Site icon IMLebanon

كيف تخطى حزب الله التشويش على الـ «جي.بي.أس»؟ 

 

 

على ايقاع الغارات والمعارك المستمرة في اطار الحرب «الاسرائيلية» الوحشية والمفتوحة في الطريق نحو ارساء «شرق اوسط جديد»، بحسب ما يبتغيه الاميركي و “الاسرائيلي»، وفي ظل تعثر كل مبادرات رفع العتب الديبلوماسية وغياب تلك الجدية منها، انطلق مؤتمر باريس لدعم لبنان انسانيا، في وقت تنهمك فيه اجهزة المخابرات الدولية و “الاسرائيلية» في تقييم مراحل الحرب حتى الساعة، وتحديد مكامن القوة والضعف لكل فريق.

 

فاستهداف قاعدة «بنيامينا» للتدريب التابعة «للواء غولاني»، بينت ان قدرة حزب الله الاستخباراتية والاستعلامية كبيرة جدا، والاهم دقيقة لجهة تحديد الاحداثيات الدقيقة للاهداف، وهو ما يتطلب اكثر من مجرد طلعات لمسيرات الهدهد الاستطلاعية وغيرها، ذلك ان تحديد موقع غرفة الطعام، وحجم التواجد العسكري فيها، ان دل على شيء، فعلى ان ثمة خرقا بشريا على الارض، قادرا على تعزيز المعلومات المستقاة من المسيرات، بناء على تحليل ما تلتقته من الصور.

 

امر اظهرته من جديد عملية استهداف منزل رئيس وزراء العدو «الاسرائيلي» بنيامين نتانياهو، والتي طرحت الكثير من التساؤلات، خصوصا مع لجوء الجيش «الاسرائيلي» الى التشويش على نظام «جي.بي.اس»، الاساسي والضروري في ما خص المسيرات والصواريخ الدقيقة، علما ان «تل ابيب» تستخدم نظاما خاصا لتحديد المواقع، وهو ما منع حزب الله حتى الساعة من تعطيل الملاحة الجوية في «اسرائيل»، ولكن لا احد يعلم ماذا تخبىء المقاومة من مفاجآت للعدو.

 

وتشير مصادر مطلعة الى ان الاجهزة المعنية توصلت الى خلاصتين اساسييتين في هذا المجال:

 

– الاولى: ان طهران وعبر اقمارها الاصطناعية ساهمت بتقديم المساعدة لجهة نقل الصور وتأمين الاحداثيات.

 

– الثاني: ان كل من روسيا والصين، تملكان انظمة تحديد مواقع خاصة حول العالم، سمح في بعض المرات لحزب الله عبر طهران باستخدامها، وهو ما نفته موسكو.

 

وتؤكد المصادر ان هذه الامور وغيرها دفعت بالمعنيين الى الحديث عن ان الحرب الحالية هي حرب امنية اكثر منها عسكرية، وبالتالي الكلمة الفصل فيها لن تكون للميدان، مستندة الى ان اجهزة المخابرات الغربية وفي اطار تقييماتها، كان سبق وتوصلت الى قناعة راسخة بان التوازن العسكري لن يكون بالامكان ضربه لهزم حزب الله، القادر على الصمود والقتال لاشهر، والذي قدّرته المخابرات الفرنسية بقرابة الشهرين.

 

وقد بينت كل التقييمات التي اجرتها الاجهزة الامنية وتقديرات الموقف امور ثلاثة عسكرية لا يمكن تجاهلها:

 

– الاول: الذخيرة الفردية (روسية الصنع) التي استخدمها مقاتلو الحزب خلال العمليات القتالية في سوريا، وهي قادرة على اختراق السترات الواقية التي يعتمدها الجيش «الاسرائيلي»، والتي لم يقم باي عملية ملائمة بينها وبين الرصاص الجديد الذي دخل الخدمة لدى الحزب، وهو ما شكل ثغرة كبيرة في الاستراتيجية «الاسرائيلية» الجديدة ، التي قامت على التخفيف من استعمال المدرعات، نتيجة صواريخ «الكورنيت» و “الماس» التي عطلت عمل الميركافا والعقيدة القتالية «الاسرائيلية الفردية». وهي معضلة تواجه وحدات النخبة التي تحاول التقدم حاليا على الجبهة الجنوبية.

 

– الثاني: قدرة ومرونة التكامل بين الاذرع العسكرية للحزب، من قوات نخبة، استطلاع، هندسة، صاروخية، ومضاد للدروع، القادرة على التعاون فيما بينها، حتى في اطار العمل كمجموعات صغرى، حيث جرى تدريب المقاتلين على اكثرمن مجال واختصاص.

 

– الثالث: هي نتيجة توصلت لها لجنة «فينوغراد» عقب انتهاء حرب 2006 والتي توصلت الى خلاصة: ان سرعة اطلاق النار لدى مقاتلي حزب الله واستجابتهم للخطر، تفوق تلك التي هي لدى الجنود «الاسرائيليينن»، فرغم كل المناورات التي جرت طوال تلك السنوات، بقيت تلك الثغرة ولم ينجح التعامل معها، وهو ما بينته التحقيقات التي جرت في فشل اكثر من عملية تقدم على المحاور راهنا.