Site icon IMLebanon

سلاح حزب الله ووجهة استعماله سبب الخلافات الداخلية

 

مخاطر الحرب تزيد من انقسام اللبنانيين بدل من أن توحدهم في مواجهة التحديات

 

لم تبدل التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة،بشن حرب واسعة النطاق ضد حزب الله في لبنان،ردا على اشعاله جبهة الجنوب منذ أشهر منذ عملية طوفان الأقصى، في المزاج السياسي الداخلي، او تحدث تغييرا ملموسا في خارطة توزيع القوى السياسية، باستثناء اختراقات محدودة، لا تقدم ولا تؤخر في المشهد السياسي العام، بالرغم من المخاطر والتداعيات السلبية، التي تلوح بالافق، والتحديات التي يمكن ان يواجهها لبنان، جراء اندلاع مثل هذه الحرب، بل يلاحظ بوضوح أن الخلافات السياسية والانقسام الحاصل، مايزال على حاله، وانما اشتد وطأة عما قبل، وكأن مثل هذه الحرب اذا نشبت،لا تستدعي حدا ادنى من التوافق،وتجاوز الخلافات، والتقارب بين القوى السياسية، لمواجهتها وافشال اهدافها .

هذا الواقع يتعارض مع تعاطي اي دولة تتعرض لخطر مماثل من اي عدو خارجي في الحالات العادية، بينما يبدو الوضع في لبنان مختلفا، لسبب اساس، وهو وجود سلاح غير شرعي في عهدة حزب الله، يتفرد باستعماله، لمصالح وغايات ايرانية على حساب لبنان وامنه واستقراره ومصالح الشعب اللبناني، تارة باستعمال السلاح لترهيب الخصوم، والهيمنة على الواقع السياسي وقرارات الدولة وتعطيل الاستحقاقات المهمة، وتارة باشعال جبهة الجنوب بقرار ايراني، وبمعزل عن ارادة وتوجهات الدولة اللبنانية،بذريعة دعم الشعب الفلسطيني في غزة،كما اظهرت ممارسات وارتكابات الحزب بالداخل والخارج طوال العقود الماضية.

 

ومنذ اشعاله جبهة الجنوب، وما تسبب به من خراب ودمار في الممتلكات وسقوط مئات الشهداء والجرحى، وتهجير ابناء المناطق والبلدات المحاذية للحدود اللبنانية، الى تغيير ادائه السياسي بالداخل اللبناني، لم يبدل ممارسته السياسية، بل امعن في مصادرة قرار انتخاب رئيس الجمهورية، الذي تولاه منذ بدء الشغور الرئاسي، بدلا من تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن، ليتولى الاهتمام مع الحكومة الجديدة، بالتصدي للعدوان الاسرائيلي وافشال تداعيات الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.

 

وقد اظهر حزب الله باستمرار تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، بعدما ربطها بانتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، بالرغم من كل المحاذير والتداعيات السلبية، انه لا يأبه للدعوات السياسية وكل المناشدات، لتحقيق الحد الادنى من التقارب مع خصومه، لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، ويثبت بانه يحرص على مصالح اللبنانيين ويتصرف استنادا لمصالحهم، وليس لمصالح ايران الخارجية على حساب اللبنانيين.

هذا التصرف وتجاهل مصالح الشعب اللبناني، قوبل بالرفض والاعتراض من قبل السياسيين المعترضين والرافضين لتفرد حزب الله باستعمال سلاحه غير الشرعي خارج مصلحة لبنان، وأدى الى استمرار الانقسام السياسي الداخلي، وزيادة التباعد مع الحزب، بدلا من التقارب وتوحيد القوى السياسية لمواجهة التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة، والوقوف معا للتصدي لأي عدوان يتعرض له لبنان،بحجة التصدي لحزب الله.