Site icon IMLebanon

السّلاح أوّلاً وأخيراً

 

 

تبقى المعركة المقبلة لرئاسة الجمهوريّة في علم غيب حزب الله وإرادة الوليّ الفقيه في وقت البلد فيه يلفظ آخر أنفاسه. يذهب المرشّحون إلى الانتخابات النيابيّة بشعارات طنّانة ورنّانة يكاد كثير من اللبنانيّين يستيقن أنّها في غالبيّتها مجرّد شعارات ـ حتى لا نقول شيئاً آخر ـ المتهافتون على مكاسبهم وأهوائهم الشخصيّة يتبارون على المنابر في شدّ عصب يتغيّر من منطقة إلى أخرى ومن طائفة إلى أخرى، وهكذا حتى لتبدو خارطة الكذب أكبر من اللبنانيين ومن لبنان نفسه!

 

وسط هذه الأمواج التي تتلاطمنا ونحن كالغرقى ضحايا مركب طرابلس الذين لم يجدوا قشّة حتى يتمسّكوا بها، يقفز علينا من الشاشات مشاريع نواب البرلمان المقبل، وبعدهم سيقفز علينا من شاشة الموارنة مشاريع الرؤساء، سينقضي بازار النوّاب سريعاً وسيحلّ مكانه مشهد افتتحه قبل الجميع الوزيران السابقان جبران باسيل وسليمان فرنجيّة باعتباره «موعوداً» من حزب الله أنّ يحين دوره في ركوب مرجوحة الرئاسة عندما ينتهي «دقّ ركوب» العماد ميشال عون لهذه المرجوحة، صحيح أن بدء المعركة لم يعلن بعد ولكن بوارقها لاحت مع إعلان سليمان فرنجيّة أنّ جبران باسيل «ما بيجي مختار» فاستعدّوا لما بعد بعد بعد معركة انتخاب رئيس للمجلس النيابي التي بدأت في اليومين الماضيين!

 

في هذا الوقت لا تزال جثّة البلد تطفو وسط أمواج تتقاذفها من دون حسيب ولا رقيب على ما يتعرّض له الشعب اللبناني من العصابات المختلفة أنواعها من سياسية إلى مالية واقتصادية ومافيويّة تشمل الكهرباء والماء والغذاء والدواء، يستمرّ لبنان في ممارسة الهروب من أزمته الحقيقيّة وهي أبعد  بكثير من كلّ هذه الأزمات فالجميع متواطئ على إضمار الصمت تجاه حزب الله وسلاحه ودويلته وتحييدها عن توجيه أصبع الاتهام لها بأنّها هي المتسبب الحقيقي في معاناة الشعب اللبناني وانهيار البلاد، مع الإشارة إلى أنّ كلّ هذا الكلام لا يقدّم ولا يؤخّر عند حزب الله ولا عند إيران، ومخطّطها الشرّير للبنان والمنطقة العربيّة. وللأمانة هذه البلاد لا مستقبل لها ولا بها ما دامت إيران ومحورها تضع يدها عليها، وطالما أنّ القيادات اللبنانيّة تتجنّب مصارحة اللبنانيّين بأنّ كل المآسي التي نعيشها ستستمرّ بالتّفاقم بفضل حزب الله وبركات إيران ووليّها الفقيه!

 

على الجميع التفكير جديّاً بأننا وصلنا إلى هذه الهاوية بسبب سلاح حزب الله، وعلى الجميع التحدّث وبصوت مرتفع ليتذكّر الجميع قبل الذهاب إلى الانتخابات بأنّه لن يكون بقدرة لبنان البقاء والاستمرار فقد وصل إلى قمّة ضعفه وهزاله كوطن ودولة بسبب فريق مستقوٍ على وطنه ودولته بالسّلاح الإيراني ولخدمته، وحتى الآن وبالرّغم من كلّ المآسي التي نعيشها لا يزال الجميع يهرب إلى الأمام إلى شعارات انتخابيّة لن تغيّر ولن تبدّل في الواقع اللبناني لأنّها تهرب من مواجهة العنوان الرئيسي والحقيقة ومن الاعتراف بأنّ سبب أزمات لبنان كلّها ووصوله إلى هذه الهاوية والدّرك الأسفل من الانهيار هو أوّلاً وثانياً وثالثاً وآخيراً هو سلاح وأجندة حزب إيران في لبنان.