انتشر امس على مواقع التواصل الاجتماعي إعلان من دولة الكويت يطلب ممن يمتلك من مواطنيها معلومات عن اي شخص يدعم او يؤيد «حزب الله» التبليغ عنه فوراً. وجاء في الاعلان «اخي المواطن والمقيم ساهم معنا بالاتصال والابلاغ عن اي شخص ينتمي او متعاطف الى منظمة حزب الله الارهابية على الرقم … والتعامل سيكون بسرية«. الاعلان وضع رسوم كافة اعلام الحزب وكل الحركات المنضوية تحت لوائه في العراق واليمن وسوريا مثل «سرايا الجهاد» و»لواء المنتظر» و»كتائب حزب الله»، واحدى عشرة حركة اخرى. استبق انتشار هذا الخبر بنشر احدى صحف الكويت معلومات عن عدم تجديد اجازات عمل 1100 لبناني عاملين هناك.
وبالتالي، ليس صحيحاً ان هذا الإعلان يشكل صفعة لكل اللبنانيين، أو حتى للشيعة منهم أجمعين، وأنهم أصبحوا «كبش المحرقة» كما أراد لهم حزب ولاية الفقيه، بحيث تطالهم إجراءات صارمة في دول الخليج الصديقة، فالإعلان واضح وصريح وهو يطال المنتمين والمتعاطفين مع «منظمة حزب الله الإرهابية»، فلا مكان للإجمال، ولا مجال للاصطياد في الماء العكر.
ولكن، من دون أدنى شك، الارهاب الذي استطاع اللبنانيون ابعاد انفسهم وبلدهم عنه طيلة السنوات التي اعقبت احداث «11 سبتمبر» في الولايات المتحدة الاميركية، استجلبه الحزب بكامل ارادته وتصميمه اليهم داخل لبنان وخارجه، حتى باتوا مضطرين الى اعادة التأكيد مرارا وتكرارا على مناهضتهم ومعارضتهم لكل تدخلاته في الدول العربية على الرغم من كونه مكوناً لبنانياً اساسياً. وهم لم يترددوا في الاعتذار، الاعتذار نيابة عن شعب كامل مما يقترفه البعض منهم.
ولأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح، وستهدأ العاصفة وتستكين مهما جهد حزب الله وجاهد للنفخ في أبواق الفتنة التي يحضر لها، وسيعود اللبنانيون الشرفاء الى قضاياهم الطبيعية، ولن يتغير شيء عليهم: سيبقى الخليج ملاذهم الأول وتدخلات وانتهاكات «حزب الله» اللا مبررة .. الى الجحيم.