ما هو حال «الدولة اللبنانية» إذا تمكّن «حزب الله» من فرض أغلبيته على مجلس النواب اللبناني في الانتخابات الجارية حالياً؟
نحن نعلم أنه في الشهر الحالي، تحديداً في 12 منه، سيعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب خطته الجديدة للتعامل مع إيران، من خلال التعامل مع الاتفاق المعطوب مع إيران حول برنامجها النووي.
خلاصة موقف ترمب المعلن مراراً، هو إما «تعديل» هذا الاتفاق، أو شطبه وإعدامه كأن لم يكن.
التعديل ينصبّ على خطرين كبيرين، أهملهما بطريقة مريبة الآفل باراك أوباما، وهما: قدرات إيران في الصواريخ الباليستية، والثاني منع النشاط الإيراني السيئ في المنطقة؛ سوريا والعراق ولبنان واليمن… بل حتى المغرب نفسه وصلت إليه بركات إيران، من خلال مخلبها اللبناني (حزب الله)!
الحال أنه ثمة بالفعل قانون أميركي موضوع في الأدراج حول مكافحة تمويل حزب الله بنسخة جديدة، وقد أقرّ مجلس النواب الأميركي مسوّدة هذا القانون العام الماضي، لكن مجلس الشيوخ لم يصوّت عليه ولم يصل إلى مكتب الرئيس الأميركي.
مكافحة النشاط المالي لـ«حزب الله» هو جزء من عمل الآلة الرقابية والقانونية الأميركية، كما هو الأمر مع دول أخرى في العالم، ليس فقط السعودية أو الإمارات، كما يوهم أبواق «الممانعة والمقاومة» العتيدة.
بالنسبة لموقف ترمب المنتَظَر تجاه النظام الإيراني، فإننا أمام لحظة فاصلة، وقادة إيران يعلمون ذلك جيداً.
نقل الكاتب أمير طاهري في قراءة له عن كيفية الرد الإيراني على عاصفة ترمب المرتقبة، عن حسين موسوي، الذي وصفه بأحد زعماء جماعات الضغط السياسية الموالية للجمهورية الإسلامية في الولايات المتحدة: «في حالة الصراع مع الولايات المتحدة، سوف تفعل إيران أي شيء على الإطلاق لحيازة اليد العليا».
ويضيف طاهري حول عبارة «أي شيء» التي قالها هذا الناشط الإيراني: «يمكن لطهران إصدار التعليمات لـ(حزب الله) اللبناني باختطاف مزيد من الرهائن في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط، على نحو ما صنعوا من قبل في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي».
القصة حقيقية، ربما نجح بعض ساسة لبنان في «تأجيل» المشكلة، لكن هذا لا يعني إماتتها.
«حزب الله» اللبناني هو «جزء» أصيل من الحرس الثوري الإيراني، والأخير هو المستهدف الأول من المواجهة الأميركية العربية الإسلامية.
في الوقت نفسه، «حزب الله» موجود في «أحشاء» المنظومة اللبنانية، في صلب الجيش والمؤسسات الأمنية والسياسية والنيابية، فكيف يسلم لبنان، الدولة، من ضربات المشارط والمباضع الآتية على الجسد الخميني الإرهابي؟!
تلك هي المسألة.