Site icon IMLebanon

“حزب الله”: عون “حليفٌ” لنا وفرنجيه “واحد منّا”!

قبل الجواب عن سؤال: أين يقف “حزب الله” بين نائب زغرتا سليمان فرنجيه وزعيم “التيار الوطني الحر” العماد ميشال عون المتنافسين على رئاسة الجمهورية علانية بعد الترشيح غير الرسمي للأول الذي أقدم عليه أخيراً زعيم “تيار المستقبل” الرئيس سعد الحريري، قبل ذلك لا بد من الإشارة الى أمرين زادا شكوك “الحزب” في الترشيح المذكور وفي التغطية السعودية والمباركة الدولية له. الأول إقدام إدارة القمر الفضائي “عربسات” على حجب “قناة المنار” الناطقة باسم “الحزب” والمروّجة لسياساته ومواقفه، في الوقت الذي أبدت موافقتها على رئاسة فرنجيه. والثاني إدراج المملكة العربية السعودية مجموعة قياديين في الحزب ومناصرين له على لائحتها الخاصة بالإرهاب. فقرار “الحجب” اعتبره قادة “الحزب” ورسميون لبنانيون سعودياً رغم كون “العربسات” مؤسسة تجارية لأن المملكة تمتلك أكثرية أسهمها، ولأن مبرره كان تهجماً غير مقبول عليها من أحد ضيوف “المنار” قبل خمسة أو ستة أشهر. كما اعتبروا أنه تم “بتطنيش” أو بعدم معرفة جامعة الدول العربية ووزراء الاعلام العرب به. والأمران لا يمكن قبولهما، علماً أنه لا يمكن قبول تجاوز الصلاحية الذي قامت به إدارة “العربسات” بوحي سعودي. أما قرار الإدراج على لائحة الارهاب فعنوانه منه وفيه كما يُقال. ورغم أن كثيرين يعتقدون أنه قد يكون مبرَّراً فإن هناك إجماعاً على أن توقيت القرارين غير موفّق إلا اذا كان القصد منه إظهار إيجابية تجاه أميركا وفرنسا ولبنان في الموضوع الرئاسي اللبناني وضرب المبادرة – التسوية التي قدمها حليفها بل ابنها سعد الحريري بعد أخذ موافقتها عليها.

الى ذلك يشير متابعون لبنانيون جدّيون لـ”حزب الله” من قرب الى أن أمانته العامة وقيادات أخرى فيه، لم تصدق الأخبار التي روّجتها جهات إعلامية وسياسية عن لبنانية المبادرة، والتي اعتبرت أن عرّابيها الأساسيين هما رئيس مجلس النواب نبيه بري والزعيم الدرزي الأبرز وليد جنبلاط. ذلك أن المعلومات التي توافرت لها أشارت الى “طبخة” أميركية شاركت فيها السعودية أو قبلتها، وتدخلت فيها فرنسا والفاتيكان. كما أشارت الى أن القطبين اللبنانيين المذكورين علما بواسطة “أنتيناتهما” بما يجري فالتقطاه وتبنياه واندفعا لتسويقه. كان دافع بري أنه في معركة “كسر عظم” مزمنة مع عون، ودافع جنبلاط كان اقتناعه بأن التسوية وحدها يمكن أن تنهي الشغور الرئاسي.

أما في موضوع المرشَحَين عون وفرنجيه فإن المتابعين أنفسهم يشيرون الى الآتي:

1 – لا يمانع “حزب الله” أساساً في مبادرة تسووية للرئاسة. فأمينه العام السيد حسن نصرالله كان المبادر الى الدعوة الى تسوية وطنية “شاملة” لكنه يريد أن تطلع التسوية من عنده أو بالتفاهم والتشاور معه، كي لا تُمرَّر فيها أمور غامضة يمكن أن تؤذيه لاحقاً، ولا سيما في ظل الشكوك القائمة بينه وبين الحريري ومع السعودية وأميركا.

2 – زار المرشح سليمان فرنجيه السيد حسن نصرالله قبل زيارته باريس (التقاه أيضاً ليل الخميس الماضي) وشرح أسبابها ودوافعه الى القيام بها. وقال له: “إن حظوظه الرئاسية اليوم أكبر من حظوظ العماد عون، وأطلعه على ما أبلغه إياه السفير الأميركي السابق ديفيد هيل من مواقف إيجابية وعلى دعوته إياه لزيارة أميركا، وعلى ما أبلغته إياه أيضاً مسؤولة أميركية زارت لبنان. وأخبره عن الموقف الايجابي السعودي من ترشيحه وكذلك عن تبني الحريري له. فكان جواب نصرالله: “هل تثق بوعودهم؟ لقد قالوا أكثر من ذلك للعماد عون وقدموا وعوداً أكثر لكنهم لم يعطوه شيئاً. كان همّهم أخذه من الفريق الذي يتحالف معه وفي مقدمه “حزب الله”، ولاحقاً أخذ “الحزب” من إيران الاسلامية والولي الفقيه فيها. وقد يكون همهم أخذك أنت بعدما فشلوا مع عون. على كل إذا كان كل هؤلاء جديين فليعطوك شيئاً مكتوباً. وتذكّر أنهم رغم وعودهم لعون لم يعطوه حتى بقاء شامل روكز عميد المغاوير في الجيش، ولم يعطوه الرئاسة”. طبعاً كان رأي نصرالله أن لا يلبي فرنجيه دعوة الحريري الباريسية، لكنه لم يطلب منه عدم تلبيتها. ثم ترك له الحرية وزوّده بالكثير من التحذيرات.

3 – لسليمان فرنجيه موقع مميّز جداً في “حزب الله” وعند الرئيس بشار الأسد وهو متقدّم على الأكثرية الساحقة من حلفائهما. وقد عبّر قادة الحزب عن ذلك بالقول “إنه واحد منا في حين أن عون حليف مهم واستراتيجي وموثوق جداً به لنا”. والفرق بين الوصفين واضح، وهو يكشف مدى حرصهم عليه.

ما هي الأسباب الأخرى للموقف المعروف لـ”حزب الله” من مبادرة الحريري ترشيح فرنجيه لرئاسة لبنان؟