فيما يتابع حزب الله تغطيته الاعلامية للحرب التي يخوضها على الارض السورية، غير ان المعلومات المتداولة قد خف وهجها عما سبق وحصل في الايام الاولى للحرب، لاسيما بالنسبة الى النتائج التي حصلت على الارض حيث لم يعد الحزب يأتي على ذكر خسائره البشرية، خصوصا ان ما يعلن له علاقة مباشرة باطلاق الرصاص في منطقة الضاحية الجنوبية للعاصمة، اضافة الى المشاهد المماثلة في غير مكان وزمان في المناطق ذات الاغلبية الشيعية في الجنوب والبقاع، بعد حظر الحزب الاعلان عن خسائره البشرية عبر اعلامه الخاص.
هذا الكلام له علاقة مباشرة بالاحداث في مناطق جرود بعلبك حيث تدور رحى مواجهات بمختلف انواع الاسلحة الحربية، بدليل ما يبثه تلفزيون المنار بالصوت والصورة على مدار ساعات النهار والليل، في الوقت الذي يتجنب غيره من وسائل الاعلام التطرق الى مثل هكذا مواضيع حساسة، نظرا لقلة الاخبار المتداولة في الاعلام اللبناني، باستثناء ما تنشره وسائل الاعلام الالكترونية التي تشير عرضا الى جوانب من الحرب، لاسيما ما يبثه اعلام حزب الله مع قليل من الزوائد التي لا يعرف مدى صدقها، لقلة المعلومات المتداولة من جانب الحزب!
وطالما ان امور الحرب تسير ببطء اعلامي شديد فان المسؤولين الكبار في حزب الله يتجنبون الخوض في تفاصيل الحرب، الى حد الوصول بالاخبار الى ما يرد بصددها من مزاعم على ألسنة الاعلام الخاص، فيما يقال عكس ذلك بالنسبة الى الواقع الذي يتكل فيه الحزب على الصورة لعمليات تكاد تشبه افلام السينما الاميركية وهذا بدوره من ضمن رد الفعل على ما يشغل بال المواطن العادي الذي يتطلع الى خبر اكثر جدية من كل ما عداه؟!
ان ما يقال اخيرا عن حرب حزب الله يقاس بالتمام على ما يقوم به عناصر الحزب الى جانب عناصر من الجيش السوري، من غير اية اشارة الى خسائر الجانبين في مناطق شاسعة وواسعة من الصعب على اي انسان تغطية ما يحصل فيها من مواجهات وما يتخللها من خسائر سبق للجيش السوري ان عانى من خسائرها في اكثر من منطقة سورية حساسة للغاية، مع العلم ان الجيش النظامي السوري يعمل في المقلب الاخر من المعارك في نطاق مواجهة التكفيريين؟!
وفي مقابل ما يحصل على الحدود لم يعد احد يأتي على ذكر مصير العسكريين اللبنانيين المحتجزين منذ شهور، حيث ترددت معلومات عن ان المعارك تركزت في مناطق اعتقال العسكريين اللبنانيين الذين يكمن الخوف على مصيرهم، وهؤلاء من الصعب التصديق انهم لا يزالون احياء يرزقون بعد الذي حصل من معارك ومواجهات؟!
المحكمة الجنائية الدولية
ومن جهة ثانية، تبدو المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وكأن هناك من يصر على ان لا تصل الى ابعد من اغتيال الرئيس رفيق الحريري، حيث يقال كل شيء على المكشوف باستثناء الاغتيالات الاخرى التي طاولت قافلة طويلة عريضة من الشهداء السياسيين والاعلاميين حيث التقت جميعها عند الذي فعله السوريون وكأن ما قيل عن اصابع اتهام لها علاقة بحزب الله، فيما يقال كل شيء عن «العدل اساس الملك» باستثناء ما له علاقة بعشرات الجرائم الاخرى التي عانى منها لبنان الامرين؟!
وما يقال عن الجرائم السورية، يقال مثله واكثر عن اصابع غريبة كان لها ضلع في الارتكابات الجانية، خصوصا ان محكمة لاهاي دلت بوضوح وصراحة الى من نفذ الاغتيالات ومدى الضلوع السوري بالجرائم مع قلة قليلة جدا مما له علاقة بحزب الله الذي سبق القول ان شاحنة الميتسوبيشي جرى تفخيخها بواسطة عناصر من حزب الله ليس الا، وهذا بدوره لم يعد احد يأتي على ذكره، لان السوري هو من كان قد وقف وراء التفجير – الزلزال الذي اطاح بالرئيس الشهيد رفيق العشرات وغيرها من الابرياء المرافقين والمارة.
ومن الان الى حين معرفة مصير المحكمة الدولية في لاهاي، لا بد من انتظام بعض الوقت، لان الجريمة ربما لا تقاس بمن ارتكبها، بل بمن اعطى الضوء الاخضر لتنفيذها، ما يعني في مطلق الاحوال ان اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم يكن مجرد عملية عابرة، قياسا على ما حصل قبلها وبعدها من جرائم بالغة التنظيم، اضافة الى استحالة اتهام حزب الله بانه كان يقف وراء تنفيذ التفجير، لان الغاية السورية مما حصل قد دلت عليها افادات الشهود من خلال ما طرح من اسئلة ومعلومات كانت مفاجأة بالنسبة الى الجميع؟!
المهم ان دلائل المحكمة قد خلصت في بداياتها عند مجموعة معلومات تفيد ان السوريين هم من خطط للجريمة، اضافة الى ضلوع السوريين في ارتكابات جنائية اخرى لم تقتصر على بعض المنتسبين الى خط الرئيس رفيق الحريري، بقدر ما طاولت من اشخاص اكدت المعلومات ضلوعهم بالجريمة وما سبقها وما لحق بها من جرائم تبدو واضحة تماما من خلال معلومات الشهود وما حفلت به المرحلة الاخيرة من اغتيالات نفذت بحق شخصيات سورية رسمية ارتبطت اسماؤهم باحداث سياسية وجنائية حصلت في لبنان، قبل اندحار القوى السورية وانسحابها؟!