IMLebanon

«صقور» مستقبليون: «حزب الله» لم يتغيّر.. ولسنا أغبياء!

هل ثمة اختلاف «مستقبلي» داخلي حيال كيفية مقاربة العلاقة اليوم مع «حزب الله»؟

سؤال يطرح نفسه في ظل الأجواء الحوارية التي تفرض نفسها في البلاد بين تيار «المستقبل» والحزب. يستمد السؤال معناه من جملة الاتهامات التي يوجهها قادة في «المستقبل» للحزب، برغم جلسات الحوار المتتالية بين الطرفين.

الأكيد في الأمر هو التالي: ثمة صقور «مستقبليون» يعارضون التقارب مع «حزب الله» في ظل المسار الحالي للحزب، ويستمدون زخمهم داخل التيار من محتوى الخطب المتكررة للسيد حسن نصر الله، وآخرها دعوته الى أن «نذهب جميعاً الى سوريا لمقاتلة التكفير». علماً أن هؤلاء الصقور يشيرون الى ان موقفهم يمثل الغالبية العظمى من الشرائح الشعبية للتيار، كما لقياداته التي لا تعلن أمر هجومها على «حزب الله» جهاراً.

في جعبة النائب أحمد فتفت الكثير ليقوله على هذا الصعيد، وهو، إذ «يقدر الظروف التي استدعت الحوار الذي يفيد في بعض المواضع»، إلا أنه لا يخفي لـ «السفير»، أن العلاقة مع الحزب من غير المقدر لها أن تستقيم، خاصة مع وضع فتفت شرطاً صعباً على الحزب للعودة بهذه العلاقة الى سابق عهدها: «وضع سلاحه في اطار الدولة اللبنانية»، بكل ما يحمله هذا الشرط من عناوين.

بالنسبة الى فتفت، فإن لائحة التحفظات تطول، خاصة أن الحوار مع «حزب الله» لا يقارب القضايا الأساسية التي وسعت حجم الخلاف معه، وتحديداً بالنسبة لدخول الحزب للقتال الى جانب النظام السوري داخل سوريا.

ويشارك النائب السابق وعضو المكتب السياسي في التيار مصطفى علوش، هذا الرأي، ويشدد مع فتفت على أن لا خلاف داخل التيار، بل ثمة هامش للبعض لإدلاء برأيه بصراحة و «واقعية». ويستمد فتفت وعلوش قوة ذلك الموقف من عدم اشتراط الحوار للهدنة الإعلامية بين الطرفين. ويشير علوش لـ «السفير»، الى أن «الخطاب الأخير لنصر الله جاء ليشدد على ان لا أفق للحوار». يرفض علوش دعوة نصر الله الى «الدخول معاً الى سوريا»، ويلفت الانتباه الى ان نصر الله فرز المنطقة الى محورين، أحدهما إيراني والآخر إسرائيلي. أما داخلياً، فإن زعيم «حزب الله» أطلق رصاصة الرحمة على مسألة انتخابات رئاسة الجمهورية عبر عدم تفاوضه على غير ميشال عون رئيساً، حسب علوش الذي يتفق مع فتفت على أن «قضية الرئاسة ليست عند حزب الله بل في إيران».

ويقول فتفت إن الحوار لا يعني السكوت عن الثوابت في ظل مشروعين في المنطقة: «داعش» و «حزب الله». ويؤكد ان مشكلته هي مع التيار الإلغائي، «فالتخوين والتكفير وجهان لعملة واحدة».

ويتفق فتفت وعلوش على انه، على الرغم من ان الحوار لن يقارب القضايا الكبرى، فإن ثمة قضايا الحد الأدنى التي يجب على الحزب القبول بها. وفي الوقت الذي يلفت فتفت الانتباه الى ان «المستقبل» قدم تنازلات من دون مقابل تجاه الحزب، مقدماً الخطة الأمنية في طرابلس مثالا، يشدد على ضرورة قبول الحزب بـ «إعلان بعبدا» الذي وقع عليه.

كما يشدد علوش على ان الحزب يجب ان يوافق على هذا الإعلان لكي يتم تحقيق خرق كبير في الحوار، ويضيف سائلا: ماذا عن المحكمة الدولية التي سبق لـ «حزب الله» ان وافق عليها، حتى ان نصر الله سبق ان اعلن في جلسة الحوار العام 2006، قبوله بتلك المحكمة؟

خلاصة الأمر بالنسبة الى علوش أن «نصر الله يعتبر لبنان تفصيلا في معركته الكبرى خارج لبنان، فهل نحن أغبياء للاعتقاد أن حزب الله قد تغير؟». ويشاركه فتفت في عدم تفاؤله، «إذ إن حزب الله تحول بعد العام 2006 من مقاومة الى ميليشيا، قبل ان يتحول بعد العام 2012 الى قوة احتلال في المنطقة، وهو بذلك يخالف القوانين اللبنانية بشدة».

على ان فتفت وعلوش يشتركان في اعتبار الحوار مفيداً لناحية تحييد لبنان عن الوضع الإقليمي والدولي المتفجر والمعقد، خاصة ان هذا الوضع في المنطقة مرشح للاستمرار سنوات طويلة مقبلة.. من دون استبعاد تفجر الوضع في لبنان «اذا ما قرر أفرقاء خارجيون ذلك».