لم تنجح الاتصالات في عطلة نهاية الاسبوع على أكثر من محور سياسي، في تذليل العقبات من أمام جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم لملف التعيينات، في ظل تمسك رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون بموقفه الرافض تأجيل بت بند التعيينات والاكتفاء بالبحث في الجزء المتعلق منها بانتهاء ولاية المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابرهيم بصبوص.
مصادر مطلعة في التكتل لخصت لـ”النهار” الموقف العوني من الجلسة الحكومية والمواضيع التي ستتناولها بالنقاط الآتية:
– ان التكتل متمسك بضرورة تحديد الموقف الحكومي الرسمي مما يحصل في عرسال وتوفير الغطاء السياسي للجيش ليتولى مسؤولياته هناك. ويعتبر ان موضوع عرسال كان يفترض ان يبحث قبل اسبوعين على الاقل لكنه شهد مماطلة وتأجيلا غير مبررين حتى وصلت الامور الى ما وصلت اليه الآن.
– ان التكتل لن يرضى بأي تمييع لملف التعيينات من خلال المخرج المطروح حاليا لمسألة اللواء ابرهيم بصبوص والرامية الى تأجيل تسريحه حتى يتجنب مجلس الوزراء البحث في تعيين قائد جديد للجيش.
– ان التكتل ليس في وارد الاستقالة من الحكومة او حتى الاعتكاف ولكنه لن يرضى بأي جدول أعمال لمجلس الوزراء قبل إنهاء مسألة التعيينات.
وهذا يعني في رأي مصادر سياسية بارزة أن عون لن يعمد إلى تعطيل الحكومة لسببين، أولهما أنه يدرك أن إستقالة وزيريه فيها لا يؤدي الى سقوطها او تعطيل عملها، والثاني لأن “حزب الله” لن يجاريه في هذا الموضوع نظراً إلى حرصه على الحكومة وعلى إستمرارها في تأدية دورها لما توفره من تغطية شرعية وقانونية له، ولن يكون له مصلحة في الظروف السياسية والامنية الراهنة في شلّها أو تعطيلها.
وتستغرب المصادر إصرار العماد عون على التعجيل في طرح ملف التعيينات ولا سيما في ما يتعلق بقيادة الجيش، فيما لا تنتهي ولاية قائد الجيش العماد جان قهوجي قبل ايلول المقبل، وبالتالي لا يزال ثمة متسع من الوقت لعرض الموضوع “على البارد” وإفساح المجال أمام التوافق السياسي حول تعيين قائد جديد للجيش، خصوصا وأن أي قرار يتخذه مجلس الوزراء قبل 3 أشهر من إنتهاء ولاية قهوجي لا بد أن ينحو في إتجاه تمديد ولايته، وإلا، فإن أي تعيين لقائد جديد للجيش سيخلق حالة من الارباك للمؤسسة العسكرية التي ستصبح على مدى الاشهر الفاصلة عن انتهاء ولاية قهوجي في ايلول، برأسين!
وتلفت المصادر الى أن مرشح عون لهذا المنصب العميد شامل روكز يحظى بقبول “تيار المستقبل” لكنه يصطدم بعائق واحد هو عدم قدرة التيار على السير بروكز ما لم يتراجع عون عن ترشحه للرئاسة. وترى أن تمسك عون بترشيحه للرئاسة مع تمسكه بترشيح روكز لقيادة الجيش يضعف حظوظ الاخير في الوصول الى اليرزة، فيما حظوظ عون في الرئاسة لا تزال قليلة بدورها. وتضيف أن أي تسوية سياسية ستأخذ هذه المعادلة في الاعتبار ستنتهي إلى إقصاء الاسمين والبحث عن اسماء أكثر توافقية. وهذا ما يفسر ربما عدم الاستعجال في بت مصير العماد قهوجي على رأس المؤسسة العسكرية، ولا سيما انه بات واضحاً في بعض الاوساط السياسية ان الحملة العونية لإطاحة قهوجي لا ترمي إلى إستبداله بروكز وإنما الى إستبعاده كمنافس لعون في رئاسة الجمهورية.