بين التهديد بإصبعه، وبين مصطلح جديد اسمه «فشروا» طار لبنان، نعم طار لبنان… نقولها بكل صراحة وبكل ثقة… مهما حاول السيّد أن يتبجّح بوجود مؤامرة على المقاومة.. ومؤامرة على لبنان..
صحيح ان السيّد يعترف بأنّ هناك مؤامرة للقضاء على المقاومة، وتحميلها مسؤولية سوء الأوضاع الاقتصادية، التي وصلنا إليها… لكن نُحبّ أن نسأله: ما هو دور فخامة رئيس الجمهورية، الذي أبقى السيّد البلاد بدون رئيس جمهورية لمدة سنتين ونصف السنة كرمى لعينيه وذلك لأوّل مرة في تاريخ لبنان حيث كان السيّد يردّد: «يا تنتخبوا فخامة الرئيس ميشال عون رئيساً يا ما في رئيس».
كنّا نظن أنّ تمسّك السيّد بمجيء فخامة الرئيس ميشال عون رئيساً للبلاد لأنّ السيّد يراهن على ان فخامته سوف يعيد لبنان الى سابق عهده من التطوّر والتقدّم والازدهار. ولأن السيّد هو قارئ جيّد للمستقبل.. المشكلة انه كان «غلطان» هذه المرة كما صار في 6 تموز يوم قال «لو كنت أعلم» حيث كلف الانتصار الإلهي:
1- 5000 قتيل وجريح من الشعب اللبناني والجيش اللبناني والمقاومة.
2- 15 مليار دولار كخسائر في البنية التحتية والجسور والأملاك والمباني التي دمّرها طيران العدو الاسرائيلي.
3- انسحاب المقاومة من الخطوط الأمامية في مواجهة العدو الاسرائيلي والابتعاد لمسافة 50 كيلومتراً عن الحدود أي الى جنوب الليطاني.
4- وضع حاجز فَصْل بين اسرائيل والمقاومة بفرقة من الأمم المتحدة وذلك لمصلحة اسرائيل، كما حدث عام 1978 يوم احتلت اسرائيل الجنوب اللبناني وأقامت دولة سعد حداد.. اليوم وجدت قوة جديدة ولكن بقيادة القوات الدولية.
يا حضرة السيّد نقول لك: إنّ اختيارك لفخامة الرئيس ميشال عون هو الذي أوصل البلاد الى ما نحن عليه الآن، من فقر وعوز وتسوّل وطلب المساعدة من دول العالم على جميع المستويات.
يا حضرة السيّد… هل تعلم ان الديون التي وصلت الى 90 ملياراً سببها الحكم الفاشل وعلى رأس هذا الحكم الصهر العزيز الذي خسـّر لبنان في ملف الكهرباء مبالغ وصلت الى الـ65 مليار دولار؟
يا حضرة السيّد… هل تعلم ان اختيار رئيس الحكومة حسان دياب، والذي اتخذ القرار مع فخامة الرئيس وحكومته العتيدة بالتمنّع عن دفع سندات اليورو بوند أدى الى انهيار البنوك اللبنانية التي كانت أهم منتج في لبنان والتي كان يَفْتخر العالم بوجود نظام مصرفي في لبنان ينافس سويسرا؟.. وعندما أطلق على لبنان لقب «سويسرا الشرق» لم يكن هذا اللقب عبثاً، بل ان جمال الطبيعة والطقس ووجود هذا الشعب المتحضر الذي يتقن اللغات الاجنبية بطلاقة مع نظام مصرفي متميّز استقطب جميع إخواننا العرب الاثرياء.
هل تعلم يا حضرة السيّد… ان السياحة هي العمود الفقري للاقتصاد اللبناني، وأنه بفضلك وفضل صور آية الله في المطار وعلى طريق المطار هو الذي دفع أهل الخليج لمقاطعة لبنان؟!
هل تعلم يا حضرة السيّد أنّ عدد الذين يعملون في الدول العربية ويحوّلون أموالاً تقدّر بـ8 مليارات دولار سنوياً الى أهلهم تضرّروا من السياسة التي اتبعت من قِبَل الدولة؟
باختصار يا حضرة السيّد.. نحب أن نقول لك إنّ الدولة الاسلامية في إيران هي دولة فاشلة. ويكفي ان يكون أكثر من 70٪ من الشعب الايراني تحت خط الفقر… وللأسف فإنّ الدولة تعطي كل إيراني فقير 20 يورو شهرياً.. فهل هذا النظام الذي تريد أن تأخذنا إليه؟
لا يا سيّد… نريد أن نكون دولة حضارية… دولة علم… دولة طبّية، دولة تحتوي على أهم الجامعات في العالم كالجامعة الاميركية الى الجامعات الفرنسية.
أخيراً مهما حاولت أن تقول فإنّ الحقيقة ان المسؤول عن انهيار الدولة هو أنتم واختياركم فخامة الرئيس ميشال عون لأنك تعرف تاريخه وتعرف انه مسؤول عن تهجير 300 ألف مواطن عامي 1998 و1999 بسبب الحروب التي قام بها.
لذلك، فإنك راهنت على رئيس فاشل… فعليك أن تتحمّل المسؤولية.. هكذا يكون الرجال.. وهكذا يتصرّف الذين يريدون أن يُطلق عليهم لقب قادة أو زعماء.