IMLebanon

مناورة عيون السّيمان

 

لبنان الذي يعيش في قلب الخطر منذ السنوات الثلاث الماضية وجد نفسه أمس الأحد وجهاً لوجه مع ما هو أخطر بكثير من كلّ ما مرّ به بعد المناورة التي انكشف أمام اللبنانيّين عموماً والمسيحيّين خصوصاً أمس الأحد تنفيذ حزب الله لها.. والصّمت الذي عمّ لبنان بالأمس متجاهلاً مناورة حزب الله هو صمتٌ متآمر على لبنان سواءً كان صمتاً سياسيّاً أو أمنيّاً هو شريكٌ في هذه المناورة الخطيرة. لو جاءت مناورة حزب الله جنوباً لقلنا هذه جبهة العدوّ الإسرائيلي، ولكن أن تأتي على جبهة داخليّة فإنّ الأمر يستدعي الجهر بخطورة نيات حزب إيران في لبنان!

 

من يتفرّج على صلف وتكّبر نائب حزب الله الحاج محمد رعد يُدرك أن حزب الله مستمرّ في الكذب على بيئته أولاً، وأنّه فرغ من وضع يده على لبنان نهائياً، إذ يستخدم رعد مفردات مثل “بلدنا.. شعبنا” وكأنّ الشعب اللبناني تمّ إسقاطه من حسابات الحزب، وأنّ ما يعنيه فقط هو “شعبه” ويقصد به بيئته فقط! وفي لغة النّائب محمد رعد الفاضحة الادّعاء زوراً وكذباً أنّ “هناك أزمة على المستوى الوطني”، وأنّ “هذه الأزمة لا تتحمّل مسؤوليتها المقاومة”.. أيّ مقاومة هذه التي تخترع أعداء من الهواء لتضفي على نفسها شرعيّة كاذبة ومزوّرة!!

 

من المضحك أن يستحضر النّائب محمد رعد “إسرائيل” فهي المنقذ للحزب الكاذب يستعين بها في أزماته لأنّها مبرّر وجوده وترسانته صواريخه ومبرّر تمسّكه بسلاحه، حيث يعلن وبمنتهى الوقاحة شعاره قبيل كلّ إطلالة لأمينه العام حسن نصرالله “لن نترك السّلاح”؛ ويستمرّ الحزب في الكذب على شعبه وبيئته وعلى اللبنانيّين إذ يعود الحاج محمّد رعد إلى أكذوبه لا يزال حزب الله متمسّكاً بها فيتساءل: “من كان يحلم بأنّ إسرائيل تخرج من بلادنا من دون اتفاقية سلام؟” مع أنّ الحقيقة التي يعرفها العالم كلّه هي أنّ إسرائيل اتّخذت قرار الانسحاب من جانب واحد ومن دون مفاوضات من جنوب لبنان ليخسر المفاوض السّوري ورقة ضغط يفجّر بها جبهة الجنوب ليبتزّ المفاوض الإسرائيلي، وهذا حدث عام 1993 وعام 1996، وفي كلّ المرّات دفع شعب الجنوب الثمن من دماء أبنائه، ولا يزال حزب الله يسمّي الانسحاب انتصاراً، مع أنّ الحزب والمفاوض السّوري وكلّ جوقة الحزب في لبنان رفضت هذا الانسحاب الإسرائيلي، والصحف قبل تاريخ 25 أيار تشهد بهذا، فكيف يكون انتصاراً التمسّك ببقاء الاحتلال الإسرائيلي ورفض انسحابه؟!

 

رسالة مناورة عيون السّيمان خطيرة جدّاً وأكثر من جدّاً، بالأمس استوقفنا تحليل استراتيجي نشره عبر موقع فايسبوك أحد خبراء الجبهات الصعبة في الحرب، وأحد خبراء حماية الشخصيّات والّذي نعتبره صرخة تحذير في وقت خرست فيه بالأمس أصوات المؤسّسات العسكريّة والأمنيّة، الأمر الذي يجعل السّؤال ملحّاً: من يحمي الشعب اللبناني من حزب الله وخطورة ما يخطّط له؟ جبهة عيون السّيمان كانت الطّريق الآمن الذي أنقذ زحلة عام 1980 واستخلصها من براثن الاحتلال السّوري، فمن ينقذ عيون السّيمان من مخطّط الاحتلال الإيراني؟

 

“المناورة التي نفّذها حزب إيران أمس (المحاكاة) العملانيّة لفحص جهوزيّته من حيث العدّة والعديد والوقت القياسي الذي يلزمه للسيطرة على سلسلة جبال لبنان الغربيّة تُظهر نيات الحزب العدوانيّة للتوسّع والانتشار شرقاً في أيّ وقت يُريده.

 

العبرة التي استخلصها الحزب من غزوة عين الرمّانة أنّ التوسّع شرقاً في قتال شوارع دونه محاذير وخسائر مكلفة، لذا قرّر الانتشار والتوسّع شرقاً، وسوف يعتمد السّيطرة على السلسلة الغربيّة لسهولة بقعة العمليّات المفتوحة، سيّما وأنّ ظهره محمي، وخطوط إمداده مؤمّنة من جهة البقاع وبعلبك الهرمل، ممّا يعطيه أفضليّة بالسّيطرة بالنّار على كامل جرد وساحل كسروان وجبيل وقطع أيّ إمداد عبر البحر أو السّاحل بين المناطق التي ليست خاضعة له.

 

على المعنيّين أخذ ما يحصل بجديّة لخطورته الكبيرة.. هذا كلام جدير بوضعه على طاولة الأجهزة العسكريّة والأمنيّة ودراسته بتأنٍّ شديد، على اعتبار أنّها المسؤولة عن أمن اللبنانيّين وحمايتهم، وإلّا “شو بتشتغل هذه الأجهزة”؟!