IMLebanon

تراتبية جدول الأعمال تهدّد المحادثات اليمنية في الكويت

 – الكويت:

بعد أربعة أيام من التعثّر نتيجة تلكؤ وفد ممثلي الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح عن الحضور إلى العاصمة الكويتية، انطلقت أمس محادثات السلام اليمنية في الكويت برعاية الأمم المتحدة التي أعلنت، في بيان لها، انها ستتركز على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم  2216، وإمكانية وضع إطار يمهد الطريق لعملية سلمية ومنظمة استنادا إلى مبادرة مجلس التعاون الخليجي ونتائج مؤتمر الحوار الوطني.

واستهلت المحادثات عند السابعة من مساء أمس في قصر بيان، بجلسة افتتاحية بحضور رئيس مجلس الوزراء بالانابة ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح وبمشاركة جميع اطراف النزاع، واتسمت بالطابع البروتوكولي وتم نقلها مباشرة على الهواء، وتخللتها كلمتان، واحدة للمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي أشار إلى ان «جولة المشاورات سوف تنطلق من النقاط الخمس  النابعة  من قرار مجلس الأمن ٢٢١٦ ومن جدول الأعمال المتفق عليه  والمعمول به في جولة مشاورات بيال (سويسرا) في كانون الثاني ٢٠١٥، ورؤيتنا في الامم المتحدة أن  هذه النقاط غير متسلسلة في التنفيذ بل نرى أنه سيتم النقاش بها بشكل متواز في لجان عمل تدرس آليات تنفيذية بهدف التوصل إلى اتفاق واحد شامل يمهد  لمسار سلمي ومنظم بناء على مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.

ودعا ولد الشيخ أحمد المتحاورين للحضور إلى الجلسات بحسن نية ومرونة من أجل التوصل إلى حل سياسي ومخرج نهائي من الأزمة الحالية، مؤكداً ان طريق السلام قد يكون شائكا ولكنه سالك وممكن، والفشل خارج المعادلة، والتباين في وجهات النظر جائز، ولكن هناك حلول وسط، والثغرات كثيرة ولكن بالأفكار البناءة ممكن معالجتها، والتحديات قد تعرقل المسار إنما الحلول متوفرة، والاختلافات موجودة ولكن ممكن التوفيق بينها. فمعظم أنظمة العالم تبني على تنوع مكوناتها السياسية وتحولها إلى منحى ايجابي في سياساتها.

 وأكد ان خطة العمل المطروحة تشكل هيكلية صلبة لمسار سياسي جديد سوف يساعد اليمن واليمنيين على الاستقرار والعيش بسلام. ولا شك أن التوصل إلى حل عملي وإيجابي يتطلب تنازلات من مختلف الأطراف وسوف يعكس مدى التزامكم وسعيكم للتوصل إلى اتفاق تفاهمي شامل. ويبقى الواقع الجنوبي محط اهتمام رئيسي ولا بد أن يكون هناك تصور شامل للمرحلة المقبلة يتم بحثه مع الأطراف المعنية وعلى رأسها القيادات الجنوبية.

وكانت كلمة للشيخ صباح خالد الحمد الصباح الذي اعتبر  أن مشاورات الكويت تشكل فرصة تاريخية سانحة لإنهاء الصراع الدائر وحقن دماء أبناء الشعب اليمني، آملا أن تسودها الحكمة، مذكراً المتحاورين بأن اليمنيين وأشقاءكم «يتطلعون إلى مساهمتكم الإيجابية في جولة المشاورات السياسية وصولا إلى وضع الصيغة التي تقود إلى حل شامل ودائم ينقذ وطنكم ويصون أمن واستقرار المنطقة».

وإذ أعرب عن تقديره لدور الأمم المتحدة في رعاية هذه المشاورات، لفت إلى «أهمية التعاون مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي وفقا لما نص عليه قرار المجلس الأعلى في دورته السادسة والثلاثين بالدعوة لإقامة مؤتمر دولي لإعادة إعمار الجمهورية اليمنية بالتعاون مع المجتمع الدولي للعمل على تلبية الاحتياجات الإنسانية اللازمة وإعادة البناء والإعمار وتحويل الحرب إلى سلام، والدمار إلى إعمار، والتخلف إلى تنمية».

وبعد انتهاء الجلسة الافتتاحية، غادر وزير الخارجية الكويتي وتحولت الجلسة إلى مغلقة، تخللتها كلمات أربع، اثنتان لوفد الحكومة الشرعية واثنتان لممثلي الحوثي وصالح.

