IMLebanon

سماحته يتحدث عن الزبداني متناسياً مزارع شبعا وكفرشوبا

بعد الإتهام الذي وجهه الإمام خامنئي وعلي لاريجاني الى المملكة العربية السعودية بالتقصير في موضوع حادث الحجاج الذي وقع في «منى»…

بعد ذلك جاء حديث السيّد حسن نصرالله يوم الجمعة الماضي تتمة لما قاله خامنئي ولاريجاني وذلك من حيث المبدأ إنسجاماً مع نفسه أولاً ومع الخط الذي ينتمي إليه ثانياً، وهذا يؤكد أنّ القرار الايراني في «حزب الله» هو فوق كل اعتبار… ثم انّ الإتهام بأنّ «حزب الله» هو حزب إيراني جاءت المقابلة التلفزيونية مع سماحة الأمين العام لتؤكده.

نعود الى حادثة «منى» المؤلمة لنسأل لماذا يكون دائماً في كل حادث يحدث في موسم الحج في مكة إيرانيون؟ هل هذه مجرّد مصادفة أو ماذا؟

وأيضاً يطالب السيّد في خطابه مع جماعته أنهم يريدون لجنة تحقيق بالحادث، نعرف أنّ سماحته ذكي، وهذا اعتراف منّا، إلاّ أننا نود أن نلفت انتباهه الى أنّه ليس الذكي الوحيد، والناس ليسوا أغبياء، فهو يعرف أنّ مطالبته بلجنة تحقيق تشارك فيها إيران إنما يعني تدخلاً في الشؤون الداخلية للمملكة، وهذا أمر مستحيل أساساً وبالذات في هذه الظروف المعلومة، فطهران لن تحصل في السلم على ما لم تحصل عليه في الحرب.

 

المشهد السوري

مثل العادة يتحدّث سماحته عن صمود النظام خمس سنوات في «حرب كونية» وينسى أولاً أنّ النظام لا يسيطر سوى على 20٪ من مساحة سوريا، وثانياً، تدخل «حزب الله» ثم ثالثاً تدخل لواء «ابو الفضل العباس» العراقي، ورابعاً تدخل الحرس الثوري وكذلك «فيلق القدس»، وخامساً ذهاب قاسم سليماني مرتين الى موسكو لدعم بشار الذي سيسقط قريباً.

وأما كلام سماحته عن التسوية بين الزبداني من جهة والفوعة وكفريا من جهة ثانية، فيا ما أحلى غوبلز وزير إعلام هتلر… وقد ذكّرنا فيه كيف كان يطلق الأكاذيب ويصدّق نفسه، والأجمل ربط الزبداني بالقريتين المذكورتين خصوصاً وأنّ إحدى الأقنية التلفزيونية صوّرت 17 جثة لعناصر من الحزب جرى التعتيم عليها لدفنها بعد عيد الأضحى المبارك.

ويظن سماحته أنّ أوروبا تهرول لإنقاذ النظام، وهنا نشرح لسماحته أنّ بشار ليس النظام والنظام ليس بشار، فالمطلوب الحفاظ على الدولة السورية وعلى الجيش السوري… وهذه نقطة مهمة لأنّ أوروبا وأميركا لا تريدان تكرار مأساة العراق والجيش العراقي.

 

التدخل الروسي

أما عن التدخل الروسي فنأسف لأن نقول إنّ الإتكال على الموقف الروسي لن يؤدي إلاّ الى خيبة الأمل، ولعلهم نسوا أنّ صدّام حسين عقد اتفاقاً، قبل سقوط نظامه، مع روسيا لشراء أسلحة بسبعة مليارات دولار، ولكن عندما قرّرت واشنطن غزو العراق ذهب الاتفاق الروسي – العراقي أدراج الرياح.

ثم إذا كانوا يظنون أنّ التدخل الروسي العسكري في اللاذقية وطرطوس يمكن أن يبدّل في مسار هذه الأحداث فهذا له وجهان:

الوجه الأول: لتطمين العلويين في المنطقة الخائفين لأسباب معلومة.

والوجه الثاني: عندما غزت أميركا العراق واحتلته خلال شهر واحد لم تستطع أن تثبت فيه، والروسي ليس أهم من الاميركي عسكرياً.

أخيراً وليس آخر كنا نتمنى على سماحته منذ العام 2000 حتى اليوم أن يبقى عند قوله بأنّه سيحتفظ بالسلاح لتحرير ما تبقى من أرض تحت الاحتلال، فماذا حرّر حتى اليوم في شبعا وتلال كفرشوبا منذ خمس عشرة سنة؟.. فقط تسبّب بحرب العام 2006 إثر خطف قواته جنديين إسرائيليين… وكان رد الفعل الاسرائيلي ما يعرفه الجميع نحو 2000 شهيد من الجيش و»حزب الله» والمدنيين، وخسائر في البُنى التحتية بـ15 مليار دولار… والقرار الدولي 1701 الذي أبعد المقاومة عن الحدود مع إسرائيل 50 كيلومتراً في الداخل اللبناني شمالي نهر الليطاني.

ثم كل ما يجري في القدس، في المسجد الأقصى بالذات لم يحظ بكلمة واحدة من سماحته؟!. أليْس هذا مدعاة للتساؤل؟

 

عوني الكعكي