Site icon IMLebanon

إسرائيل تريد إلغاء لبنان بتدمير بعلبك وصور وصيدا  

 

 

لا نبالغ حين نقول إنّ إسرائيل تريد إلغاء لبنان، من خلال تدمير المعالم التاريخية والأثرية التي يتميز بها هذا البلد الجميل… الذي أطلق عليه لقب «سويسرا الشرق».

 

جمال طبيعة لبنان بجباله وسهله ووديانه ومعالمه التاريخية نذكر منها: بعلبك وآثارها القيّمة… وبها تميّزت «مدينة الشمس»، إذ ان قلعتها الرومانية تجمع حضارة قديمة، وهي صارت مركزاً لحفلات فنية لبنانية، مروراً بصور وصيدا… ولنبدأ بمدينة صور، فهي واحدة من أقدم المدن في العالم، ويعود تاريخها الى أكثر من 4000 سنة، كما كانت واحدة من أهم المدن الفينيقية، التي ادعى مواطنوها أنها تأسّست من قبل العظيم ملكارت.

 

وكانت المدينة ميناء فينيقياً قديماً ومركزاً صناعياً. ومنها انطلقت أليسار الى أفريقيا وأسّست مدينة قرطاج. وكان الصوريون معروفين بالعمل في الأصباغ وخاصة أصداف المحار «موركس». ويشار في الكتاب المقدّس في العهد الجديد أن كلاً من يسوع والقديس بولس زارا المدينة. ولا تزال مشهورة في التاريخ العسكري بحصار الاسكندر المقدوني العظيم لها. واليوم أدرجتها اليونسكو كموقع للتراث العالمي.

 

أما مدينة بعلبك فتشير الروايات الى أن أوّل من أنشأ مدينة بعلبك هو قابيل، وقيل إنها المدينة الوحيدة التي نجت من الطوفان على عهد النبي نوح عليه السلام.

 

وتعتبر بعلبك أحد أبرز المواقع التاريخية، وقد عُرفت قديماً بأنها نقطة التقاء القوافل القادمة من روما والأناضول وسوريا نحو فلسطين.

 

سُمّيت بهذا الاسم جمعاً لكلمتين «بعل وبك»، و «بعل» أحد آلهة السوريانيين والكنعانيين، وأما «بك» فتعني «مدينة» أي «مدينة بعل».

 

وخلال الغزو الرماني للمدينة عام 332 قبل الميلاد، أطلق عليها الرومان اسم «هيلوبوليس» أي «مدينة الشمس»، وسمّوها إهراءات روما، وتشتهر بقلعتها الرومانية الشهيرة.

 

أما ثالثة المدن فهي صيدا التي تأسّست عام 2800ق.م. وتقول الروايات إنّ مؤسّس المدينة هو ابن كنعان «صيدون». ويؤكد باحثون ومؤرخون أن المدينة تُعد من أقدم حواضر العالم… وبنيت في عهد الفينيقيين وفيها قلعة تاريخية.

 

ولا بدّ هنا من تبيان أهمية المدن الثلاث التي ذكرت، لأذكر العالم بعظمة لبنان وأهميته، فهو بلد التعايش الإسلامي والمسيحي والبقايا من اليهود الذين لم يهربوا، مع العلم أن هناك كنيساً يهودياً في «وادي أبو جميل» في منطقة «السوليدير»، وآخر في بحمدون، وهناك مقبرة لليهود في «السوديكو» لا تزال قائمة حتى اليوم.

 

أكثر ما يغيظ إسرائيل هو كيف يعيش المسلمون والمسيحيون واليهود في لبنان، بينما إسرائيل ترفع شعار دولة لليهود فقط، وترفض العرب المسلمين والمسيحيين ولا تريد إعطاءهم دولة.

 

الفرصة اليوم مهمة بالنسبة لإسرائيل، إذ إن العالم أدانها لما يجري في غزة من قتل وتدمير وإبادة جماعية للشعب الفلسطيني العظيم، وبما أن لبنان، ومن خلال نخوته الإنسانية والدينية، تدخل لمساعدة إخوانه في غزة لم يدرك أن المؤامرة التي تحضّر له أخطر بكثير.. والمصيبة الأكبر أن السيّد حسن نصرالله، وبعد مرور حوالى سنة، كان يريد أن يوقف الحرب… لكن التدخل الايراني منعه، لأنّ إيران كما علمنا، حصلت على 400 مليار دولار أفرج عنها الأميركي، وهذه دفعة على الحساب من ثم القضاء على السيّد حسن نصرالله وقيادته، وحتى القضاء على «الحزب» إذا لزم الأمر.

 

وهكذا كما يقولون فإنّ المجرم السفّاح استغل المؤامرة ليقضي على قائد المقاومة و «الحزب» الشهيد السيّد حسن نصرالله وعلى قيادته.

 

واليوم يكمل العدو مشروعه بالقضاء على المعالم التاريخية التي يملكها لبنان، والقضاء على مدن مثل صور وصيدا والنبطية وبعلبك، بذريعة القضاء على سلاح «الحزب».

 

ولو أراد فعلاً القضاء على سلاح الحزب لأكمل تنفيذ القرار 1701 الذي جاء في أحد بنوده أن لا يكون في لبنان سلاح خارج سلاح الدولة، فلماذا التدمير والقتل والإبادة؟ أو لماذا القضاء على التراث التاريخي والثقافي؟