ثلاث دوائر انتخابية يكاد يكون فيها فوز الثنائي الشيعي كاسحاً او نظيفاً وبدون لزوم الحشد وقرع طبول المعركة، فتحالف الحركة وحزب الله جنوباً في دائرة صور والزهراني يشبه التسونامي الذي لا يقف بوجهه احد اذ يحصد الثنائي سبعة مقاعد من اصل سبعة حيث لا يمكن لمنافسي الثنائي من اختراقه باي مقعد لعدم استطاعة اي لائحة تأمين الحاصل الانتخابي للمعركة، ودائرة مرجعيون وحاصبيا وبنت جبيل والنبطية التي ان حصلت فيها مفاجأة فلن تتعدى المقعد الواحد الذي سيحصل عليه المرشح الذي يدعمه تيار المستقبل فقط، وغير ذلك فان ثمة دائرة بعلبك ـ الهرمل تشبه الدائرتين التي تشهد اجتياحاً قوياً لتحالف حزب الله وامل ولكن تبدل بعض المعطيات التي ترجح حصول متغيرات على الارض نتيجة القانون النسبي الذي ادخل تعديلات على الخريطة الانتخابية للمنطقة التي كانت منزلة انتخابياً للتحالف الشيعي ورهن ما يختاره ويقرره في هذا السياق سابقاً.
يتحدث العارفون في انتخابات هذه الدائرة عن سيناريو انتخابي مرسوم مسبقاً فالثنائي الشيعي مدرك ما هو فاعل وكيف ستكون تحالفاته فيما حالة من عدم الوضوح تنتظر الآخرين، ومثل كل الدوائر الكل في انتظار ما سيقرره تيار المستقبل بتحالفه مع التيار الوطني الحر على مستوى هذه الدائرة وعن احتمال انضمام القوات الى التحالف او خوض معركة انتخابية تكون القوات خارج التحالف مع المستقبل، وماذا عن وضع المرشح الماروني على اللائحة ، هل يجدد حزب الله التزامه مع النائب اميل رحمه، وماذ سيكون وضع مرشح القوات طوني حبشي وماذا عن المرشح باتريك فخري، فقيام تحالف بين المستقبل والقوات في هذه الدائرة يعطي دفعاً لمرشح القوات الذي يستطيع تأمين حاصل للائحة فيما يتكل مرشح القوات على البلوك القواتي الذي يقدر بسبعة آلاف صوت لترييح معركة مرشح القوات.
في دائرة بعلبك الهرمل ستة مقاعد للشيعة واثنان للسنة ومقعد كاثوليكي ومقعد ماروني، ومن المرجح ان لائحة حزب الله مكتملة العناصر، فيما لم تتضح معالم اللائحة الثانية بانتظار مصير تفاهم المستقبل والقوات وما يريده التيار الوطني الحر.
وفي هذا الاطار لا يمكن تجاهل ترشيحات خارج اطار حزب الله للرئيس السابق لمجلس النواب حسين الحسيني او نجله ولعلي حماده وغيرها من الاسماء التي يفترض ان تتربع على عرش لائحة قادرة على تأمين الحاصل الانتخابي للائحة ويقدر بحوالي 16 الف صوت، حيت يتطلع قواتيون الى انتخابات مختلفة عن السياق السابق نتيجة القانون الانتخابي الذي يشبه المحدلة الانتخابية في منطقة ذات اغلبية شيعية وحيث ترى معراب ان مرشحها الماروني يملك حظوظاً في انتخابات 2018 اذا ما حصلت تفاهمات انتخابية ضمن لائحة تؤمن العتبة الانتخابية، وفي المقابل ثمن يتمسك في مقلب اللائحة الاخرى بالمقعد الماروني وحيث ينقل الذين يلتقون قيادات من حزب الله في هذا الشأن ان معركة المقعد الماروني لا تقل شأناً واهمية عن اي واحد من المقاعد الشيعية الستة او عن المقعد السني او الكاثوليكي وحيث من الصعب ان يتخلى حزب الله عن هذا المقعد حيث سيخوض معركته حتى النهاية، واذ يتردد ان الثنائي الشيعي متمسك بالمقعد الذي زكى له دائماً مرشحيه في المنطقة البقاعية الحساسة والقريبة من سوريا وحيث يتردد ايضاً ان لا مشكلة لدى الحزب بخسارة احد المقاعد الشيعية فيما يصعب عليه خسارة المقعد الماروني واكثر من ذلك فان حزب الله يفضل فوز المستقبل على فوز القوات، فان القوات من جهة ثانية تعول في حال تأمينها الحاصل الانتخابي على قدرتها على الفوز بالصوت التفضيلي اذ باعتقاد القوات ان وجود مرشحين شيعة (ستة) سيؤدي الى تشتيت البلوك الشيعي والى تقسيمه على كل المرشحين وهذا ما يعطي فرصة في حال تأمين التحالف القوي على متن لائحة متماسكة وشركاء انتخابيين لتحقيق اختراق.
دائرة بعلبك الهرمل هي ام المعارك رغم وضوح الصورة الانتخابية فيها، ويمكن الركون وفق اوساط سياسية الى المعطيات التالية في المسار التحضيري للمعركة:
ان نتائج الانتخابات في المقاعد الشيعية محسومة نتائجها مسبقاً، ولكن يصعب تحديد ما اذا كان سيحصل اختراق في الدائرة التي تعتبر الخزان الاكبر للمقاومة وحجم هذا الاختراق، وما اذا كان الخرق سيطال اكثر من مقعدين (سني وماروني) وفق الترجيحات.
ان المقعد الماروني في هذه الدائرة هو محط اهتمام كل القوى السياسية فحزب الله متمسك به الا اذا اقتضت التحالفات وطبيعة مجريات المعركة او المقايضة في مواقع أخرى مقايضته انتخابياً، كما ان التيار الوطني الحر يتطلع باهتمام الى هذه الدائرة الحساسة رغم كون منطقة دير الاحمر قواتية الطابع، القوات تتطلع الى التغيير بالاتكال على القانون الجديد، وهنا يتبارز المرشحون لهذا المقعد النائب اميل رحمة المقرب والمتلاحم مع حزب الله والمرشح المحتمل لحزب الله وللتيار الوطني الحر خصوصاً وان رحمة انتخب مرشحه للانتخابات الرئاسية، وباتريك فخري الذي هو على علاقة جيدة بمكونات 8 آاذر، ومرشح القوات انطوان حبشي.