بعد تغريداته الأخيرة «الموجّهة للجميع»
انشغل الوسط السياسي والشعبي خلال الايام الثلاثة الماضية بمواقف لوزير الصناعة عماد حب الله، عبّر فيها عن امتعاضه من الأداء الحاصل داخل الحكومة وخارجها، والذي يعرقل انتاجية الحكومة والدولة بشكل عام، ولا يجد حلولاً لمشكلات المواطنين الملحة، لا سيما في توفير لقمة العيش بعد الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية وفقدان الكثير من المواد الضرورية، والتأخر في اتخاذ الخطوات العملية التي تخفف عن كاهل المواطن. وهو قصد بمواقفه من هم داخل الحكومة ومن هم خارجها، فالجميع برأيه لا يقدم الحلول، وبعض القوى السياسية تُعرقل ولا تخدم المصلحة العامة ومصلحة المواطن.
في تغريدة له قبل يومين، وموجهة الى رئيس الحكومة حسان دياب، المح الوزير حب الله الى احتمال انسحابه من الحكومة ما لم تستطع الحكومة تحقيق الانجازات، وخاطبه بالقول: «دولة الرئيس، ارجوك سمّي الأمور بأسمائها وبالأخص من يعرقلوا عملنا الحكومي، مُدّعين الحفاظ على البلد، ويختلقوا الحجج والبراهين، ويصوروا الحلول والارقام، وهم يودوا الانقضاض على مقدرات لبنان ويرهنوه للخارج، ويطيروك انت والحكومة عبر ضرب سعر الليرة، وتأجيج وجع الناس اللي ما بقى فيها».
واضاف حب الله في تغريدته: «اننا مسؤولون! وعلينا واجبات تجاه الناس. ونحن منهم ومعهم… سنلاقي المواطنات والمواطنين في قهرهم، وسنجترع الحلول. ولن تكفي بلسمة الجراح التي هي جراحنا… وان لم نستطع فعلينا…». قاصداً الرحيل.
وفي اخر تغريدتين له امس الاحد، خاطب وزير زميل له من دون ان يُسميه، ولو ان التغريدة اوحت انه يقصد وزير الاقتصاد راوول نعمة، دعاه فيها الى اتخاذ الاجراءات الكفيلة بتوفير الخبز للمواطنين، بعد التهافت غير المسبوق عليه يوم السبت بحيث انقطع من الافران والمحلات، واصطفت الناس طوابير للحصول على الرغيف. وقال لزميله: «ناسنا بالبلد ما فيها تكون حقل تجارب وردات فعل. خذ الإجراءات اللازمة لتوقف المهزلة الآن. عندك الصلاحية والدعم والتسعير وإذن الحاكم (لمصرف لبنان)، وبعدين؟ ما بدنا الناس يفكروا ان القصة مقصودة».
كما وجه تغريدات اخرى لمن هم خارج الحكومة دعاهم فيها «الى تقديم اقتراحات عملية لإنقاذ لبنان وحل المشكلات الموروثة من منظومة الفساد، اقتراحات لا تتضمن انقساماً وعزلاً وإقصاءً وارتهاناً للخارج وخراباً للبلد وتجويعاً للبنانيين واخذهم رهائن، انتم شركاء والحكومة ترحب بشراكتكم في الحل. والا الله يعين لبنان على تشرذمنا والحقد والمصالح الرخيصة والارتهان للخارج».
الوزير حبّ الله اوضح لـ«اللواء» انه يقصد بتغريداته كل الاطراف، من هم داخل الحكومة والمؤيدين للحكومة والمعارضين لها ولمن هم خارجها. وقال: المطلوب من الحكومة عدم ترك الامور تتطور الى الاسوأ اكثر، كما حصل مثلاً في موضوع الخبز. والمطلوب ان تجد الحكومة حلولاً سريعة لأزمات المواطن المتعددة.
وتابع: بعض الامور يجب ان نعمل عليها سريعاً، لكن المشكلة ان بعض القوى السياسية تحارب الحكومة عبر نافذين لها من داخل الدولة، او بالمواقف السياسية أو بمنع ملاحقة الفاسدين والذين يعرقلون عمل الادارات. لذلك طالبت الرئيس دياب ان يُسمّي الامور بأسمائها.
وعن رأيه بسبب عدم التسمية؟ قال الوزير حبّ الله: ان الرئيس دياب يعمل بكل امكاناته لتهدئة الاوضاع السياسية الداخلية وعدم التصعيد السياسي بوجه احد. كما يدعوهم الى المشاركة في الحلول. لكن المشكلة ان البعض من داخل الحكومة ومن خارجها لا يساعد على تنفيذ الحلول.
واضاف: اما لمن هم خارج الحكومة وللمعارضين لها، اقول لهم، اشتغلوا معها لا ضدها وعليها، لأنها هي الحكومة الموجودة وضرب الحكومة الان ضربة للبلد لأنه من الصعب تشكيل حكومة اخرى في هذه الظروف. يجب ان تنسى الاطراف السياسية سياساتها الصغيرة وتلتفت الى سياسات إنقاذ البلد. ومن لديه فكرة او اقتراح لحل مشكلة ما ليتقدم به وليحاسب الحكومة إن لم تنفذه، بدل ان ينتقدها ولا يُقدم حلولاً. فكل طرف منّا يجب ان يُقدّم من موقعه ما عليه من اجل تحسين اوضاع البلاد والعباد.
واكد حُبّ الله «انه لن يقف متفرجاً على إنهيار البلد ويبقى ساكتاً ومكتوف اليدين، وهو لن يسكت عن اي خطأ او إنحراف، ولاعن ضياع حقوق الناس واموالها، وعدم قدرة المغتربين والمقتدرين على المجيء الى لبنان والاستثمار فيه في مشاريع منتجة، نتيجة الفساد والظروف السياسية التي تعيق الحلول. ولن تكون هناك حواجز امام ما يريد ان يقوله وما يجب ان يُقال».