IMLebanon

لم تَعُد تنطلي على أحد

 

بين تصريحه الأول أنّ «قرار السلم والحرب ليس بيد الحكومة اللبنانيّة»، (ولو يا سَمَر، شو انتي بجزر الكوراساو؟)، وبين بيانه التوضيحي التأكيدي أن «لا وَقفَ للحرب في لبنان قبل وَقفِها في غزّة»، نستطيع أن نَطمَئنّ إلى أنّ رئيس حكومة «الثنائي الشيعي» و»التيّار الوطني الحرّ» كما وزير خارجيّته كما كلّ الوزراء قد حسموا أمرهم واصطفوا وراء مواقف «حزب الله» وتحت خيمته وحمايته وأمّنوا مستقبلهم وارتاحوا!!

 

وعليه لا داعي لسؤالِهِم، ربّما يأتي يومٌ لمساءَلَتِهِم. أمّا بعد:

 

1 – يدعو بعض منظّري «محور الممانعة» الشعبَ اللبناني إلى التوحّد حول «مقاومته» كما يتوحّد الشعب اليهودي خلف دولَتِه! يتناسى هؤلاء أنّ معادلة تشبيه الدولة «بفريق» حزبي مهما بلغت عَظَمَتُه، خاصة متى كانت «عَظَمَتُه» مُستَمَدَّة فقط من دولة خارجيّة، هي معادلة ساقطة لا تستقيم لأنّها خارج كلّ منطق. فالتفاف جميع اللبنانيّين يَجب أن يكون حول دولتهم السيّدة الحرّة المستقلة المتمسّكة بمصلحة شعبها حصراً.

 

2 – يُبَرّر منظّرو الدفاع عن شرعيّة «المقاومة»، بأنّها وردت في البيانات الوزاريّة تحت شعار «شعب وجيش ومقاومة». سؤال، هل جاءت الثلاثيّة، «مقاومة ومقاومة ومقاومة» لكي لا يسأل أحدٌ عن رأي الشعب والجيش؟

 

3 – ملوك ورؤساء وأمراء وشيوخ سبعة وخمسين دولة عربيّة وإسلاميّة يمثّلون مئات ومئات ملايين البشر مع آلاف وآلاف مليارات الدولارات ومِن أبرزهم الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران والسلطة الفلسطينيّة في رام الله ومصر والأردن وسوريا، 57 دولة اجتمعوا في 11 تشرين الثاني 2023، في السعوديّة في أرض «مكّة» و»المدينة»، وبحثوا هجوم «حماس» والقضيّة الفلسطينيّة وكيفيّة دعمها. هل تذكرون؟ مِن هؤلاء جميعاً وَحدُه «حزب الله» مُصِرٌّ على محاربة إسرائيل والأساطيل الأميركيّة والأوروبيّة من دون أن يعتدي عليه أحدٌ منذ العام 2000.

 

سؤال برسم العقل والمنطق، هَل «حزب الله» وحدُه قادرٌ على قلب المعادلات الدوليّة.

 

4 – أحد إعلاميّي «محور الممانعة» وعلى إحدى شاشات التلفزة اللبنانيّة، وبعد أن استفاض، وعلى طريقة قيادات «حزب الله»، في الحديث عن بطولات أطراف «المحور» من «حماس» الفلسطينيّة، إلى «النجباء» و»الحشد الشعبي» العراقِيَّين، إلى «الحوثيّين» اليمنيّين وإلى «حزب الله» اللبناني، وبعد أنْ برّر لإيران عَدم دخولِها المباشَر في الحرب، أنهى «سرديّته المقاومتيّة» قائلاً: «إنّ شعب غزّة، وللأسف، مَدعوٌّ عند نهاية هذه الحرب إلى، إمّا العيش بأرضه في خِيَمٍ دون مستشفيّات ولا مدارس ولا بُنىً تحتيّة، وإمّا إلى الهجرة الطوعيّة في سُفُنٍ إلى قبرص ومنها إلى باقي دول العالم، لأنّ معبر رفح سيكون مقفلاً بحائط باطون لا يُختَرَق!!»

 

السؤال، هل هكذا نُحرّر القدس ونزيل إسرائيل من الوجود؟

 

بالمناسبة، صرّح وزير الخارجيّة العراقي، المُفتَرَض أنه حليف «لمحور الممانعة»، منذ أيام أنّ «الإيرانيّين لا يستطيعون مهاجمة إسرائيل فقاموا بقصف «إربيل» في العراق». كلام فضيحة!

 

في النهاية، ستنتهي الحرب في غزّة، وسيتراجع «حزب الله» إلى شمال الليطاني، وسيتشاطر ويحتفل انتصاراً لأنّ إسرائيل لم تجرؤ على اجتياح لبنان بفضل سلاحه كما سيدّعي، وسَيُطالب الشعب اللبناني بالثمن! هذه المرّة لن تنطلي على أحد، والماضي لن يتكرر. فَلم يبقَ لدينا ما نَدفَعُه ولا ما نَخسرُه.

 

(*) عضو «الجبهة السياديّة من أجل لبنان»