تكشف مصادر سياسية واسعة الإطلاع عن أنه قد بات من شبه المؤكد أن الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية آموس هوكشتاين، سيزور لبنان اليوم، وإن كان موعد هذه الزيارة لم يتحدد بشكلٍ رسمي، كما لم يتمّ الإعلان عن أي مواعيد رسمية قد سبق وطلبها من الرؤساء الثلاثة، علماً أن زيارته، وأن تأجّلت لأكثر من شهر حتى الآن، ولكن ما هو محسوم، وفق هذه المصادر، أن السفيرة الاميركية دوروثي شيا قد أبلغت جهتين سياسيتين بوصول هوكشتاين، وهما الرئيسان ميشال عون ونبيه بري، في اللقاء الأخير لها في الأسبوع الماضي معهما، حيث أكدت أن هوكشتاين سيكون اليوم الثلاثاء في بيروت لاستكمال البحث في ملف الترسيم. لكن المصادر المطلعة نفسها، تستدرك بأن ما من مواعيد رسمية أو حتى غير رسمية قد أعلنت في المقرات الرئاسية، وبالتالي وعلى الأرجح، قد تكون له مواعيد، ولكن لم يعلن عنها في القصر الجمهوري أو في عين التينة.
ومن ضمن السياق نفسه، تشير المصادر المطلعة إلى ما كان أعلنه بري حول العودة إلى اتفاقية الإطار في ملف الترسيم، موضحةً أن هذا الموقف الذي خرج إلى الضوء منذ أيام، يوحي بأن هناك ما يجري تركيبه، وهناك ما يُبحث عنه في هذا المجال، إذ أعاد طرح مسألة الترسيم من بوابة التأكيد على اتفاق الإطار السابق، وبالتالي فإن عودة رئيس المجلس النيابي، إلى اتفاقية الإطار تعني أمراً واحداً، وهو محاولة «قوطبة» على الرسالة التي بعث بها لبنان إلى الأمم المتحدة في الأسبوع الماضي، والتي تخرج عن اتفاقية الإطار، والتي تتحدث عملياً عن مفاوضات غير مباشرة ومن تحت الطاولة ويتناول الحديث فيها، الخطّ 23 والذي كانت له أصداء لدى كلّ من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب.
وعليه، تكشف المصادر الواسعة الإطلاع، أن خطوة الرسالة إلى الأمم المتحدة، كانت ضربةً استراتيجية، لأنها سبقت زيارة هوكشتاين إلى لبنان، ولأنه أتى عدة مرات إلى «اسرائيل، ثم غادر إلى الولايات المتحدة الأميركية، من دون المرور بلبنان، بعدما كان اشترط حصول تفاهمٍ داخلي في لبنان للعودة الى بيروت، وبالتالي فإن رسالة لبنان، ومن خلال ما طرحه الرئيس عون، والذي كان طرحه الوفد العسكري التقني، الذي أكد العودة إلى المفاوضات من دون شروط مسبقة، أي أن هوكشتاين سيعود الى بيروت ومن دون اشتراط أي موقف من الرؤساء الثلاثة أو الحكومة.
أمّا اليوم وبانتظار زيارة هوكشتاين، توضح المصادر أن هناك مداولات تجري في أوساط الرؤساء الثلاثة حول الموقف الرسمي الذي سيُبلّغ له في بيروت، ما يعني من الناحية العملية، محاولة للإلتفاف على الرسالة، والتي أتت رداً على ما هو مطروح، وعندما يسأل هوكشتاين عن هدف الرسالة والعودة إلى الخطّ 29، سيكون الردّ، أن «الإسرائيلي» سبق وأرسل رسالةً إلى الإمم المتحدة، وهو ما اضطر لبنان الى الردّ على ما طرحته «إسرائيل»، وبالتالي التنصّل بالسياسة من كلّ ما استّجدّ في ملف الترسيم، وسيعود الجميع مجدداً إلى اتفاقية الإطار التي تحدث عنها رئيس المجلس منذ أيام.