لا ندري ماذا ستحمله اليوم اطلالة السيد حسن نصرالله من جديد في الملف الرئاسي الذي دارت كل الدوائر لتحمل “حزب الله” تبعة الاستمرار في تعطيله في ظل معادلة ولا اغرب يصعب على اللبنانيين فهمها. هي معادلة تمتع الحزب باللحظة القصوى التي يقدم له فيها زعيمان من مكونات ١٤ آذار حليفيه الكبيرين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجيه مرشحين حصريين للرئاسة فيما هو لا يزال يتريث وينأى بنفسه عن اي جهد لإتمام الاستحقاق بأي وجهة. اقله ينتظر اللبنانيون تفسيرا واضحا مقنعا لهذا الاستنكاف عن شق طريق الانتخابات سواء بمحاولة توسيع التوافق الى اوسع مدى ممكن على اي من المرشحين او بترك المنازلة الديموقراطية تأخذ مداها عبر توافق عام على توفير النصاب السياسي والقانوني لجلسات انتخابية مفتوحة لا تقفل الا ومجلس النواب وضع حدا حاسما للفراغ الرئاسي. ولعلنا لا نبالغ ان انتظرنا مع المنتظرين خروج السيد نصرالله من الغموض الهائل الذي يغلف موقف الحزب حيال كل ما يثار ابعد من مسألة الترشيحات والعوامل الشخصية المتصلة بواقع كل من حليفيه اللذين صارا في اقل من اشهر ثلاثة حليفين لابرز خصومه. ونعني بذلك الاجتهادات والتفسيرات المبررة حيال طموحات بعيدة للحزب في إحداث تبديلات جوهرية في النظام الدستوري بحيث يأتي ” الانتصار ” كاملا ناجزا مرة واحدة حاسمة، ولا نظن بان هذه المخاوف خافية على الحزب وقيادته خصوصا بعدما اكتملت لديه لوحة التعادل السلبي بين ترشيح حليفيه على يد الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع من جهة وتحميله واقعيا تبعة اتخاذ القرار الحاسم بالافراج عن الانتخابات وعدم رهنها لأجندات اقليمية من جهة مقابلة. في هذا السياق المحموم الذي توغل اليه لبنان ما يجب ان يعاد تثبيته من حقائق هو ان طمأنة اللبنانيين الى استقرارهم لم تعد موقوفة على تداخل المصالح السياسية في اشكال غرائبية كالتي بلغتها معركة التنافس المنهك على الرئاسة بل باتت تتطلب مكاشفات “تاريخية ” تجيب على اسئلة الناس ومخاوف الكثير من اللبنانيين حول ماذا تراه يريد “حزب الله” حقيقة وفعلا وبمنتهى الشفافية من الاستحقاق الرئاسي رئيسا ومضمونا ومصيرا بلوغا الى المكاشفة الاكبر عما اذا كانت وجهته نحو تغيير النظام صارت ملازمة لموقفه من الاستحقاق. ثمة كثر يعتقدون انه لن يكون هناك واقع اشد سوءا واثارة للتداعيات الخطيرة مما يمكن ان يبلغه لبنان اذا تمادى الفراغ فيه بعد اشهر اخرى بعد. تبعا لذلك حان الوقت للتسوية الجذرية والآن بين الحزب وسائر القوى المتخوفة من مشروعه بما يملي زمن المكاشفة الصريحة حول الاتجاهات المتصلة بالنظام والطائف في المقام الاول والا فان اشد السوء سيبقى ماثلا مع كل هذا الغموض غير البناء اطلاقا.