غريب أمر جبران باسيل إذ يبدو حريصاً على أن يسيء الى عمه قبل أن يسيء الى أحد آخر…
فهل من عاقل يقول ما قاله في تصريح له في عطلة الأسبوع؟
وهل من أحد يصدّق أنّه قال ما حرفيته: «إنّ التيار الوطني الحر اختار عون والقوات اختارت جعجع، والخيار يجب أن يعود الى المسيحيين ولا يحق لفريق ثالث أن يختار عنهم».
أنْ يختار «التيار» عون وأن تختار «القوات» جعجع فهذا حقهما، ولكن أن يقف الخيار على المسيحيين فهذا أمرٌ غير واقعي على الإطلاق، فرئيس الجمهورية هو لكل لبنان.
وهل ننسى مَن جاء بفرنجية فوصل الى الرئاسة؟ ألَيْس أنّ تكتل الوسط (في حينه) الذي كان بزعامة صائب سلام وكامل الاسعد رحمهما الله إضافة الى شخصيات من مختلف الطوائف، هو الذي اختار سليمان فرنجية ثم أيّده «الحلف الثلاثي» المسيحي الذي لم يكن فرنجية مرشحه؟!.
والواقع المعروف في لبنان أنّه إذا لم يرضَ المسلم على مسيحي ما فلا يمكن أن يكون رئيساً، هذا معروف منذ بداية تكوين الدولة اللبنانية.
فبأي منطق يقول جبران باسيل ما قاله؟
تكراراً: ألا يسيء مثل هذا الكلام الى عمّه الجنرال ميشال عون؟
وإلاّ كيف نفهم أنّ «حزب الله» رشّح (أي اختار) عون للرئاسة؟ فهل هذا الخيار هو أيضاً مرفوض؟
فعلاً إنّه لأمر لا يصدّق…
كما أنّ وقفة جبران باسيل، أمس، في مسيرة باريس كانت لا تصدّق لدرجة أنّ البعض قال بأنّ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سأل عندما سلّم عليه: مَن يكون هذا الرجل؟