في إطار الردّ على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف الضاحية الجنوبية، والذي أدّى إلى اغتيال القائد في الحزب فؤاد شكر، شنّ حزب الله هجوماً جوياً بعدد ضخم من المسيّرات نحو العمق الإسرائيلي، واستهدف أيضاً بعض الأهداف العسكرية الإسرائيلية محقّقاً فيها إصابات مباشرة”. وفي هذا السياق، سألت “الديار” رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة العميد الركن هشام جابر عن هذا الردّ، فقال: “لقد حصل الردّ المنتظر منذ ثلاثة أسابيع، الذي قال عنه السيد حسن نصرالله أن “إسرائيل” تقف على رِجل واحدة، لأنها اليوم لم تعد تقف على رِجل واحدة، لأنه لن يكون هناك ردّ على الردّ، وهي اليوم تنتظر الردّ الإيراني، فيما حزب الله أدّى المهمة المطلوبة منه، أي أنه ردّ على اغتيال فؤاد شكر، و”إسرائيل” اعتبرت أنها قد ردّت قبل أن يردّ حزب الله، من خلال قصف أماكن كثيرة فجراً، واعتبرت أنها حدّت من عملية ردّ حزب الله من خلال قصفها المسبق، بمعنى أن نتنياهو اعتبر أنه حقّق إنجازاً من خلال الردّ قبل ردّ حزب الله”.
وما إذا كان هناك من جزء آخر للضربة، رأى العميد جابر، أن العملية انتهت عند هذا الحدّ، والآن سيعود حزب الله إلى قواعد الإشتباك التي كانت قائمة بالأمس وقبله، لذا لا أرى أن هناك أي ضربة أخرى، وهذا ما سيؤكده خطاب السيد نصرالله، عندما يعلن عن الهدفين اللذين حقّقتهما المقاومة”.
ويتابع العميد الركن جابر، أن “إسرائيل أعلنت أنه تم تجنّب تدمير مركزين للإستخبارات الإسرائيلية، كذلك، فإن إعلان إسرائيل أنها منعت الحزب من إصابة الأهداف المهمة عندما نفّذت قصفاً عنيفاً فجر أمس الأحد، ولكن قصفها هذا لم يؤدِ إلى أية نتيجة أو خسائر، لأن الحزب يعلن عن خسائره ولا يخبئها، فهي تدّعي أنها قصفت مراكز صواريخ عديدة، ولكن لم يُسجّل سقوط أي إصابة، وهذا يعني أن قصفها وعلى الرغم من دويّه الكبير، لم يؤدِّ إلى أي نتيجة لأنه استهدف الأحراج، وفد اعتبر نتنياهو أنه حقّق إنجازاً”.
ويشير العميد الركن جابر، إلى أن “الجميع كما “إسرائيل” هم في حالة استنفار لمدة 48 ساعة، وذلك بانتظار الردّ الإيراني، ولكن السؤال المطروح هو هل سيحصل الردّ الإيراني؟ ومتى سيحصل؟ كما أنه يمكن أن يحصل ردّ حوثي بموازاة الردّ الإيراني، وعلينا أن ننتظر لنرى، ولكن من المهم الإشارة إلى أن حزب الله لن يشارك بالردّ الإيراني، لأنه ردّ على اغتيال فؤاد شكر، وسوف يعود إلى قواعد الإشتباك السابقة، لأنه لا يريد ألحرب الواسعة، ولن يقع في فخّ إعطاء إسرائيل المبرّر لشنّ حرب واسعة على لبنان، وهذا واضح منذ اليوم الأول، ولكن هذا الواقع لا يعني أن هناك وقفاً لإطلاق النار، رغم أن إسرائيل أبقت على حالة الإستنفار فقط على الحدود الشمالية”.
ورداً على سؤال حول المرحلة المقبلة، يقول أن “نتنياهو أعلن بالأمس للمرة الأولى أنه لا يريد حرباً موسّعة، وأنا على قناعة أن لا حرب شاملة ستقع، وهذا ما أردّده دائماً منذ عشرة أشهر، وقد أعلن نتنياهو أنه سيردّ فقط على من يؤذي إسرائيل، ولذلك، فهو تراجع في خطابه نتيجة الضغوطات التي يتعرّض لها داخلياً وخارجياً، كي لا يرتكب أية حماقات تؤدي إلى فتح حرب واسعة مع لبنان”.