IMLebanon

«حزب الله» لجيرو: ما يقبل به عون.. نقبل به

الديبلوماسي الفرنسي يسأل عن الانتخابات النيابية قبل الرئاسية!

«حزب الله» لجيرو: ما يقبل به عون.. نقبل به

يعود مدير قسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجيّة الفرنسيّة جان – فرانسوا جيرو مجدّداً الى طهران بعد أسبوعين، ويكون الديبلوماسي الفرنسي في زيارته الخامسة للعاصمة الإيرانيّة قد قام بما نصحه به الإيرانيّون بضرورة النقاش مع اللبنانيين المخوّلين وحدهم من دون سواهم البتّ بالملفّ الرئاسي اللبناني وهو عنوان زيارته بيروت في الأسبوع الفائت.

لم تكن الإطلالة الفرنسية على الملفّ اللبناني عبر إيران عشوائيّة، فباريس مقتنعة بأنّ إيران هي نقطة انطلاق أساسية لحل العقدة الرئاسية اللبنانية على قاعدة أنّها قادرة على الضغط على «حزب الله» بينما يمارس الأخير ضغوطه على حليفه العماد ميشال عون.

لكنّ جيرو صُدم في زيارته الأولى بإجابة الإيرانيين ونصيحتهم له بأن الاستحقاق متروك في عهدة اللبنانيين القادرين من دون سواهم على حلّ عقد ملفاتهم، وكان الامتعاض الفرنسي واضحا من هذا الجواب الذي يشي بانسحاب إيراني من اي مبادرة تهدف للضغط على حلفائهم في لبنان. ثمّ تكرّر الحديث عن لبنان في الزيارات المتتالية لجيرو، وسأله مرّة مساعد وزير الخارجيّة الإيراني للشؤون العربية حسين أمير عبد اللهيان: «لمَ لا تتكلّم مع اللبنانيين في هذا الموضوع»؟ ما جعل جيرو يحطّ في لبنان حيث تركّزت أحاديثه على الملفّ الرئاسي.

وإذا كان الاستطلاع المعمّق هو السّمة الأولى للزيارة، حيث دوّن جيرو ومساعدوه الكثير من الملاحظات، فإنّ ما رصده بعض من زارهم جيرو هو سؤال فرنسي يستشرف إمكان القبول بسلّم أولويات قوامه إقرار قانون للانتخابات ثم إجراء الانتخابات النيابيّة لتعقبها انتخابات رئاسيّة.

وهذا الطرح يتناقض مع انتقاد الفرنسيين قبل مدّة للانقلاب الذي طالب فيه العماد ميشال عون بالأولويات متشبّثين بمعادلة: رئاسة جمهورية فقانون انتخابي فانتخابات نيابية.

رسم هذا التحوّل الفرنسي أكثر من علامة استفهام، ولم يكن جيرو متفاجئا من موقف «حزب الله» الذي نصحه بالقول: اذهبوا وتحاوروا في هذا الموضوع مع الجنرال ميشال عون والذي يقبل به نحن نقبل به!

ولعلّ هذه الفكرة التي طرحها جيرو للنقاش بيّنت له كم أنّ «حزب الله» غير مستعدّ للضغط على عون، إذ سمع موقفا واضحا:» يحق للمسيحيين اختيار رئيس قوي في مرحلة استثنائية وذلك لتجديد ثقتهم بوطنهم لبنان وبدروهم فيه، وللعماد عون مشروعه السياسي الذي له الحقّ بالعمل لتحقيقه».

وافق جيرو على هذا الكلام خصوصا أنّ هذه قد تكون الفرصة الرئاسية الأخيرة للجنرال عون الذي قدّم الرئاسة على طبق من فضّة في العام 2008 للعماد ميشال سليمان وأشار جيرو أمام محدثيه الى أنّ فرنسا لا تضع «فيتو» على أيّ اسم كما أنّها لا تقترح أسماء محددة.

عمليا، لم يحمل جيرو أي مبادرة جديدة بل جاء مستطلعا مواقف الجميع وخصوصا «حزب الله» وميشال عون لعله يتوصل الى خلاصات من شأنها تحريك المياه الرئاسية الراكدة.

في هذا الإطار، تقول أوساط مطلّعة على موقف «حزب الله» بأنّ الاستحقاق الرئاسي اللبناني يمتلك ديناميّة داخليّة «إذا توفر التوافق الداخلي وسُدّت الأبواب أمام المداخلات الخارجيّة، فإذا تعذّر التوافق الداخلي فقد يحتاج الاستحقاق الى قوّة دفع خارجية».

وقد كان الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصر الله واضحا حين قال في خطبة ليلة العاشر من محرّم: «ليأخذوا علما بأنّ قرارنا من رأسنا ولا نعود الى أحد». لكنّ هذه المعادلة التي أرساها نصر الله قد لا تنطبق على بقيّة الأفرقاء اللبنانيين، لذا، ثمّة تعويل داخلي على الحوار بين «حزب الله» و«تيار المستقبل»، هذا الحوار الذي ترفض أوساط مطّلعة على مساراته أيّ كلام عن تأجيله «لأنّ ما يحدث هو استكمال النّقاش في تحضير جدول الأعمال وهو يتضمّن مسائل عدّة بينها التعاون بين اللبنانيين لتخفيف التوتّر ومواجهة الإرهاب».

وتشير الأوساط الى أن هذا الحوار الذي ينتج دينامية داخلية إيجابيّة «ليس بديلا من الحوار في سياق أوسع وخصوصا مع القيادات المسيحيّة في ما يتعلّق بالاستحقاق الرئاسي وهو لا يمكن أن يكون حوارا لاختصار المشهد الرئاسي بعيدا من رأي المسيحيين».