يتأرجح حزب الله بعد وقف حرب المشاغلة التي اشعلها مع إسرائيل قبل أكثر من عام من جانب واحد، وبدء تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، بين الدوران في دوامة الماضي التي استأثر فيها الامساك بالبلد ومقدراته وسيطرته عاى الوقع السياسي، وبين الحاضر الذي خرج فيه، مضرجا بخسائر فادحة، باغتيال قادته على ارفع المستويات، وتدمير بنيته التحتية وفشله الذريع في تحقيق الاهداف التي اعلنها، ان كان بمنع جيش الاحتلال الإسرائيلي من اجتياح قطاع غزّة، والتنكيل باهلها، او بالقدرة على حماية لبنان ومنع الاعتداءات الإسرائيلية على مختلف المناطق اللبنانية .
يستمر حزب لله، في مخاطبة الراي العام بعد الحرب المدمرة التي جرها على لبنان قسرا، لحسابات ومصالح ايرانية بحتةبتعابير جامدة ومفردات استفزازية، لطالما هدد بها معارضيه اللبنانيين، اكثر ما وجهها ضد العدو الاسرائيلي، ولم يقتنع بعد ان هذه الخطابات الحجرية، لم تعد مقبولة لدى اكثرية اللبنانيين، ولاتصرف في السياسة، كما كان يخيف بها الطاقم السياسي، ويصادر قرار الدولة، كلما تعارضت مع مصالحه وسيطرته ونفوذه.
ويتجاهل الحزب عمدا ان ماكان عليه وضعه قبل الحرب، لن يكون عليه بعدها، مهما بالغ قادته ومسؤوليه، في انكار وتجاهل تداعيات ونتائج حرب المشاغلة اوالمساندة، والقفز فوقها، ولم تعد الاصوات المرتفعة واتهام الرافضين لسلاحه بالخيانة زورا، تقلب الوقائع وتحمي سلاحه من المساءلة والملاحقة عما حصل بلبنان واللبنانيين.
ولم تعد حجة ان سلاح الحزب بصيغته المتفلتة والخارجة عن الشرعية، هو لحماية لبنان واللبنانيين، بعدما عجز عن حماية الحزب نفسه، وتبين أنه لحماية مصالح ايران على حساب المصلحة الوطنية العليا.
يتشبث الحزب بثلاثية « الشعب والجيش والمقاومة « التي استغلها للهيمنة على مفاصل الدولة اللبنانية وقراراتها، واقامة مؤسسات رديفة، وتسببت بالزج بلبنان، بحرب لا ناقة ولاجمل فيها، واحتلال إسرائيلي، لاجزاء من الاراضي اللبنانية، وتدمير مناطق ومدن وقرى بأكملها، والحاق خسائر فادحة بالارواح والممتلكات.
الواقع المؤلم الذي تسببت به ممارسات ومغامرات حزب لله الخاطئة، في هذه الحرب المدمرة، يتطلب خطابا سياسيا مختلفا، يأخذ بعين الاعتبار متغيرات ونتائج حرب المشاغلة، سياسيا، وماجرته على لبنان من ويلاتوالتعاطي معها بحد ادنى من الواقعية، وتقبل توجهات ومطالب معظم اللبنانيين بخصوصها، تفاديا لاشكالات وخلافات داخلية لان التشبث بخطاب وممارسات المرحلة الماضية، يضرُّ لبنان أكثر مما ينفعه، في الوقت الذي يتطلب توحيد القوى جميعا للنهوض بالوطن من مآسي وويلات الحرب الإسرائيلية ضده.