Site icon IMLebanon

«حزب الله» أوروبا ستأتينا راكعة

 

يقول المثل الشعبي»مجنون يحكي وعاقل يسمع»، للمفارقة أنّ من «يحكي» هنا هو «رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمّد رعد»، ومن المؤسف أنّ العقوبات التي تواجه حزب الله وتجفّف منابع تمويله أوصلته إلى ذروة الجنون، على الأقل بات يتحدّث عن واقعه المأزوم، ومن دون أن يتخلّى عن تهديده اللبنانييّن الذين لا يؤيّدون أجندته الإيرانيّة ـ بل بلغ الجنون ذروته بالتّهديد بأن «نفرض معادلة جديدة ليس في لبنان فحسب بل في المنطقة من حولنا»!!

 

بلغ حزب الله مبلغاً خطيراً من استعداء الدّول الصديقة للبنان والتي وقفت إلى جانبه طوال العقود الماضية، فجأة اعتقد محمد رعد نفسه الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، تهيّأ له الموقف الأردوغاني القويّ وهو يهدّد أوروبا بفتح الحدود أمام اللاجئين فصرخ متقمّصاً غضب أردوغان «العالم كلّه اليوم يحاصرنا، يكفي أن نلوّح بورقة النازحين السوريين حتى تأتي كل دول أوروبا راكعة أمام إرادتنا»!!

 

«كل دول أوروبا ستركع أمام إرادة حزب الله»، «يا مشحّرين» جماعة الحزب يحتاجون إلى علاج عاجل!! هو ضرب من الجنون و»اللاأخلاقيّة» أن يرفع قيادي في حزب الله يحتل موقع رئيس كتلة برلمانيّة مهدداً بابتزاز دول أوروبا كلّها؟!

 

خطة حزب الله المقبلة بابتزاز دول أوروبا ليأمّن من يمدّه بالمال، وقد أعلنها واضحة وصريحة ووقحة على لسان الحاج محمد رعد: «سنتصرّف بما يُضطَرّ الأوروبيين لأن يتحملوا مسؤولياتهم وأن يدفعوا المتوجّب عليهم»!! هذه المرّة وإلى جانب لبنان وشعبه الرهائن المختطفين لدى الحزب وأجندته الإيرانيّة منذ ثمانينات القرن الماضي، قرّر حزب الله أن يختطف اللاجئين السوريين رهائن يهدّد أوروبا بإرسالهم إليها، ولكن لم يقل لنا كيف، وعبر أي حدود هل سيلقي بمليونين لاجىء سوري في البحر، أم أنّه سيرسلهم إلى أوروبا عن طريق سوريا ثمّ تركيا؟ أم سيرسلهم إلى أوروبا عبر الحدود مع العدو الإسرائيلي!!

 

عندما وقف الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان وهدّد بفتح الحدود أمام اللاجئين السوريين لم يبتز الدول الأوروبيّة لتدفع الأموال للدولة التركية، طبعاً أوروبا «لا تقبض كلام الحاج محمد رعد ولا يدخل ذمّتها بثلاثة قروش»، على عكس الجديّة التي تأخذ بها كلام أردوغان ولسبب بسيط فتركيا دولة موقعها استراتيجي يربط آسيا بأوروبا، إنما «دولة الحاج محمد رعد» أي حدود استراتيجيّة تربطها بأوروبا؟ إلا إذا كان معنى التهديد هو هزّ الاستقرار الأمني في دول أوروبا عبر تفجيرات أمنية أو غيرها!!

 

كلام النائب محمد رعد إدانة جديدة للحكومة اللبنانية العاجزة، والتي يحاول رئيسها أن يقنع دول العالم بالتعامل مع حزب الله كـ»جزء من النظام الإقليمي»، حتى إيران لم تجرؤ على تهديد وابتزاز أوروبا وبالتأكيد يستحقّ الرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون ومحاولات تأمين قناة حوار بين طهران وبين أميركا  وهو غير مقدّر لدرجة خطورة إيران وحزبها، فإذا بالتهديدات تصيب أوروبا من دولة حزب الله في لبنان، فيما الحكومة اللبنانيّة أصابها الخرس، وتتصرّف كأنّها لم تسمع بكلام النائب محمد رعد ولا بالرّهائن الجدد الذين ينوي حزب الله ضمهم إلى مخطوفيه من لبنان وشعبه!!