IMLebanon

ردّ حزب الله على اغتيال شكر لن يتغيّر مع التصعيد “الإسرائيلي” تجاه لبنان و”عرقلة” المفاوضات

 

لا يزال حزب الله يُمارس الحرب النفسية والإعلامية على العدو “الإسرائيلي”، إذ لم يرد حتى الساعة على اغتيال المستشار العسكري للأمين العام للحزب فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت. وإذ اعتبر البعض أنّ “الإسرائيلي” قام بخطوة إستباقية من خلال ضرب مخازن أسلحة تابعة للحزب في بعلبك- الهرمل، ردّ الحزب على هذا الإعتداء بتكثيف إطلاق الصواريخ على شمال فلسطين المحتلة والجولان. وهذا يعني بأنّ القصف المتبادل بين الحزب و”إسرائيل” وصل الى سقف أعلى، مع استمرار التوتّر عند الجبهة الجنوبية. ما يعني أنّ المفاوضات بشأن الهدنة في غزّة وصفقة تبادل الأسرى التي لا يزال الأميركي يسعى الى إبرامها، لم تؤثّر بشيء على المواجهات العسكرية في جنوب لبنان.

 

مصادر سياسية متابعة تحدّثت عن أنّ جهود وقف إطلاق النار في غزّة مستمرّة، رغم عدم توصّلها الى أي نتائج إيجابية حتى الساعة، لا سيما في ظلّ إصرار “الإسرائيلي” على هدنة مؤقتة لأسابيع، وتأكيده على أنّ تكثيف الضغوطات والعمليات العسكرية من شأنه أن يوصل الى الإفراج عن المحتجزين. علماً بأنّ 6 “إسرائيليين” قُتلوا أخيراً بالغارات على القطاع، ولا يزال “الإسرائيلي” يرفض وقف إطلاق النار بشكل كامل والإنسحاب من القطاع، ويُطالب بمعرفة عدد الرهائن الأحياء وعدد الأموات، كونه، وفق المعلومات، لن يعقد صفقة لاستلام جثث، رغم مخالفة هذا الموقف من قبل أهالي الأسرى.

 

وكان يؤمل، على ما أضافت المصادر، أن تؤدّي المفاوضات في حال توصّلت الى إبرام صفقة تبادل الرهائن، الى التخفيف من حجم ردّ جبهة المقاومة على عمليتي اغتيال شكر، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، غير أنّ ما أدّت اليه من فشل مبدئي، رغم تمسّك الولايات المتحدة الأميركية على ما تُعلن، بأنّها تود فعلاً التوصّل الى هدنة في الشرق الأوسط، جعل التصعيد سيّد الموقف. فقد صعّد “الإسرائيلي” من خلال استهدافه 3 مخازن للأسلحة لحزب الله في البقاع، أي الضرب في عمق الأراضي اللبنانية، ما استتبع ردّاً من قبل الحزب الذي أطلق 80 صاروخاً في اتجاه شمال فلسطين المحتلّة من قبل العدو، والجولان المحتلّ أيضاً.

 

ويبدو واضحاً، على ما أفادت المعلومات، أنّ حزب الله لا ينوي التصعيد، سيما وأنّه لا يزال يردّ على الإعتداءات “الإسرائيلية” ضربة مقابل ضربة، لأنّه يترك الباب مفتوحاً أمام نجاح المفاوضات ووقف إطلاق النار في غزّة، الذي يُشكّل المطلب الأول لجميع جبهات “الإسناد”. في الوقت الذي يذهب فيه “الإسرائيلي” الى توتير الجبهة الجنوبية أكثر فأكثر وتوسيع رقعة استهدافاته، لتطال مناطق خارج “قواعد الإشتباك”.

 

أمّا كلّ ما يعلنه العدو على لسان تصريحات المسؤولين فيه، على ما شدّدت المصادر نفسها، فليس سوى لذرّ الرماد في العيون، وللإدّعاء بأنّه لا يخشى من ردّ الحزب على اغتيال شكر. في حين أنّ الحقيقة هي خلاف ذلك تماماً، ولهذا يقوم بالتصعيد في اتجاه لبنان، رغم مطالبته من دول الخارج بخفض التوتر، ورغم استمرار الجهود الدولية والإقليمية والعربية لإنجاح المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزّة.

 

من هنا، لا يزال حزب الله يدرس خيارات الردّ على “الإسرائيلي”، ويجعله ينتظر ردّه المدروس والدقيق، على ما أكّدت المصادر عينها، والذي لا يجرّ لبنان الى حرب شاملة عليه. ولعلّ هذا ما يستثير غضب العدو ويجعله يقوم بالإعتداءات الكبيرة على لبنان، من خلال ضرب مخازن أسلحة الحزب في خارج “قواعد الإشتباك”، وعلى قطاع غزّة حيث ضرب مراكز للإيواء، على ما فعل سابقاً ويستمرّ بجرائمه من دون أن يخشى من المجتمع الدولي ولا من الأمم المتحدة، رغم محاكمته بارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية في محكمة العدل الدولية في لاهاي. ومن الواضح أنّ الأميركي ينحاز “للإسرائيلي”، وإلّا لكان أرغمه فعلاً على إنهاء هذه المهزلة التي تقتل الأطفال والنساء والضحايا المدنيين الأبرياء بشكل يومي وبالمئات، بحجة “القضاء على حماس”…

 

من هنا، فما يحاول “الإسرائيلي” إرساله الى جبهة المقاومة، على ما نقلت المعلومات، من “رسائل ردعية”، لن تجعلها تغيّر موقفها من ضرورة طلب الوقف الشامل لإطلاق النار في غزّة قبل أي أمر آخر يتعلّق بصفقة تبادل المحتجزين، ولا من الردّ على عمليتي اغتيال هنية وشكر، قبل أي حلّ ديبلوماسي وعسكري عند الجبهة الجنوبية، يلي إبرام الصفقة.