الترقّب سيّد الموقف، لما تنتظره الأيام القليلة المقبلة، ربطاً بجولة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت والأراضي المحتلة، والتي يعول عليها إما إيجاباً أو سلباً، وتحديداً على ضوء نتائج اللقاءات التي أجراها مع قيادات العدو، وما سينقله إلى لبنان في هذا الإطار الذي يشير الموقف شبه الرسمي إلى أنه أن تتوقف الحرب في غزة على الفلسطينيين، وعندها تنسحب على لبنان تلقائياً، وهذا ما رفضه العدو الإسرائيلي، الذي يعمل على دفع حزب الله إلى وقف إطلاق النار، ووقف العمليات العسكرية، دون أن يكون لذلك أي ارتباط أو صلة بغزة، وهنا سيعود هوكشتاين حاملاً معه هذا التصور، وقد قطعت عليه الطريق عندما قال أحد نواب حزب الله النائب حسن فضل الله بما معناه ألا يفكر أحد على الإطلاق في ذلك، لأنه لا يمكن وقف الحرب في الجنوب في حالة استمرارها في غزة، فهناك ترابط واضح عضوي وعقائدي وأخلاقي.
وبمعنى آخر، لم يقبل الحزب بوقف إطلاق النار، طالما العدو يقوم بالقصف على غزة، لذلك هذه المسألة معقّدة جداً، والهدف من جولة منع الحرب الشاملة بداية، وليس الوصول إلى هدنة، لأن هوكشتاين يدرك أنه في حال استمرار العمليات العسكرية كما هي، ومن خلال استعمال السلاح النوعي وعمليات الاغتيالات وقصف العمق الإسرائيلي وبعض المناطق اللبنانية، حيث خرجت الأمور عن قواعد الاشتباك، فذلك سيؤدي إلى اشتعال كل الساحات والجبهات في المنطقة، فعلى هذه الخلفية، فإن نتائج لقاءات هوكشتاين مع مسؤولي العدو ستنقل إلى بيروت، وتحديداً لرئيس مجلس النواب نبيه بري، المفوض بالتحدث باسم حزب الله، والتفاوض عنه في هذه المسألة، ولكن السؤال هل سيقبل حزب الله بالعرض الإسرائيلي؟
من الطبيعي تجيب مصادر مطّلعة، أنه قطعاً لن يقبل بأي خطة أميركية تقضي بوقف الحرب في الجنوب، طالما الحرب في غزة ملتهبة ومشتعلة، وعلى هذه الخلفية، فالجميع بدأ يكثّف من اتصالاته للوصول إلى هدنة في غزة، وعندها تمنع الحرب الشاملة، وتتوقف الحرب في الجنوب، ما يحتاج إلى إعادة تفعيل لقاءات الدوحة والقاهرة بعد عطلة عيد الأضحى، وخصوصاً في الأيام القليلة المقبلة، حيث بدأت الاتصالات لهذه الغاية، لكن حتى الساعة ليس ثمة ما يؤكد إلى أن زيارة هوكشتاين قد أدّت إلى نتائج إيجابية، بل الأمور ما زالت معقّدة وصعبة للغاية في ظل التعنّت الإسرائيلي ومحاولة فرض معادلة بوقف الحرب على الحدود الشمالية، لتسجيل نصر سياسي وعسكري أمام الرأي العام الإسرائيلي، وهذا ما يسعى إليه نتنياهو، لكن في المقابل، فحزب الله لن يقبل بذلك في حين أن لبنان لم يعد يتحمّل المواجهات في ظل ظروفه الصعبة، من الشغور الرئاسي وحكومة تصريف الأعمال إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وعلى أبواب موسم السياحة والاصطياف.