منذ سنتين ونصف السنة ونحن ندعو الى انتخاب رئيس، وبعد تأييد الدكتور سمير جعجع لميشال عون، كنا ننتظر من الرئيس نبيه بري الذي رفع شعار: ليتفق المسيحيون في ما بينهم ونحن نمشي… ولكنه لم يمشِ حتى الآن.
وما نسمعه منسوباً الى دولة الرئيس بري لا نصدّقه ما لم نسمعه صادراً مباشرة من شفتيه.
فلا يمكن أن نتصوّر أنّ ملك الحوار والذي اخترع طاولة أولى للحوار بين «المستقبل» و«حزب الله»، وطاولة ثانية أكبر جامعة وجرى خلالها البحث في المواصفات و«الشروط» الواجب توافرها في رئيس الجمهورية، وكان دولته يردد دائماً وأبداً: أيها المسيحيون اتفقوا على إسم الرئيس.
نعود الى القول إنّ الرئيس سعد الحريري الذي يتبيّـن في كل مناسبة أنه يضحّي فعلاً وليس قولاً بالغالي والنفيس.
أولاً- ضحّى بماله، منذ إحدى عشرة سنة وهو يعطي من دون حساب.
ثانياً- إنّه الرجل الوحيد الذي ضحّى كثيراً وذهب مع الملك عبدالله الى دمشق وصافح قاتل والده.
ثالثاً- هل ننسى نكث «حزب الله» الاتفاق الذي تم في الدوحة وانتظار ساعة لقاء الحريري مع الرئيس الأميركي أوباما لإطاحة الحكومة الحريرية وإسقاطها في إحراج للرجل غير مألوف وغير أخلاقي.
رابعاً- الرئيس الحريري حاول مع سمير جعجع وأمين الجميّل وسليمان فرنجية وقبلاً ميشال عون… وعندما وصل الى الحائط المسدود وعلم بالاتفاق بين جعجع وعون، في تلك اللحظة رأى الحريري أنه يجب أن نمشي بدعم ترشيح العماد عون مجدداً خصوصاً أنّ الرئيس نبيه بري هو صاحب نظرية ليتفق المسيحيون.
إنّ القرارات التاريخية لا يتخذها إلاّ الرجال التاريخيون، فالرئيس الحريري الذي يعمل ليلاً ونهاراً من أجل لبنان كان من أكثر المسؤولين اللبنانيين سعياً لانتخاب رئيسوهذا قرار تاريخي بكل ما للكلمة من معنى.
أما ما يتردّد عن أنّ هناك بعض الذين طرحوا تأجيل الإعلان عن دعم ترشح عون من اليوم الى وقت آخر لأنه يصادف ذكرى اغتيال الشهيد الكبير وسام الحسن، فقد قال الرئيس الحريري هل من وفاء لدماء الشهيد أفضل من الإعلان عن نهاية الفراغ الرئاسي في يوم ذكرى استشهاده؟
عوني الكعكي