تدحرجت كرة الاستحقاق الرئاسي ولن يقف شيء في وجهها وفق الاوساط المواكبة للمجريات. فلقاء الرئيس سعد الحريري بالنائب سليمان فرنجية ومبادرته بترشيحه «جدياً» للرئاسة الاولى على امل ان يتحول الامر «رسمياً» كسر الجمود في المستنقع السياسي وخلط الاوراق بحدة داخل فريقي 8 و14 آذار وداخل كل فريق منهما لتبدأ عملية الفرز في قلب البيت الواحد من خلال لعبة عض الاصابع. وما اضفى الجدية على طرح الحريري وان المملكة تقف وراء العملية كلام السفير السعودي علي عواض العسيري الذي اعرب فيه عن «امل المملكة في ان تتمكن القوى السياسية من انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب فرصة لوضع حد للشلل الحاصل في مؤسسات الدولة مؤكدا انه مع اي مرشح يجمع عليه اللبنانيون عموماً والمسيحيون خصوصاً لان رئاسة الجمهورية هي الموقع المسيحي الاول في الدولة». وبذلك اصبحت الكرة في الملعب المسيحي في ظل تسريبات على ان الحريري لن ينتقل من العرض «الجدي» الى الرسمي الا بغطاء من بكركي وهذا ما يزيد من تعقيدات الامور كون البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لا يفضل مرشحاً على آخر وفق موقفه المعروف والثابت.
وتضيف الاوساط ان ترشيح فرنجية وضع خط الرابية – بنشعي على خطوط التوتر العالي وان كان الرجل اي فرنجية لا يزال يدعم ترشيح الجنرال الا انه يحتفظ باحقيته للوصول الى بعبدا كونه من الاقطاب الاربعة المسيحيين الكبار وفق مسلمات بكركي، اضافة الى انه اي فرنجية، يعتبر انه افسح المجال امام عون فترة عام ونصف العام ليتم التوافق عليه الا ان الامر لم يحصل، وهذا ما يبرّر بديهياً وصوله الى الرئاسة الاولى، وان على الجنرال عدم وضع العصي في دواليبه.
والمعروف وفق الاوساط عينها ان النائب وليد جنبلاط يقف وراء ترشيح الحريري لفرنجية لاكثر من سبب، وفي طليعة الاسباب قطع الطريق على عون ورئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعع كون وصول احدهما يشكل لديه مقتلاً بانتزاع المقاعد المسيحية في الجبل من قبضته، في الوقت الذي اعلن فيه عن انتقال الحريري الى باريس لعقد لقاءات مع عدد من الشخصيات المسيحية في فريق 14آذار وهو سيلتقي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ظهر اليوم وان الطبق الرئاسي سيكون موضوع البحث بينهما، كون باريس جهدت في اكثر من محاولة لانجاز الاستحقاق الرئاسي وانهاء الفراغ في بعبدا، لا سيما وان الشغور عطل آلية الدولة واصابها بالشلل في ادق واخطر مرحلة استثنائية تمر فيها المنطقة من ادناها الى اقصاها.
وتشير الاوساط الى ان ترشيح فرنجية حضر بقوة على طاولة الحوار في عين التينة بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» حيث اكد التيار الازرق جدية ترشيح الحريري لفرنجية بانتظار معرفة موقف الحزب منه، في وقت يتريث فيه «حزب الله» لاعطاء اي جواب، كون الجنرال وفرنجية ينزلهما بمنزلة عينيه ولا يضحي بواحدة كرمى لاخرى، وبموازاة ذلك تنادى حزب «الكتائب» ممثلاً بالوزير السابق سليم الصايغ، والنائب دوري شمعون وبعض المستقلين للاجتماع في دارة الوزير بطرس حرب لمناقشة مبادرة الحريري، ويبدو وفق التسريبات ان ليونة بدأت تسود الاوساط الكتائبية حيال الترشيح المذكور في وقت لا يزال فيه موقف حرب من اقسى المواقف تجاهه، اما السبب في الموقف الكتائبي فيعود الى وعود تلقتها قيادته عبر طرف شارك بقوة بانتاج الطبق ان حصة الكتائب محفوظة في حال امنت غطاء مسيحياً للانتخابات الرئاسية.