 ووفق ما حصلت عليه « اللواء» فإن رئيس وفد الحكومة وزير الخارجية عبد الملك المخلافي  أشار في كلمته إلى ان الموعد لم  يأت متأخرا اربعة ايام،  بل اربعة اشهر. فقد  سبق أن تم الاتفاق في «بيال» على موعد للمشاورات تم تجاوزه بسبب تأخر الانقلابيين، وبالرغم من كل شيء فقد جئنا حرصا على السلام وبناء على النقاط الخمس التي اكد عليها ولد الشيخ أحمد في إحاطاته، مشيراً إلى أن بلدنا اليمن احوج ما تكون للسلام والتعايش، وأن كل الاوهام ستزول، وستبقى الحقائق واضحة من دون إقصاء او عنف او شطرية او طائفية، وأننا تالياً  لم نختر الحرب، ودعوتنا هي للتعايش ولكن من دون سلاح ومن دون انقلابات، فالدولة هي الوحيدة المخولة بامتلاك السلاح، وأنه لا مجال للمناورات ولا لافتعال العقبات، ولا بد من العمل بحسب الاتفاقات كما هي بدون اي تغيير. هذا فيما أكد  نائب رئيس الوفد  الحكومي عبد العزيز الجباري أن «لدينا الرغبة ولدينا الصلاحيات الكاملة للتوقيع على كل ما يمكن الاتفاق عليه ونأمل من الطرف الآخر ان يكون لديه كذلك تلك الرغبة والصلاحية».

أما على مقلب وفد الحوثي – صالح، فقد تحدث رئيس وفد فريق صالح عارف الزوكا، فيما تحدث رئيس فريق الحوثي الناطق الرسمي باسمه محمد عبد السلام، وفيما لم تتوفر تفاصيل عن محتوى كلمتي وفد الحوثي – صالح، فإن مصادر متابعة أشارت إلى أن انه على الرغم من انطلاق المشاورات أمس، إلا أنها محفوفة بألغام التفجير، إذ ان التباين في وجهات النظر حول تراتبية أجندة او جدول الاعمال لا يزال مستمراً، في ظل تمسك وفد الحكومة بتراتبية النقاط الخمس بناء على القرار 2216،  الذي نص على انسحاب الميليشيات من المدن وتسليم المؤسسات للشرعية، تسليم الأسلحة، إطلاق سراح المعتقلين، واستئناف العملية السياسية، في وقت يطالب فيه الحوثيون بأن يتم البدء باستئناف العملية السياسية وليس الانتهاء بها، الأمر الذي تراه الحكومة الشرعية محاولة من الحوثي – صالح من أجل بحث تسوية سياسية جديدة، وهو ما لا يمكن أن تقبله الشرعية اليمنية.

وأكدت مصادر متابعة لـ«اللواء» أن المبعوث الأممي سيعقد قبل ظهر اليوم لقاءات منفصله مع كل من وفدي الحكومة والحوثي – صالح من أجل ردم الهوّة والتوصل إلى  حل وسط  حول المشكلة العالقة في تراتبية نقاط البحث، محاولا أن يطرح تراتبية تبدأ بانسحاب الميليشيات من المدن وإعادة المؤسسات إلى الشرعية، وتسليم الاسلحة، ومن ثم بدء البحث في استعادة العملية السياسية من حيث توقفت، وعودة الحكومة الشرعية لممارسة مهامها، واستعادة حضور الدولة وفرض الأمن في كافة انحاء اليمن.

وإذا نجح المبعوث الدولي في نزع هذا «اللغم»، فإنه من المتوقع أن تبدأ المشاورات المباشرة بين الطرفين بإشرافه بعد الظهر، على الرغم من أن مسحة من التشاؤم خيّمت أمس على المشاورات، وسط أجواء عدم توقع الكثير منها.

وكان وفد ممثلي الحوثي – صالح قد وصل إلى الكويت في وقت سابق أمس قادما من العاصمة العمانية مسقط على متن طائرة خاصة بعد جهود اقليمية، ولا سيما من الكويت وسلطنة عمان، إضافة إلى جهود دولية بذلت في الأيام الثلاثة الماضية لدفعه إلى التراجع عن عدم المشاركة في جولة المشاورات الثالثة في الكويت بعد جولتي جنيف.