف العصبية المذهبية التي تعمل لها بعض الاصوات داخلياً وخارجياً، وتشير المصادر في هذا السياق الى ان الرئيس بري من الملحين لدى الطرفين لكي يتم فتح باب الحوار، كما ان النائب جنبلاط هو ايضاً ملحاح في اللقاءات التي يعقدها مع المعنيين على الدفع نحو الحوار.
لذلك، وانسحابا على هذا الوضع، لماذا ذهب السيد نصرالله الى تسمية العماد عون كمرشح لرئاسة الجمهورية؟
في معلومات المصادر المذكورة ان ما ذهب به البعض لتفسير كلام السيد نصرالله على انه يفتح الطريق امام البحث عن مرشح غير العماد عون تحت عنوان التوافق غير دقيق، ولا يعبر عن حقيقة موقف حزب الله من موضوع رئاسة الجمهورية وبالدرجة الاولى ترشيح «الجنرال».
وتؤكد المصادر ان الهدف الاول من كلام الامين العام لحزب الله هو قطع الطريق على مناورات اطراف 14 آذار وبالاخص «تيار المستقبل» بعد سعي الاخير إلى تسويق اسماء معينة تحت عنوان التوافق سواء الوزير جبران باسيل او غيره..
وتقول المصادر ان «المستقبل» عبر بعض المسؤولين فيه طرح على الوزير باسيل ان يكون «الحل الوسط» لانتخابات الرئاسة واقترح عليه ان يطرح هذا الموضوع مع حزب الله وتوضح المصادر ان احد العاملين على خط الانتخابات طرح على السيد نصرالله هذا الامر فرد الاخير بأن موقف الحزب حاسم بدعم عون، وما عليكم سوى الذهاب الى عند «الجنرال» لمحاورته.
وتضيف المصادر ان الهدف الثاني من وراء اعلان نصرالله ترشيح عون بالاسم قطع الطريق ايضاً على محاولات بعض العواصم الغربية السعي لدى طهران لتسويق اسم توافقي غير العماد عون. وتوضح ان الفرنسيين حاولوا مع بعض المسؤولين الايرانيين في الاشهر الاخيرة ان تقوم الاخيرة بالضغط على حزب الله للتخلي عن دعم عون والبحث في اسم توافقي من الصف الثاني، الا ان الرد الايراني كان واضحاً بأن هذا الامر يتم بحثه مع حلفائنا في لبنان ونحن نقبل ما يقبلونه، وكذلك الامر بالنسبة للقيادة السورية التي فاتحها بهذا الموضوع المبعوث الدولي ديرك بلامبلي، وكان ردها تقريباً الموقف الايراني نفسه.
ولهذا تقول المصادر ان السيد نصرالله اراد من التسمية المباشرة للعماد عون اعلان الالتزام الواضح بدعم ترشيحه وبالتالي قطع الطريق على اي مناورات داخلية او خارجية لمحاولة وضع «اسفين» في العلاقة بين الحزب وعون. وتضيف ان هذا الموقف حسم القرار نهائياً بموضوع تحديد المرشح للانتخابات الرئاسية بحيث ان اي طرف داخلي او خارجي اذا كان يريد فعلاً المساهمة في انتخاب رئيس للجمهورية، فالمدخل الى ذلك يكون بالحوار مع العماد عون للوصول الى مقاربات لهذا الاستحقاق يقبلها «الجنرال».