Site icon IMLebanon

ردّ حزب الله يرسم قواعد اللعبة

 

تجزم معلومات ديبلوماسية، بأن الساحة اللبنانية، كما المنطقة بأكملها، على أبواب مواجهة كبيرة، خصوصاً وأن حظوظ التفجير تكاد تتساوى مع حظوظ التسوية الإقليمية، لكنها تلفت إلى أن اي انزلاق نحو الحرب على صعيد واسع، وبشكل خاص في لبنان، ليس مدرجاً على روزنامة المنطقة. وبالتالي، تشير المعلومات، إلى أن أي تصعيد عسكري سيبقى مضبوطاً من ناحيتي الزمان والمكان في المرحلة المقبلة، في ضوء المؤشّرات الواضحة التي برزت في الساعات ال48 الماضية، من خلال المواقف الدولية والإقليمية التي تقاطعت عند رفض الحرب وتوجيه الرسائل الحازمة إلى العدو الاسرائيلي بوجوب التوقف عن خرق السيادة اللبنانية، وذلك بصرف النظر عن الإلتزام الأميركي بدعم «إسرائيل»، وإنما من دون تكرار أية سيناريوهات حرب إسرائيلية سابقة على لبنان، انطلاقاً من الفروقات الكبيرة ما بين مراحل الحروب السابقة والمرحلة الحالية. وإذ تستبعد المعلومات الديبلوماسية حصول أية تغييرات في قواعد الإشتباك الحالية، وذلك بصرف النظر عن العملية التي قد تحصل في أي توقيت للردّ على العداون الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية فجر الأحد الماضي.

 

وعلى الرغم من حصول تبدّل في المناخ الديبلوماسي الغربي إزاء الوضع اللبناني، فإن المعلومات نفسها تكشف عن أن الدعم الأوروبي، وبشكل خاص الفرنسي، المستمر في السياق الإقتصادي، ينسحب على الوضع الأمني، وإن تراجع الحراك السياسي الغربي في بيروت في الشهر الماضية ونشط فقط في الأيام القليلة الماضية.

 

وعليه، فإن التوتر القائم منذ عطلة الأسبوع الماضي، لا ينفي حقيقة الأمر الواقع، وهي أن عواصم القرار الغربية لا تريد الحرب فعلاً، وأن الجهة الوحيدة التي تسعى باتجاه التفجير هي «إسرائيل» التي تريد أن تكون حربها المقبلة ورقتها الرابحة في انتخابات رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو. وبالتالي، تتوقع المعلومات الديبلوماسية نفسها، أن تفسح الأيام المقبلة في المجال واسعاً أمام مسار التفاوض على جبهة الإشتباك الإيراني ـ الأميركي، وهو ما من شأنه أن يرفع منسوب الخروقات الإسرائيلية للمعادلات الحالية، سواء في لبنان أو في ساحات المنطقة، بدليل ما سُجّل من أحداث متتالية في العراق وسوريا ولبنان أخيراً.

 

وفي هذا المجال، فإن المسؤولية تكاد تكون مضاعفة على كل الأطراف الإقليمية، كما الدولية، تقول المعلومات الديبلوماسية، من أجل الوقوف في وجه «السيناريو الإسرائيلي» الهادف إلى توسيع نطاق عملياتها لأغراض متصلة باستحقاقاتها الداخلية من جهة وتحالفاتها الإستراتيجية من جهة أخرى، علماً أن الترقّب هو العنوان الأبرز اليوم، كما تقول المعلومات نفسها، التي لاحظت أن المناخ السائد على الجبهة الجنوبية قد بات رهينة الردّ الذي ستقوم به المقاومة، والذي سيحدّد طبيعة المعادلة المقبلة، وإن كان اكثر من طرف ديبلوماسي قد بات على قناعة بأن ما من انزلاق نحو الحرب.

 

لذا، فإن الأيام القليلة المقبلة، كفيلة بتوضيح المشهد الجنوبي في ضوء قواعد اللعبة الجديدة التي سيرسمها ردّ حزب الله على هجوم الضاحية.