IMLebanon

ثلاثية “حزب الله” الجديدة ” شعب وصهاينة ومقاومة”

 

 

مُحيِّرٌ “حزب الله” في أدائه وسلوكه، ولا سيما بعد هزيمته في حربه “الإسناد والمشاغلة”، فهو، من جهة، يريد أن يكون “الدولة والمسيطِر”، وهو، من جهة ثانية، يريد أن “يحتمي” بالدولة، بعدما فقد السقوف التي يستظلها، من السقف القيادي إلى سقف “نظام الأسد”، وانطلاقاً من هذا المعطى يبدو مربَكاً، فهو يريد الجيش اللبناني في بلدة حوش السيد علي، لكن حين يصل الجيش، إلى البلدة، فإن “الحزب” لا يتوانى عن إطلاق “بيئته الحاضنة” لإطلاق الشتائم وأبشع النعوت في حق الجيش، وصولاً إلى اتهام ضباطه وعناصره بـ “العملاء والصهاينة”.

 

 

 

ماذا يريد “حزب الله”؟ عملياً، يريد أن يعود إلى ما كان الوضع عليه قبل الثامن من تشرين الأول 2023، يوم انغمس في حرب “الإسناد والمشاغلة” غداة بدء حرب “طوفان الأقصى”، لكن التاريخ لا يعود إلى الوراء ولا سيما في الحروب، فكل شيء تغيَّر:

 

 

 

“حزب الله” فقدَ أمينين عامين، السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، وفقد جميع القادة الميدانيين من الصف الأول، وعددهم يتجاوز الثلاثين قيادياً، وأكثر من مئة وعشرين من المسؤولين الميدانيين من الصف الثالث، وأصبح الكثيرون وبالمئات، خارج الخدمة ممن انفجرت بهم أجهزة  “البيجر”، وفقد ترسانته المسلحة من أَنفاق ومستودعات ذخيرة في جنوب الليطاني.

 

 

 

هذا على المستوى الداخلي، المستوى الخارجي لا يقل أهمية، خسر “حزب الله” ما يمكن تسميته “الرافعة السورية” من خلال سقوط “نظام الأسد”، ففقد العمق الاستراتيجي واللوجستي. ارتد إلى الداخل اللبناني، فحاول إحياء معادلته الشهيرة التي تقوم على ثلاثية “الشعب والجيش والمقاومة”، عند هذا الحد وقعت الإشكالية، كيف يتمسَّك بهذه الثلاثية، فيما هو يشكك بأحد أضلعها، وهو الجيش الذي وصف ضباطه وعناصره بأنهم “عملاء صهاينة”، هكذا انقلبت المعادلة لتصبح”شعب وصهاينة ومقاومة”! في هذه الحال يقع “حزب الله” في مأزق، إذ كيف يخوِّن الجيش ثم يطالب باحتضانه؟

 

لا يكفي أن يعيد “حزب الله” سردية “احتضان الجيش”.

 

 

 

شيء واحد مطلوب من “حزب الله”، ليس الاحتضان فحسب، بل التسليم بحقيقة “احتكار الجيش اللبناني للسلاح”، ما لم يصل إلى هذا المستوى من التعاطي مع الشرعية، فإن لغة التخاطب التي يستخدمها نواب “حزب الله” وآخرهم حسين الحاج حسن، لا تعدو كونها محاولة تغطية على الإثم الذي ارتكبته بيئة “حزب الله” في تخوينها للجيش في حوش السيد علي.