IMLebanon

قداسة الحبر الأعظم بات وضعنا يتطلّب حسماً وإلّا نحن على طريق الإنقراض

 

قداسة الحبر الأعظم السادة مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك سعادة السفير البابوي، إننا في لبنان نمرُّ بوضع سياسي – أمني إقتصادي – مالي – إجتماعي حرج وبشكل متزايد، وعملياً لا يوجـــد بصيص أمــل من حل على المدى القريب ونؤكد لكم أنّ كل المساعي التي تُبذل على مستوى الكنيسة في لبنان ما هي إلّا ويا للأسف محاولات فاشلة مقارنة بالمساعي التي أجرِيتْ سابقاً والتي أخذت الكثير من العناوين وفي طليعتها «قانون الإنتخابات»، حيث أفشلَ الساسة المسيحيّون مساعي البطريرك الماروني لمقاربة هذا الموضوع تحت عنوان «إجتماعات الأقطاب في بكركي»، والدليل على فشل وتنصُّل هؤلاء النوّاب ما نُعانيه اليوم من قهر وحرمان وسيادة منتقصة وحروب وسلاح متفلِّت غير شرعي وشغور في المواقع المسيحية، ولستُ بحاجة لتذكيركم وتذكير سعادة السفير عن اللجنة التي تأسست في الصرح تحت عنوان «الشغور المسيحي في الإدارات العامة» والتي لم تؤتِ الثمار المرجوّة لأنها تشكّلتْ من النوّاب المسيحيين المنتمين إلى تكتلات سياسية مرتهنة.

قداسة الحبر الأعظم السادة مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك سعادة السفير البابوي، المسوؤلون المسيحيّون لا يريدون التخلّي عن السلطة في لبنان بينما لم ينجحوا في ممارسة العمل السياسي الشريف الذي يرتكز على العهد الدولي وشرعة حقوق الإنسان وإتفاقيات جنيف التي ترعي العلاقات بين الدول والدستور اللبناني، كل هذه الأمور أهملوها عمداً والهدف بقائهم في مراكز السلطة كي يتنعّموا بخيراتها وشعبنا يُعاني الفقر والحــرمان وأرضنا تُباع للغرباء وأوقافنا تُستبدل وتُرهن ويُقايضون عليها ويكفي التذكير بما صدر عن «المركز الماروني للتوثيق والأبحاث» تحت عنوان بيع الأراضي، والحلقات التي بثتها «إذاعة صوت المحبة» التي رأسها الأب فادي تابت وتحت عنوان «أرضي مش للبيع». كلها أمور حيوية من المفترض معالجتها قبل فوات الأوان وإني على يقين بأنّ الأمــور سبقتنا ولستُ متشائماً ولكن الأوضاع أوصلتنا إلى ما نحن عليه.

قداسة الحبر الأعظم السادة مجلس البطاركة الكاثوليك سعادة السفير البابوي، تزامناً مع حَراك سيّد صرح بكركي مرحلياً يبرُز سؤال واحد أثقل المسيحيين ألا وهــو هل بإمكان الصرح الضعيف بعلاقاته الداخلية والفاقد لأي علاقة على المستوى الدبلوماسي أنْ يخــرق جدار هذه الأزمة في ظل الضغوط التي تُمارس من قبل التكتلات النيابية المسيحية المأجورة للغرباء؟ وعلى الرغم من الجهود التي تُبذل لخرق ما في جدار هذه الأزمة ولكن في هذا السياق بقيتْ الأمور على ما هي عليه لا بــل تأزّمتْ وتفاعلتْ ولا حاجة لتذكير إعلامكم أيُّها السادة بما يصدر عن القادة المسيحيين من تصاريح مضلِّلًة للرأي العام هدفها تخديره وتذكية الخلافات بين المسيحيين بعضهم ببعض وهذه آفة خطيرة لا تُعالج بالاجتماعات الجانبية ولا بلقاءات لنصف ساعة… لطالما كُنّا كمسيحيين بمثابة العمـــود الأساس لهذا الوطن ونحن أحــد مؤسسي لبنان وكُنا المصدر الموثوق أمام الأمم، لا بــل كُنّا على مــرْ التاريخ شريان حياة لكل لبنان بما فيه المسيحيين…

قداسة الحبر الأعظم السادة مجلس البطاركة الكاثوليك سعادة السفير البابوي، أمام هذا الواقع المؤلم وتداركاً لأخطار جمّة نحن وفريق عملنا في لبنان وعالم الإنتشار على إستعداد لبذل أي جهد من شأنه تخفيف حدّة هذه الأزمة من خلال خريطة طريق مدفوعة بتحقيق الهدف ومرتكزة على القانون، ذات مراحل واضحة وجداول زمنية ومواعيد محدّدة كأهـــداف. وعناوين خريطة الطريق خاصتنا تهدف إلى تحقيق التقدم عبر خطوات مدروسة في المجالات السياسية – الأمنية – الإقتصادية – المالية – الإجتماعية ومجال إعادة المسيحيين إلى حضن الجمهورية اللبنانية بعد أنْ أقصتهم حروبهم الداخلية والتي ما زالت مستعرّة لغاية اليوم… كل ذلك مطلوب أن يكون برعايتكم ورعاية المجتمع الدولي.

قداسة الحبر الأعظم السادة مجلس البطاركة الكاثوليك سعادة السفير البابوي، إنّ هدفنا تسوية نهائية وشاملة للقضية اللبنانية وذلك من خلال أولاً ضبط الساحة المسيحية الداخلية ووقف الصراعات الداخلية، وثانياً العمل على إنتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن شروط موضوعية – دستورية، لا كما كان يحصل سابقاً وتشكيل حكومة يعملان على إعادة الأمور إلى نصابها وللبحث صلة.