IMLebanon

لقاءات رفيعة المستوى أميركية – لبنانية من واشنطن الى البقاع

 

لا شكّ في أنّ الأسلحة الأميركية الحديثة التي أرسِلت إلى لبنان واستُخدمت للمرّة الأولى في معركة «فجر الجرود» التي صُنّفت بالمعركة الأهمّ في لبنان، بعدما سطّرَت فيها وحداتُ الجيش فجراً منيراً لصيتِه وصورته أمام دول العالم وجيوشها. هذه الأسلحة، وهذا الفجر الجديد للجيش، هما اللذان حضّا الإدارة الأميركية والكونغرس تحديداً على زيارة استطلاعية استقصائية وتقويمية إلى لبنان نهاية الأسبوع. وفي هذا الإطار تزور السفيرة الأميركية إليزابيت ريتشارد يومَ السبت المقبل منطقة البقاع تُرافقها لجنة رفيعة المستوى من الكونغرس الاميركي أتت خصّيصاً للقيام بجولة يتخلّلها زيارات ولقاءات عدّة في البقاع، أبرزُها لقاء مع قائد معركة «فجر الجرود» في بعلبك قائد اللواء السادس العميد الركن فادي داوود، ليَعقد الوفد بعدها لقاءات تقويمية عدة مع قادة الوحدات التي شاركت في المعركة.

تُشير مصادر متابعة إلى أنّ مهمّة اللجنة هي الاستماع شخصيّاً من ضبّاط الوحدات التي شاركت في المعركة عن تفاصيل ما جرى والمراقبة والمعاينة عن كثب للعملية التي انتصَر فيها الجيش اللبناني في معركة الجرود، لتقويمها سويّاً.

فيما يبدو أنّ زيارة اللجنة تدخل أيضاً في إطار إجراء جولة تقنية ودراسة لحاجات العسكر التي افتقدوها خلال المعركة، كما للاطلاع على نوع الأسلحة التي استخدمها الجيش في هذه العملية وساهمت في تحقيق النصر.

زيارة أميركا

وفي سياق متابعة زيارة قائد الجيش العماد جوزف عون إلى الولايات المتحدة الأميركية، تؤكّد المصادر المتابِعة، وخلافاً للتحاليل التي حاوَل البعض تداولها في الإعلام عن سبب إلغاء أو تأجيلِ هذه الزيارة، أنّها كانت مقرّرةٌ في آب الماضي، إنّما تمّ تأجيلها بسبب معركة «فجر الجرود»، فيما التحضيرات التي كانت قد حدِّدت لقائد الجيش بقيَت كما هي.

أمّا البارز، فكانت اللقاءات المهمّة التي أضيفَت إلى برنامج الزيارة، مِثل اللقاء الذي عقِد بين قائد الجيش وقائد المنطقة المركزية الوسطى الجنرال جوزف فوتيل، وهو يصنَّف جنرال 4 نجوم في أميركا، الأمر الذي تصِفه المصادر المتابعة بالبالغ الأهمّية، إذ يُعتبر هذا اللقاء أساسياً ومهمّاً، علماً أنّه ليس اللقاءَ الأوّل الذي يَجمع بينهما.

وتُشدّد المصادر على أهمّية ودورِ فوتيل الداعم الأساسي للجيش اللبناني والذي لطالما كان يَحضّ القيادة الأميركية على تسليحِه، وكذلك في موضوع تكريم قائد الجيش في جامعة الدفاع الوطني الـ NDU، عِلماً أنّ قائد الجيش يُعتبر الشخصيةَ اللبنانية الأولى التي تُكرَّم في هذه الجامعة، وقد حظيَ هذا التكريم بأهمّية كبيرة، خصوصاً بعدما طرَح قائد الجيش خلاله فكرةً جديدة تقضي بإنشاء جامعة دفاع وطني في لبنان، فتجاوبَت القيادة الأميركية مع الفكرة وقرّرت المساعدة بإنشائها.

وتجدر الإشارة إلى أنّ قائد الجيش قدّم إلى فوتيل درع «فجر الجرود»، وتلفت المصادر إلى أنّ قيادة الجيش كانت تُعوّل كثيراً على هذا اللقاء الذي تمّ بنجاح، خصوصاً بعد التكريم والكلام الذي قيلَ واعتُبِر أساسياً في هذه الزيارة.

وتَعتبر المصادر أنّ زيارة قائد الجيش إلى الولايات المتحدة تكتسب أهمّية مِن نَواحٍ عدة، أبرزُها من خلال اللقاءات المهمّة التي عَقدها مع فوتيل، إضافةً إلى الشخصيات العسكرية والمدنية التي التقاها في البنتاغون، ومِن خلال المباحثات التي أجراها واستمعَ فيها إلى دعمٍ مطلق للجيش اللبناني وتهنئةٍ لامتناهية بمعركة «فجر الجرود»، فيما استمعَت تلك الشخصيات بدورها من قائد الجيش إلى حقائق مهمّة عن مسار خطة «فجر الجرود» وأهمّيتها، هذه المعركة التي شكّلت الحدَّ الفاصل ومفصَلاً في تاريخ الجيش اللبناني، والتي حسبَ المصادر نفسِها ستُكَوّن النظرةَ المستقبلية للجيوش والدول الأجنبية تجاه الجيش اللبناني، بعدما أصبحَت مختلفةً أكثر، وبعدما كبرَت الثقة به بعد هذا النصر.

