Site icon IMLebanon

هيل لم يبدد القلق وزاسبيكين يهزأ

بعد نحو شهر على اقامة رئىس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط غداء تكريمياً للسفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل لمناسبة انتهاء مهامه في لبنان، اقام رئىس حزب التوحيد العربي الوزير الاسبق وئام وهاب غداء تكريمياً للسفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين تقديراً لمواقف وقرارات الرئىس الروسي فلاديمير بوتين. لا تكمن المفارقة بين الحدثين حسب المراقبين في كون الرجلان كرّما من موقعهما سفير المحور الدولي المتحالف معه، بل في مضمون وخفايا «التكريم السياسي»، وما حمل كل منهما من رسائل، اذ في حين شكل غداء المختارة الديبلوماسي مناسبة من قبل عدة مشاركين فيه لاستيضاح السفير هيل عن مستقبل المنطقة، كان لافتا يومها ما لاقى من تساؤلات حيال مستقبل الدروز في ظل ما يواجهون من تهديدات وتحديات في كل من ادلب والسويداء، وقد استفاض يومها رئيس الهيئة الروحية ورئيس مؤسسات العرفان الدرزية الشيخ علي عز الدين في استيضاح الديبلوماسي الاميركي، عن الدور الأميركي من زاوية صلته بالأزمة السورية ومصير ابناء طائفة الموحدين الدروز في ضوء ما يواجهون من مخاطر، حدت بالنائب جنبلاط للتحرك في اتجاه الاردن وتركيا، مستتبعا خطوته بايفاد الوزير وائل ابو فاعور الى هذه العواصم لاستحصال على موقف يبعد الأخطار عن دروز السويداء بعد اقتراب كل من «داعش» و«النصرة» الى تخوم مناطقهم وحصول اشكالات امنية، لكن لم يقابل التحرك الذي عمد اليه جنبلاط اي ضمانات ضامنة بشكل نهائي. ولذلك لم تبدد اجوبة السفير هيل الهواجس الدرزية يومها.

وقد جاء تكريم الجاهلية للديبلوماسي الروسي زاسبكين، بمثابة محطة حملت مواقف، وهي ابعد من الحسابات الداخلية لناحية التجاذبات القائمة مناطقيا ودرزيا بين جنبلاط وبين وهاب، وهي باتت ابعد من ان تكون الجاهلية اضحت مربض خيل روسيا، بعد العلاقة التاريخية التي ربطت بين روسيا الشيوعية وبين مؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي الراحل كمال جنبلاط، وحتى لا تكمن المحطة في مشاركة ممثلين عن كل وزير الداخلية نهاد المشنوق ورئىس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل والقنصل المصري العام في لبنان شريف بحراوي نظراً للتباين الواضح بين هؤلاء كل من موقعه مع سياسة وهاب كحليف ليس فقط لروسيا، بل لكل من الرئيس السوري بشار الاسد وامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي اكد في كلمته على تحالفه معهم لما يمثلان من ضمانة لخطه الوطني، في ظل مناسبة حاشدة لفريق 8 آذار.

بل تكمن اهمية ما حمل هذا التكريم، على خلفية المواقف السياسية، لكل من وهاب وزاسبكين، في ان رئىس حزب التوحيد جاهر علنا وجزم بأن القلق الذي كان يخيم على طائفة الموحدين الدروز، لم يعد موجوداً، اذ بعد قرار الرئيس بوتين ودخوله العسكري الى سوريا.. باتت السويداء في امان.. على ما قال مستطرداً الى ان ثمة واقعاً جديداً لصالح ابناء الطائفة الدرزية جعلهم في موقع قوة وحماية توفرت حالياً دون ان يعلن عن «عقد التسوية» الذي بات ساري المفعول بين محوري النظام السوري و«حزب الله» وبين فعاليات دروز السويداء الذي هدف لهدنة بين حليفيه الاسد ونصرالله وبين ابناء السويداء بحيث باتت السويداء حسب المراقبين، محيدة حالياً او خارج المواجهة مع محور الممانعة في موازاة حماية وضمانة لها ببعدهما العسكري الروسي بعد دخول بوتين هذه الحرب.. مع قوته الجوية..

وتكمن المفارقة ياضاً يتابع المراقبون بأن الديبـلوماسي هيل يغادر دون ايـفاد الخارجية الاميركيـة تولي اصيل لخلافته، في ظل مؤشرات باحـتمال انتداب ادارته للسفير المتقاعد ريتشارد جونز مرحلياً، حتى تمكن السفيرة الجديدة من استلام موقعها في مقابل استمرار زاسبكين الذي لم تخلُ كلمته الداعمة للاسد من تهكم على التقديمات التي قدمتها واشنطن لمحاربة الارهاب، بل في ان بوتين مستمر في قراره العسكري بعيدا عما اذا كان سيغرق في الوحول السوريـة ام لا، في مقابل مرحلة اميركية انتقالية قد تشهدها الولايات المتحدة الاميركية قبيل وخلال فترة الانتخابات بما يجعلها حكماً حسب ديبلوماسي سابق عالم بواقعها، في حالة انكفاء كنتيجة لسياسة رئىسها باراك اوباما الذي يتهرب من المواجهة، بحيث ستكون كفة الميزان حالياً مرجحة لصالح روسيا وحلفائها اقله في سوريا..