IMLebanon

«المشاغلة» أسقطت بدعة «السلاح لحماية لبنان»

 

كانت حجة حزب الله للاحتفاظ بسلاحه غير الشرعي، والاستمرار بالتسلح، بعد انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من الجنوب في العام الفين،حماية لبنان من أي عدوان إسرائيلي عليه، ورافضا كل الصيغ والطروحات التي عرضت عليه من خصومه السياسيين، وحتى من الوسطيين والموالين له، لوضع هذا السلاح غير الشرعي  تحت سلطة الدولة وقرارها، ولاسيما منها ما اطلق عليها» الاستراتيجية الدفاعية»، كحل مقبول، يوازن بين مطالبة الحزب الاحتفاظ بسلاحه، وبين الرافضين له والمطالبين بنزعه كليا، كما حصل مع سائر الاحزاب والمليشيات  المسلحة الاخرى، بعد الحرب الاهلية المشؤومة، والالتزام بتنفيذ الدستور المنبثق عن اتفاق الطائف.

واسقط حزب لله كل المحاولات والمساعي التي بذلت طوال العقدين الماضيين،  تحت عنوان مؤتمرات الحوار الوطني،لارساء صيغة يتم الاتفاق عليها، ويلتزم الحزب بتنفيذها ضمن برنامج محدد، وكلها وصلت الى الحائط المسدود، بسبب تملص الحزب منها والانقلاب عليها، قبل أن يجف  حبر البيانات  الصادرة عنها،  مصرا على اعتماد صيغة ثلاثية  ملتبسة، تتضمن «الجيش والشعب والمقاومة»، في بيانات الحكومات المتعاقبة، لابقاء سلاحه متفلتا من اي سلطة او وصاية رسمية، وخارج اي مساءلة شرعية.

 

وأكثر من ذلك، استغل حزب لله واقع تفلت سلاحه غير الشرعي، لترهيب خصومه السياسيين، ومصادرة الحياة السياسية، وتجاوز نتائج الانتخابات النيابية، وتعطيل الاستحقاقات الدستورية، وتشكيل الحكومات، اذا لم تكن على قياس مصالحه السياسية، والتغاضي عن مشكلة  سلاحه،والتسلط على مؤسسات الدولة اللبنانية، واجهاض كل الخطط الاصلاحية، واستنزاف المرافق الاقتصادية والمالية،مباشرة او بواسطة اتباعه السياسيين، الى ان وصلت حال الدولة إلى الحضيض والافلاس في السنوات الماضية.

استمر الحزب على لسان قادته ونوابه، بالادعاء ان احتفاظه بالسلاح، واستمراره بالتسلح  طوال السنوات الماضية، لحماية لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية، وفي الوقت نفسه واصل الهيمنة على الحياة السياسية، وتعطيل الاستحقاقات الدستورية ولاسيما انتخاب رئيس جديد للجمهورية، تحت حجج وذرائع مختلقة، إلى أن اشعل جبهة الجنوب اللبناني ضد قوات لاحتلال الإسرائيلي بعد عملية طوفان الأقصى قبل مايقارب العام، تحت عنوان التضامن مع الشعب الفلسطيني، واشغال جزء من قوات الاحتلال  بهذه المواجهة عن الحرب الإسرائيلية الوحشية ضد قطاع غزّة.

 

وكانت المواجهة العسكرية للحزب ضد إسرائيل، استجابة لقرار ايراني  صرف كما هو معلوم للجميع تحت عنوان المشاغلة،اولى دلالات سقوط الادعاءات الوهمية بأن سلاح الحزب هو لحماية لبنان،  واظهرت بعد ذلك تطورات الحرب وتوسعها، الى مناطق بالداخل اللبناني وبعض الدول العربية المجاورة، ودخول النظام الايراني بالمواجهة المحدودة مباشرة فب أكثرمن جولة، ضد إسرائيل بداعي الانتقام لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية بطهران والامين العام لحزب لله حسن نصرلله بالضاحية الجنوبية، ان سلاح الحزب  هو بتصرف النظام الايراني، للاستمرار  في استعمال الساحة اللبنانية، والانطلاق منها لاستغلال القضية الفلسطينية لمصالحه ونفوذه وسيطرته الاقليمية،  وصفقاته مع الولايات المتحدةالأمريكية، ان كان بما يخص الملف النووي الايراني، او  ارساء تفاهمات  اقليمية ودولية، على حساب المصلحة الوطنية اللبنانية.

ولذلك، لم تسقط كل ذرائع وحجج ان سلاح حزب الله هو لحمايه لبنان، بل اثبتت النتائج والتداعيات، والتدخل الايراني المباشر، انه أداة  ايرانية صرفة، ادت الى خراب ودمار، لم يشهد له لبنان مثيلا من قبل، ومايزال مستمرا دون ضوابط.