لقاءات مهمّة

وتبيَّن من خلال لقاءات قائد الجيش في الأيام الأولى لزيارته، حسبَ تلك المصادر، أنّ تلك الشخصيات أصبحت على اقتناع بعمل الجيش وأصبحَت هي المبادرة إلى تغطيته ودعمِه.

وفي سياق هذه اللقاءات، تشير المصادر إلى أهمّية العشاء الذي جمعَ قائد الجيش وفوتيل والذي ضمَّ مساعِد مستشار الامن القومي للرئيس دونالد ترامب الدكتور مايكل بيل والذي دار بينه وبين قائد الجيش حديث صُنّفَ بالمهم تخَلله البحث في وضعية الجيش اللبناني وحاجاته وضرورةِ الدعم المستمر له.

كما شَملت لقاءات عون لقاءً مع روبير كرم مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الاوسط الذي يُعتبر الرقم 2 في وزارة الدفاع الاميركية، ولقاءً آخر مع ممثل وزارة الخارجية والعلاقات العامة في منطقة الشرق الأوسط مايكل راتني.

أمّا اللافت فكان اللقاء المباشر الذي عرَض فيه العماد عون رؤيتَه المستقبلية لواقعِ الجيش في المرحلة المقبلة وضرورةَ استكمال الدعم وتبادلِ الخدمات العسكرية، وبرنامج تسليح الجيش، علماً أنّ قسماً من ضبّاط سلاح الطيران في القوات الجوّية الذين ذهبوا إلى الولايات المتحدة مع عدد من الضبّاط الفنّيين عادوا برفقةِ السربِ الأوّل من طائرات «السوبر توكانو» التي وصَلت حديثاً إلى لبنان، فيما ذهب ضبّاط سلاح الجوّ وقسمٌ مِن الضبّاط الفنيين للتدرّب مكانهم، أي أنّ المجموعات الأولى وصلت وأخرى ذهبَت، وستبقى هناك حتى انتهاء التدريب وعودتها مع السرب الأخير من الطائرات.

في الخلاصة، يبدو أنّ الجيش يَحظى ولا يزال بتهنئةِِ وبدعمِِ غيرِ مشروط من الإدارة الاميركية، بعكسِ ما يروّج له من شروط للتسلح أو للدعم. وهذا ما أكّدَته اللقاءات بين القائد والإدارة الاميركية في اليوم الخامس على زيارته، وهم مستمرّون في دعمِهم، كما أظهروا ثقتَهم بشخصية القائد الجديد.

وأبدوا ثقتَهم بأنّ المساعدات تذهب الى حيث يجب ان تكون، أي في موقعها الصحيح، ولا سيّما طائرات «السوبر توكانو» التي سيُصار الى الاحتفال بوصولها رسمياً في نهاية الشهر الجاري، ليسلّم السرب الأول، أي أوّل طائرتين رسمياً إلى قيادة الجيش، على أن تصلَ الدفعة الثانية في أيار المقبل.

وتكشف المصادر نفسُها أنّ وفداً أميركياً رفيعَ المستوى سيصل إلى لبنان نهاية الشهر للمشاركة في الاحتفال، لتشكّلَ هذه المؤشرات والدلائل تأكيداً غيرَ مشروط لدعمِ أميركا وثقتِها المطلقة بهذا التعاون النوعي.

الجدير ذكرُه أنّ تقنية استخدام الليزر ستُضاف إلى «السوبر توكانو» بناءً لرغبة الجيش اللبناني. علماً أنّ الجنرال جورج سميث، وهو جنرال 3 نجوم، كان قد حضَر منذ فترة الى لبنان مع وفدٍ فنّي رفيع المستوى، وذلك للاستقصاء عن كيفية استعمال الطيران اللبناني في المعركة لتقنيةِ الليزر التي جُمعت مع سلاح المدفعية، وطلبوا تقاريرَ مكتوبة عنها، ويَعني بها الـCuper Head أي سلاح الجو اللبناني الذي استطاع التنسيقَ مع سلاح المدفعية لتحقيق أهداف دقيقة.

إحتفالات النصر مستمرّة
وفي السياق، وعلى رغم غياب قائد الجيش، تتوالى الاحتفالات التكريمية في لبنان تكريماً للنصر الذي حقّقه الجيش في معركة «فجر الجرود»، وبعد الاحتفال الذي أقامه أهلُ كسروان في ثكنة المجوقل في غوسطا والذي مثّلَ قائدَ الجيش فيه قائدُ عملية «فجر الجرود» العميد الركن فادي داوود، تقيم بلدية عيدمون في عكّار احتفالاً يوم السبت المقبل تقديراً لبطولات الجيش يكرَّم فيه داوود الذي سيُلقي كلمة قائد الجيش.