ما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمام مجلس الشورى السعودي: «أمن اليمن من أمن المملكة» وأنّه لن يسمح باستخدام هذا البلد الشقيق والجار لاستهداف المملكة… هذا القول مهم جداً وحسّاس جداً.
ويصح فيه المثل القائل: «أنْ تفعل الأمر متأخراً خير من ألاّ تفعله أبداً»، إنّ هذا القرار كان يجب اتخاذه من زمن بعيد، خصوصاً منذ الغزو الاميركي للعراق عام 2003 لأنّ ما حصل يومذاك أنّ الاميركيين اتخذوا القرار الأوّل بحل الجيش العراقي.
وتلك كانت رسالة الى العرب أجمعين بأنّ المؤامرة التي تحاك ضدّ العرب أخذ الاميركيون ينفذونها منذ تحييد الجيش المصري عن الصراع مع إسرائيل، ثم ألحقوه بحل الجيش العراقي الذي لولاه لسقطت دمشق في حرب 1973… لذلك جاء هذا القرار عقاباً للعراق ولمصلحة إسرائيل.
وبما أنّ مجيء الخميني كان من أجل تنفيذ البند الثاني في مشروع كيسنجر أي الفتنة السنية – الشيعية، فقد أعطت أميركا العراق هدية الى إيران من أجل تسعير الفتنة، وفعلاً هذا ما حصل بكل بساطة.
صحيح أنّ إيران مسيطرة على العراق ولكنها لا تستطيع أن تفرض الأمن فيه ولو بقيَت مئات السنين، فمنذ 2003 وحتى اليوم لم يمر يوم واحد من دون تفجيرات رهيبة في بغداد وسواها.
وانتقلت المعركة الى سوريا لأنّ شريك الايرانيين وعميلهم هو بشار الذي نفذ القسم الثاني من المؤامرة بتفكيك الجيش السوري، و»مع البيعة» تدمير سوريا: مستشفيات، مدارس، جامعات، مؤسّسات، مدن، أرياف، آثار… كله من أجل إيران، واستطراداً خدمة لإسرائيل، إلاّ أننا نجزم بأنّ مشروع التشيّع لن ينجح، هذا المشروع الذي يقوده الملات وآيات الله.
المرحلة الثالثة كانت اليمن حيث دخل الحرس الثوري الايراني لإكمال مشروع الهلال الشيعي وتمديده الى منطقة البحر الأحمر، واستخدموا في سبيل ذلك الميليشيا الحوثية.
والحمد لله أنّ الملك سلمان بن عبدالعزيز تنبّه لهذا الخطر فأنقذ المملكة من هذا الشر المستطير على حدودها… كما أنقذ العالم العربي كله.
أمّا بالنسبة الى كلام الملك عن المشروع الاقتصادي، فلا بد من التوقّف عند القرار التاريخي، ونعتبر أنّ الملك سلمان أثبت أنّه رجل دولة من الطراز الأوّل.
مع الإشارة الى أنّ بعض جوانب القرار الإصلاحي الاقتصادي الذي نحن معه فإننا نرى أنّه من الأفضل إجراء بعض التعديلات عليه… ولكنه في الواقع والمطلق أكثر من ضروري.
عوني الكعكي